عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

«الشلوْلوْ» لعلاج الكورونا! - رشاد ابو داود

 

الدستور- وسط أجواء الحظر والتحذير من الخروج من البيت فإن من يتابع ما يقال وما ينشر عن علاج للكورونا إما أن يموت من الخوف أو يموت من الضحك. فقد أصبحت الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي سوقاً يعرض مُدَّعو المعرفة بضاعتهم الفاسدة ويحلفون بأغلظ الأيمان أن «هذا هو علاج الكورونا الوحيد».
 
أحدهم وهو مذيع قديم خرج في بدايات انتشار الفيروس عبر فضائية مصرية يقول إن التوابل هي علاج الكورونا. ودلل على ذلك أن مصر والهند لم ينتشر فيهما الفيروس بسبب استخدام الهنود والمصريين للتوابل بكثرة. ولإثبات «علاجه» نسبه إلى طبيب اخترع له اسماً وهمياً.أما لماذا التوابل فقال لأنها تحتوي على مادة الكرومنيوم.
 
المضحك أنه بعد أيام من الاكتشاف العظيم أعلنت مصر والهند عن ظهور الوباء كغيرهما من دول العالم. أما مادة الكرومنيوم فقد تبين أنه ليس ثمة مادة كيماوية بهذا الاسم!
 
وفيما كانت مختبرات الدول المتقدمة علمياً تجري اختبارات للتوصل إلى مصل لعلاج الكورونا خرج طبيب تغذية أيضا على إحدى الفضائيات ليعلن هو الآخر عن اكتشاف العلاج. إنها « الشلولو».
 
 عدل من جلسته وقال للمذيع «هل تعرف ما هو الشلولو».طبعاً رد عليه «لا».
 
قال له الشلولو يا سيدي من أقوى المواد المقوية للمناعة. وهي صنف غذائي من التراث المصري القديم عمرها خمسة آلاف سنة إنها وجبة اسمها «الشلوْلو» تتكون من الملوخية مع الثوم والليمون. وراح يسهب في شرح فوائد كل مادة من هذه المواد التي، حسب ادعائه، تقضي على كافة الفيروسات في الجسم ومنها الكورونا!
 
بعيداً عن الملوخية والتوابل كان بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت وأغنى أغنياء العالم الذي خصص جزءاً كبيراً من ثروته لمواجهة الأمراض المعدية في العالم، يعلن عن إنشاء ثمانية مصانع ومختبرات للتوصل إلى مصل يقضي على فيروس الكورونا المتجدد «كوفيد 19 «. وقال في مقابلة تلفزيونية إن المختبرات الثمانية تعمل طوال الوقت وقد ينجح اثنان منهما في التوصل إلى اللقاح والستة الباقية نستغني عنها. لماذا ثمانية؟ لأننا في سباق مع الزمن، والوقت هو العامل الحاسم في إنقاذ الملايين من البشر في ظل سرعة انتشار الفيروس ولا يهم ملايين الدولارات عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان.
 
 الرئيس ترامب أعلن في بداية انتشار الوباء في أميركا أن المهم هو الاقتصاد «مبشراً» الأميركيين انه يتوقع أن يقضي كورونا على حياة مليون ونصف المليون أو مليوني أميركي «لكننا إن أوقفنا العدد عند مئة أو مئتي ألف نكون قد حققنا انجازاً عظيماً ن المهم أن لا ينهار الاقتصاد الأميركي «! رد عليه غيتس «الاقتصاد يمكن إصلاحه وإعادته لكن كيف نعيد إنسانا مات إلى الحياة «؟!
 
غداً سيقولون: هل تذكر عام الكورونا؟ في تلك السنة فيروس مجهول أرعب سكان الأرض. أجبرهم على البقاء في بيوتهم، غيّر طريقة حياتهم. دمّر اقتصاداتهم، الحكومات استنفرت والجيوش نزلت إلى الشوارع، منعت الناس من الخروج لتمنع العدو المجهول من قتلهم. ومع ذلك قتل الآلاف منهم.
 
في ذلك العام، الدول الكبرى التي كانت تتسابق للوصول إلى المريخ وتصنع الطائرات العملاقة والتكنولوجيا الحديثة، لم تستطع وقف فيروس غير مرئي وصل بها الحد أن تسرق الكمامات غير القادرة على توفيرها لكوادرها الطبية، من بعضها وتدفع أكثر للحصول عليها.
 
يبقى التساؤل: هل كورونا فايروس طبيعي أم صناعي «فلت» من أحد مختبرات صناعة أسلحة الدمار الشامل؟؟