عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jun-2022

الصمت العالمي تجاه الحرب في أوكرانيا..!*د.جورج طريف

 الراي 

لم يعد مقبولاً هذا الصمت الذي يلف العالم بمختلف مكوناته تجاه الحرب في أوكرانيا لدرجة تشعر المتابع لهذه الحرب كأنها تقع في كوكب آخر، ويرافق هذا الصمت صمت إعلامي حتى أن كثيراً من المحطات التلفزيونية والإذاعية باتت تتجنب الحديث عن تطورات الحرب وأحداثها في نشراتها الإخبارية.
 
ويحق للمرء أن يتساءل عن دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وباقي المنظمات الدولية من أجل العمل على وقف الحرب او تحقيق هدنة ولو مؤقته لها..؟ أين الدور الأميركي والبريطاني والفرنسي والألماني.. والصيني والياباني في هذا الاتجاه..؟
 
نحن نعلم أن مواقف الغرب والشرق السياسية متباينة.. وتتصرف كل دولة حسب مصالحها.. فهذه دولة تفرض عقوبات على روسيا واخرى ترسل أسلحة لأوكرانيا.. وثالثة تؤيد روسيا لكن ذلك كله يزيد من اشتعال الحرب ولا يمنح فرصة واحدة ولو بسيطة لتحقيق هدنة بين الجانبين في الوقت الذي أصبحت تهدد تداعيات هذه الحرب العالم بأسره بمجاعة غير مسبوقة قد تستمر لسنين حسب تقديرات أصحاب الاختصاص ومنظمات الغذاء والخبراء الذين يتابعون تطورات هذه الحرب وتاثيراتها على باقي شعوب العالم. فقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة قبل عدة أسابيع من تاثير الحرب على الشعوب الفقيرة مثلما حذر مسؤول كبير في البيت الأبيض من احتمال حصول مجاعات في العالم في حين توقع مركز التنمية العالمي أن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الذي وصل إلى نحو ٣٠ بالمئة عما كانت عليه الأسعار العام الماضي سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي ودفع نحو ٤٠ مليون شخص نحو الفقر الشديد.
 
استمرار الصمت العالمي وعدم التحرك لإيجاد حل سلمي يضع حداً للحرب الروسية الأوكرانية هو عامل مساعد لاستمرارها لا بل أكثر من ذلك فهو عامل مساعد على القضاء على ملايين البشر من الفقر والجوع الناجم عن هذه الحرب.
 
ألم يحن الوقت لتدخل الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة وبدعم من المجتمع الدولي والدول الكبرى في هذا العالم لطرح مبادرة هدنة بين الجانبين تؤدي إلى وقف القتال وبالتالي تحقيق سلام يمنع انحدار شعوب العالم نحو التهلكة فقراً وجوعاً وتشريداً، وإن لم يكن بالإمكان تحقيق ذلك فليفكر العالم بحلول تسمح باستمرار إمدادات الطاقة والغذاء لكافة شعوب العالم بدلاً من الوقوف موقف المتفرج على حرب قد تمتد لسنين عديدة وتنعكس آثارها على شعوب العالم أجمع.