عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Sep-2020

صور لمرشحات.. دعاية أم استعراض؟!*امان السائح

 الدستور

على مواقع التواصل الاجتماعي تجتاحنا موجة من الصور التي تعلن ضمنا وتصريحا، انهن ينوين الترشح للانتخابات البرلمانية التي يفصلنا عن اقامتها اسابيع..وتغزو هذه المواقع تلك الصور التي تعتمد اسلوب العرض وليس اعلان الترشح، فقد خرجت بعضهن من قالب التصريح الذي يعتمد المضمون والتفاصيل، ووقف امام ملامح الصورة، لنخرج من قالب التفاصيل الى غالب «الملامح».
كيف لنا ان نقدم انفسنا، بشكل مختلف يبعث على الاقناع، بأننا لسنا في معرض الاستعراض المرفوض، وأننا لا نحمل مضامين فارغة، لا ترقى الى مستوى التغيير الذي ننشده جميعا، بمجلس نواب قادم يبدأ بعرض المضمون، ويقدم نوعية تحمل أفكارا وسبل حلول، وخارطة طريق، تنقلنا الى أماكن مختلفة.
طرح الصور لمرشحات بطريقة استعراضية مرفوض.. نعم، مرفوض ان نعتمد على الملامح، لا بل ونستعرض بها، لغايات لفت النظر والاستقطاب المبدأي، لمجرد صورة، دون الخوض بالحديث عن مقومات دقيقة او خلفيات تعتمد على مضامين او افكار، او حتى تقديم سيرة ذاتية لاداء بعضهن، ودون ايضا الخوض بعناوين جاذبة تدعو للحماس تجاههن، دون النظر الى تفاصيل عناوين عملهن بالمرحلة القادمة، التي لا بد ان تحمل التغيير المنشود.
لسنا ضد ان تقدم المرشحة نفسها بشكل جيد، ومقبول، والشكل لا يعني خلو الشخص من العمق او حمل الفكر والمبادئ، لكن الاساس عدم الاعتماد على الشكل والملامح لجذب الأصوات، ومن غير المقبول -أيضا- ان تعرض المرشحة صورتها بشكل ملون ومزركش مبالغ بتفاصيله، لجذب اعداد من المرحبين بترشيحها، وهذا ما قرأناه من التعليقات المصاحبة لبعض صورهن، والتي خرجت عن أسلوب اللياقة، وأخرجت المرشحة أيضا عن اسلوب الترشيح الضمني، وأصبح التعاطي مع الشكل والملامح هو الاساس، وصاحبتها أيضا تعليقات مسيئة خرجت عن فكرة انها مرشحة!..
قد يقول البعض ان هذا تجن على المرأة، والخطأ نابع ممن هم حول المرأة، فالتعليقات ليست مؤسس للحكم على الصورة، وهنا دعونا نستميحكم عذرا لنقول، لا، فعرض الملامح والتفاصيل بشكل يتناسب مع قضية الترشح للانتخابات هو لب القضية، فالمرأة في صورها يجب ان تتبع مبدأ «لكل مقام مقال فالعاملات بمجال الفن والموضة» امر يختلف تمام الاختلاف، عن مرشحة لأي مجال رسمي نقابيا أكان، ام نيابيا، فهنالك مقومات علينا جميعا احترامها واتباعها، وعدم تجاوزها.
القادم ربما يكون أسوأ، والوطن بحاجة الان الى أسماء وأفعال، وأصحاب رؤيا، وفكر ومنطق، وحاملي ألوية التغيير الايجابي، والسعي لترتيب اوراق البيت الداخلي، ونحن بحاجة الى صوت عميق دافئ ينغمس في هموم ومشاكل الوطن، ليعلن نفسه حاميا ومدافعا عن حقوقه، لسنا بحاجة الى نساء استعراضيات.
مرشحاتنا الكريمات كن انتن، كن بنات وطن، كن نشميات ومدافعات عن حقوق الجميع، كن على قدر الأمل والعزم، وكن كما يأمل منا الوطن ان نكون، ولا تحرقن أوراقكن من خلال صور غير موفقة لا تعرض برامج، حملكن أثقل، والنظر لكن ليس بعين فقط بل بكل العيون..امر لا مفر منه ولا يمكننا الخروج منه ولا تجاوزه.
ارحمن انفسكن وارحمن الوطن بكل مكوناته كوني» أنت «جميلة الوجه والقلب والفكر والطرح والرغبة الفعلية بالتغيير الايجابي، فالجمال يباع ويشترى، لكن الفكر والعقل الموزون هو حكايتنا الرئيسة، وأصلنا فلا تتجاوزنه بأي ثمن!!