الغد
هآرتس
بقلم: متان غولان 29/12/2025
على البوابة الصفراء يقف جنود ومستوطنون مسلحون. في الفترة بين إطلاق الغاز المسيل للدموع وإطلاق قنبلة صوت على يد الجيش، عائلة فلسطينية تمر وهي تحمل أغراض جمعتها من بيتها الذي امتلأ بالدمار على مدخل قرية ترقوميا، حيث تم طردها من هناك عند اندلاع الحرب. الآن الجنود يمنعون محاولة عودة العائلة إلى بيتها. طرد الفلسطينيين من بيوتهم على يد المستوطنين أصبح أمر روتيني، لكن هنا مع ذلك الحديث يدور عن ظاهرة جديدة: البيوت التي طردت منها العائلة وجيرانها توجد في المنطقة ج، الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية – إسرائيل وجنودها ومستوطنوها غير مخولين بإخلاء أي شخص منها.
قبل بضع سنوات كان يصعب تخيل هذا الوضع. رغم انه بأثر رجعي يمكن مشاهدة بادرة لهذا التوجه بوضح. هذا بدأ بأحداث فردية: مستوطنون قاموا بإفشال إقامة حي جديد في المنطقة ب قرب ترمس عيا في 2019، وصلاحيات بناء تمت مصادرتها من الفلسطينيين في المحمية المتفق عليها في 2024. الآن بعد أن طرد المستوطنون من المنطقة ج تقريبا كل التجمعات الفلسطينية، تقريبا الطرد يتقدم ليصل إلى المنطقة التالية، برعاية الجيش. في ثلاث حالات مختلفة قابلة "هآرتس" فلسطينيين يعيشون في المنطقة ب، وكان الجيش شريكا في طردهم من بيوتهم، سواء بوقوفه عاجزا أو بمنع عودتهم الى بيوتهم أو بطردهم فعليا.
الحادثة في ترقوميا وقعت في نهاية تشرين الثاني، في المناطق المفتوحة للقرية في غرب الخليل. حوالي 100 فلسطيني، شيوخ وأطفال، ساروا بتصميم وعبروا البوابة الصفراء التي أقامها المستوطنون على الحدود بين المنطقة ب والمنطقة ج. البوابة منعت طريق الوصول لخمسة بيوت توجد في المنطقة ب، على مدخل ترقوميا، التي قام المستوطنون بطرد سكانها الفلسطينيين في تشرين الأول 2023. لم تسمع هناك أي شعارات ولم يتم رفع لافتات. المحتجون اكتفوا بالتواجد على ارضهم. عندما وصل المشاركون في المسيرة إلى الحقل الذابل، قاموا بطرد راعي إسرائيلي فتى. وخلال دقائق ظهرت جيبات تحمل مستوطنين مسلحين.
في البداية، بعد 7 أكتوبر وضع المستوطنون البوابة الصفراء على بعد 300 متر شرق المكان الحالي، المكان السابق كان يسمح بالوصول في السيارة إلى البيوت الخمسة المعزولة. بعد طرد سكانها تم نقل البوابة غربا، الأمر الذي يصعب عودتهم، وقاموا بتثبيت حقائق على الأرض.
مواطنة استعادت أمام "هآرتس" اليوم الذي طردت فيه من بيتها وقالت: "كنت في البيت مع ابني، كنا اطبخ عندما اقتحم المستوطنون البيت وهددوا بانه إذا لم نترك على الفور فسيأخذون الولد. الحرب بدأت وقالوا لي لا تعودوا إلى البيت، كل الأراضي هنا هي لنا". الابن ابن التسع سنوات قال: هم تواجدوا في البيت ساعة وقالوا بانه إذا لم تترك أمي فهم سيقتلونني أو يقتلونها". بعد ذلك مد يده ومثل كيف قاموا بتكبيله بسلك من الحديد.
الأم قالت بانه بعد فترة من الحادثة هرب أبناء العائلة من البيت. عندما رجعت، قالت الأم، كل البيت كان محطم، سرقوا الغسالة واسطوانة الغاز ورشوا بالألوان نجمة داود على الحائط، وعلى البوابة كتبوا شيء ضد العرب. هكذا فوق بوابة البيت ما زال يرفرف شعار "كهانا كان على حق". وخلف الاريكة تم رسم نجمة داود.
عودة إلى الحادثة في نهاية تشرين الثاني الماضي. في خطوة احتجاج هادئة رافق سكان ترقوميا جيرانهم إلى بيوتهم التي طردوا منها. وقد انضمت للمستوطنين الذين جاءوا في سيارات الجيب في أعقاب مجيئهم إلى القرية، بسرعة قوة للجيش الإسرائيلي. "هذه ارضي"، قال ضابط برتبة نقيب وقف أمام السكان والمستوطنون المسلحون إلى جانبه. "محظور أن تتواجدوا هنا"، وطلب من الفلسطينيين المغادرة. وعندما طلبوا منه إظهار الأمر قال "لا يوجد أي أمر، أنا القانون، أنا قانون يهودا والسامرة، أنا أيضا قائد المنطقة".
النقيب توجه لمستوطن كان يقف بجانبه وقال: "يلا، يا بنتسي. أين رجالك؟". بعد ذلك، بدون وجود أمر يبين أن المنطقة هي منطقة عسكرية مغلقة، وبدون أن يعرض أي خطر حياتهم، بدأ الجنود يطلقون قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع. احد المستوطنين المسلحين اشتكى من أن الوسائل لا تفيد وان الفلسطينيين لا يخلون المكان. "كيف سنخرجهم؟"، سأل. النقيب أجاب: "الشرطة في الطريق". "الشرطة ستصل ولن تفعل أي شيء"، أجاب المستوطن، الذي كان في حينه على بعد بضع مئات من الأمتار من حدود المستوطنة القريبة تيلم، وأضاف "هذا اختراق لمنطقتنا".
في غضون ذلك تقدم رئيس مجلس ترقوميا للتحدث مع الضابط، وفي نفس الوقت أعضاء فرقة الطوارئ في تيلم قرروا العمل على عاتقهم. وهم يركبون في سيارات الجيب بدأوا في طرد الفلسطينيين من البيوت التي تم إخلاؤها. النقيب، الذي تدخل فيما يحدث، قال في جهاز اللاسلكي: "اخرجوهم من البيت".
في أعلى التلة المقابلة جنوب حدود المنطقة ب تمر بين البيوت المنتشرة. أيضا البيوت التي توجد في المنطقة ج اضطر سكانها الى المغادرة في اعقاب الاقتحامات المتكررة للمستوطنين في بداية الحرب – بالأساس من البؤرة الاستيطانية التي أقيمت قريبا من هناك.
"نحن نعيش هنا في تيلم"، قال للصحيفة المستوطنون المسلحون الذين تجمعوا قرب البيوت التي تم إخلاؤها في ترقوميا، في منطقة ب، في الشهر الماضي. على سؤال هل هنا تمر حدود الولاية القانونية لتيلم، رفضوا الإجابة. في غضون ذلك، على الجانب جلس أصحاب البيوت الفلسطينيين الذين قامت قوة للجيش باحتجازهم. عشرات قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع أطلقت في ذلك اليوم على سكان ترقوميا الموجودة في المنطقة ب. وفقط عندما وصل إلى المنطقة نائب قائد الكتيبة الذي استدعي إلى هناك، طلب من المسلحين من تيلم الابتعاد وتم إطلاق سراح المحتجزين.
م. قال إن الجيش قام بإخلاء البؤرة الاستيطانية عدة مرات، لكن المستوطنين عادوا إليها بعد بضع ساعات. "الجيش يمكنه ببساطة أن يظهر حضورا ثابتا. نحن نعرف ما هي قدراته العسكرية عندما يريد. طريقته مرنة جدا، عندما يكون الأمر يتعلق بمستوطن، لكن مع أصحاب الأراضي الفلسطينيين هم قساة جدا"، قال م.
في الجيش الإسرائيلي وفي شرطة إسرائيل لم يردوا على ما حدث.