عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jun-2022

لا عزاء للآباء !!*محمد داودية

 الدستور

حلّ «يومُ الأب العالمي» و رحل بلا مقدمات كأي يوم أسبوع عادي.
 
الأب العظيم الذي يقطع من لحمه ليطعم أبناءه، الذي يذود عنهم ويحميهم ويفتديهم بعمره، مر يومه بلا موسيقى القرب، بلا رنة وتر، بلا ضربة طبلة و بلا زيطة.
 
رأينا بضع صور لفتيات مع آبائهن الذين وخط البياض ذقونهم ورؤوسهم. وقرأنا بضع إدراجات تنوّه إلى هذه المناسبة.
 
صحيح انني تلقيت التهاني من ابنائي وبناتي Happy father›s day، تلفونيا وواتسأبيا ووجاهيا، ولا أحسب أن من لم يهنني بالقُبل قليل زوق، فهو لم يقبض هذا اليوم، وبالكاد انتبه إليه وهو على وشك الأفول !!.
 
أين عيد الأب، من عيد الأم ؟!!
 
أين إعلانات التنزيلات التي تملأ الصحف والشاشات والمنصات واليافطات: ألماس، ذهب، طناجر، غسالات، افران، ثلاجات، ملابس، مكانس، مسابقات، بلالين، حسابات توفير، رحلات إلى مختلف اصقاع وبقاع الأرض.
 
مر يوم الأب -لاحظوا ليس عيد الأب- كما يمر السحاب الخفيف الفشوش، غير المثقل بالغيث، الذي ليس فيه برق يبشر به ويعلن عنه، ولا رعد يوقظ الكرة الأرضية ويهزها !!
 
و مر يوم الأب بلا تورته،
 
الأب الموصوف بأنه الصراف الآلي السخي ATM الذي لا يتوقف عن الاستجابة الذي لا يردف ولا يخيّب الظن ولا يبتلع البطاقة ولا يصدمك بأنك بلا رصيد !!
 
لا أتحدث عن الآباء الذين يبذّرون ويبعزقون على ابنائهم بلا مسؤولية.
 
أتحدث عن آباء الإيثار العشاق الذين لا يغمضون إن مس أحدَ الأبناء ضرٌّ أو حَمٌّ أو حتى غازات !!.
 
لا خلاف على عيد الأم البطلة العظيمة، التي تنوء بالاعباء وتقوم بانبل الأدوار والمهام،
 
لكننا معشر الاباء ذهلنا من عدم الإنصاف وفرط الجحود وإغفال دور الأب العظيم ومهامه الثقيلة،
 
لقد مرّ يوم الاب العالمي، بلا مجرد زميرة !!
 
لا خابية تحت العريشة، ولا زرقة في السماء، ولا حبّة معمول على المائدة في يوم الأب العالمي.
 
من هو الأب المسكين الطيب الذي اخترع يوم السنة الزائد عن الانتباه هذا ؟!
 
هل أقول لا عزاء للآباء ؟!