أثر وإنسان.. -يَوميّات (هَيّة الكَرَك).. و(الحَملة الحُورانية) في الصحافة العربية العثمانيّة (1910 _ 1912) (61(
الأحداث في أيام (6 (و(7 (و(8 (و(9 (و(10_(1_1912 )
محمد رفيع
أحوال (عمّان) و(الطفيلة).. ووصول (حسين الطراونة) من الآستانة
الراي _ بما أنّ الصفحة الأولى من هذه الوثائق الصحفية غير واضحة، فإنّ نصها يقول: (أخبار عمّان؛
كتب محمد أفندي الجقّة كتاباً (؟) إلى والي سوريّة (يرجو) فيه (إنشاء) ناحية عمّان، لأنّها مؤلّفة من المهاجرين ومن سكّانها (تجّار) من العربان ومحطّة الخطّ الحجازي. وهي خالية من مأموري الضبط والربط، ويطلب أن يصير لها (رئيس) (ويُرسَل) أفراد من الجندرمة.
جاء (علي) وفا بك قائم مقام السلط إلى عمّان وألّف لَجنة تحت (رئاسة) مدير عمّان إبراهيم أفندي لِجمع الإعانة لمجاهدي طرابلس فبلغ مجموع ما جُبيَ في يوم واحد من عربان ومهاجرين وتجار مائتين وخمسين ليرة)؛ التاريخ؛ 8_1_1912؛ (طرابلس؛ المقصود طرابلس الغرب في ليبيا التي كان سكّانها يخوضون الحرب الإيطاليّة العثمانيّة.).
_ وقد أوردت الصحف أخباراً عن؛
مغادرة حسين الطراونة رئيس بلدية الكرك آنذاك الآستانة عائداً إلى الكرك؛ ووصول لجنة التحقيق في أحوال الكرك وحوران من الآستانةإلى الكرك برئاسة علي سيدي بك من مفتشي الملكية؛ ونقل متصرف الكرك الأميرلاي عبد الحميد باشا قائم مقام للقدس؛ وكذلك وردت أخبار عن أحوال قضاء الطفيلة التعليمية والصحية والقضاء فيها وغيرها من شؤون الحياة الإدارية والاجتماعية؛
مقدّمة تاريخيّة وملاحظات؛
- هَيّة الكَرَك؛ هي عصيان مدنيّ، ما لبث أن تحوّل إلى ثورة مسلّحّة، ضدّ التجنيد الإجباري وتعداد النفوس. حيث اندلع العصيان في 22 تشرين الثاني (11 (عام 1910 ،واستمرّ نحو شهرين، وكان أعنف الاحتجاجات ضدّ العثمانيين، التي اندلعت قبيل الحرب العالميّة الأولى، حيث قمعتها السلطات العثمانيّة بعنف شديد.
- المصدر الصحفي الدمشقي لهذه الوثائق هو من أكثر المصادر الصحفية توازناً في تلك الفترة، وهي صحيفة (المقتبس) الدمشقيّة لصاحبها محمد كرد علي، غير أنّها تبقى صحيفة موالية للسلطة العثمانية، ولا تخرج عن طوعها. لا يتدخّل الكاتب في الوثائق المنشورة إلّا في أضيق الحدود، بهدف الشرح أو التوضيح فقط لا غير. هنا في صفحة فضاءات، سننشر الرواية الصحفية العربية العثمانيّة الرسميّة لأحداث الكرك، والتي استمرّت لما يزيد عن شهرين، كما رأتها السلطات العثمانيّة في حينه، على هيئة يوميات ومتابعة صحفية للأحداث. وتشكّل هذه المادّة جانباً وثائقيّاً صحفياً لـِ(هَيّة الكَرك)، كرؤية رسمية للسلطات آنذاك. أما السلطات العثمانيّة فقد أسمتها؛ (فتنة الكَرَك)..!
الفريق سامي باشا الفاروقي؛ (1847م ـ 1911م)
ولد في الموصل سنة 1847م تقريباً، وهو ابن علي رضا بن محمود الفاروقي. انتسب إلى السلك العسكري، وتخرج من الكلية الحربية العالية في استانبول، برتبة ضابط (أركان حرب)، وتخطى مراحل الترفيع في الخدمة، فوصل إلى رتبة فريق أول. قاد الحملة العسكرية النجدية سنة 1906م. حيث أرسلت حملة عسكرية لنجدة ابن رشيد أمير نجد، حيث كانت مهمة هذه الحملة العسكرية هي الوقوف بين الطرفين المتحاربين آل سعود وآل الرشيد، وقد كان نصيب هذه الحملة الفشل الذريع. قاد الحملة العسكرية على جبل الدروز عام 1910؛ وكانت فيها الضربة القاضية واستطاع رد الدروز إلى طاعة السلطان. وقاد الحملة العسكرية على الكرك عام 1910 ،بعد إخماد ثورة الدروز حيث ثار عربان بني صخر والمجالي وغيرهم في الكرك وجوارها، ويذكر أن تصرفات القائمقام التركي صلاح الدين بك الشاذة من أكبر العوامل لهذا العصيان، وكانت أشد هولاً وطغياناً من عصيان جبل الدروز. اقترن سامي باشا بكريمة عمّه عبد االله حبيب بك العمري ولم يعقب ولداً. توفي في العام 1911