عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Oct-2019

هدوء.. إنهم یعذبون - زھافا غلئون
ھآرتس
 
اذا حاكمنا بناء على الفترة الاخیرة فإن قضیة خط 300 لم تكن لتحدث الآن. المعتقلون كانوا حقا سیقتلون، لكن لم تكن لتكون لنا قضیة. المراسلون الذین كشفوا تلك القضیة كانوا سینشغلون في المفاوضات الائتلافیة. وآخرون كانوا سیشرحون أن ھذه بالضبط ھي النتیجة المطلوبة. لذلك، أنا سأسمي ذلك تحقیقا مروضا. وأحد ما كان سیكتب، والذي ھب في السابق ضد ”ضحیة القانون“ لافیغدور لیبرمان. شخص آخر كان سیشرح بأن الامر یتعلق بقنبلة موقوتة، كما اعتاد الفلسطینیون ذلك. شخص ثالث كان سیصفق لذلك، ولذلك كنت ستجد معجبین ایضا.
بتسلئیل سموتریتش ربما كان سیحتفل، لكن اغلبیة السیاسیین كانوا ببساطة سیصمتون كالعادة. أي أنھم سیجدون موضوعا ملوثا أقل للتحدث عنھ. رجال الشاباك كانوا سیعودون الى بیوتھم وھم یغسلون أیدیھم ویتساءلون بینھم وبین أنفسھم كیف یوجد لدى ھذا العجوز كل ھذا القدر من الدماء.
منذ زمن طویل والیمین یدافع عن حقوق الذین یقفون على باب القانون، ویدافعون عن الحق في الاستماع، وعن الأخت المتطورة لھ، الحق في الاستماع ببث حي. المثقفون الصغار یندبون عقد جلسة الاستماع في ذكرى الصوم. جلسة الحكومة قطعت بسبب البق الموجود في غرفة نیر حیفتس. وبالطبع كان ھناك تجند ضد تعذیب مشبوھین بإحراق زوجین فلسطینیین وابنھم الذي یبلغ عمره سنة في قریة دوما.
في ھذا الاسبوع دخل فلسطیني سلیم الجسم الى غرف التحقیق في الشاباك وخرج من ھناك في وضع حرج. ھو متھم بقتل الشابة رینا شنراف. في الیمین یصمتون. لیس للفلسطیني الحق في البراءة ولا الحق في الاستماع. ولیس لھ حتى الحق في الخروج بجرح واحد من غرفة التحقیق.
لیس النفاق ھو ما یبعث على الیأس ھنا. الدولة یمكنھا أن تزھق روح انسان وتدفنھ في غرفة صغیرة. ھذه قوة فظیعة، تحتاج الى آلاف التحفظات والتحذیرات. وقوة الدولة ازاء الفلسطینیین أكبر، لا یوجد لھم حتى الحق في المحاكمة، وكیف یتعامل مع ھذا الموضوع المعسكر السیاسي الذي یوجد منذ عقد في الحكم؟ روتین من التلاعب المتعب والتثاؤب ومحاولة للتبریر وعدم الاھمیة.
ھل حقا یجب علینا تذكیر الصحفیین بأن الاجھزة تمیل الى تغطیة نفسھا؟ وأن رجال الامن یكذبون ایضا. ھل حقا یجب أن نذكر كیف وجدت اجھزة الامن شخص فلسطیني یعترف باختطاف نیف اسرف رغم أن ھذه الحادثة لم تحدث أبدا؟.
التعذیب ھو القوة الاكثر تھدیدا التي یمكن عزوھا للدولة. شخص یقاد الى غرفة، وھناك یوجد عدة اشخاص آخرین ھم القضاة وفي نفس الوقت ھم المدعون العامون. ومن یعرف ما الذي سیحدث؟
ربما یموت ھنا وربما لن یتمكن من السیر مثل البشر أو لن یتمكن من الأكل أو النوم. لا یوجد لدیھ حق في المحاكمة، ھو لم یدافع عن نفسھ. شخص ما قرر ذلك والآن اصبح ھنا. ربما ھو ھناك. وربما كان ذلك بالخطأ. من یعرف؟.
عندما نسمح بالتعذیب، نحن نستطیع التحدث عن دولة قانون حتى الغد. وأن نكذب بشأن الحقوق وأن نذكر قرارات حكم وأن نحترم المحكمة العلیا أو نستخف بھا. القانون لدینا سیكون دائما خیالي، ھو قناع على وجوھنا من اجل أن نتواجد مع المثقفین في الوقت الذي فیھ في الاقبیة تسحق أیدینا جسد انسان.
ویجب علیھم عدم القول لي بأن ھذا یستھدف الدفاع عني. توجد للشباك شبكة استخبارات ومیزانیة محترمة وتكنولوجیا متابعة متقدمة ومعلومات تم جمعھا خلال سنین. ھم یضربون الناس لأنھم سمحوا لھم بذلك ولأن ھذا اسھل من التحقیق معھم. واذا كان ھذا خطأ – ھذا لیس فظیعا. ھذا مجرد فلسطیني، ولا أحد منھم یھتم بھ.