عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2022

السلط حزينة يا مروان الحمود، ونحن أيضاً*باسم سكجها

 عمون

السلط حزينة، والأردن حزين أيضاً، ففقدان واحد مثل مروان الحمود ليس أمراً عابراً، لأنّ الشيخ مات، ولأنّ البلاد لا تلد في كلّ ليلة مثله، وقد كان “أبو العبد” فريداً في هدوئه، جميلاً في محضره، آسراً في كلمات قليلة يرد فيها على آلاف الكلمات.
 
رحل الذي يعتبره الكلّ جامعاً مانعاً، معبّراً عن الأصالة، ولا أنسى أنّه بكى أمام مئات الأشخاص، في قصر الثقافة، حين رثى صديق عمره محمود الكايد، ولم أكن أظنّ أن بامكان عين أبي العبد أن تدمع، فسألته، ليردّ: لم أتمالك نفسي، فقد غاب أبو عزمي، وأظنّني سألتقيه قريباً.
 
محمود الكايد هو الذي عرّفنا على مروان الحمود، وفي خلفية عقلي أنّه إبن عبد الحليم الحمود، ذلك الرجل الذي نجح في الانتخابات عن الحزب الوطني، وكُلّف بتشكيل الحكومة، ولكنّه فضّل ألاّ يخرج على الديمقراطية، والصداقة، والترابية الحزبية، فآثر سليمان النابلسي على نفسه، وهذا ما كان.
 
سألت نفسي: ماذا سيكون من الابن وهذا تراث الأب، فالحمل أثقل من ثقيل، ولكنّ السنوات تمرّ لأعرف عن قرب أنّ أبا العبد شيخ بالفطرة، سياسياً واجتماعياً، فقد صار ايقونة السلط، ولم يعرف منه أو عنه أحد سوى كلمات الخير والمحبة، وليس من الأسرار أنّ أيّ مشكلة، صغيرة أو كبيرة، كان راحلنا كفيلاً بحلّها.
 
لم يترك السلط، مهاجراً إلى عمّان، وظلّ في ذلك البيت الذي يعتلي الجبل الحبيب، قريباً من مقبرة سيكون فيها اليوم، وبقي على وفائه الدائم لبلده وناسه، دون افتعال، أو إدّعاء، فلم يغيّره منصب وقد عرفها كلّها، أو يبدّله موقف عابر، فلك يا حبيبنا الغالي كلّ الحبّ، وستلتقي مع أحبائك هناك فتستعيدون ذكريات الوطن الحلوة، وللحديث بقية.