عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jul-2019

الجزائر: التلفزيون الحكومي يحاول إصلاح سقطته مع بورقعة بنكران تخوينه له

 

 الجزائر- «القدس العربي»: أصدر التلفزيون الجزائري بيانًا يحاول فيه إصلاح سقطته تجاه لخضر بورقعة، فبعد أن قام باتهامه صراحة بانتحال صفة واسم آخرين، عاد في وقت أول ليعدل هجومه، ثم عمد إلى إصدار بيان يتنكر فيه لهجومه الأول بدون تقديم الاعتذار للمجاهد وعائلته، في سقطة أخرى، حسب كثير من الإعلاميين، لا يمكن وصفها إلا بـ»رب عذر أقبح من ذنب»!
وعاد التلفزيون الحكومي للحديث عن المجاهد لخضر بورقعة بإصدار بيان قال فيه إنه لم يقم بتخوين الرجل، وإن كل ما فعله هو التذكير بمساره الثوري، وإنه لم يتهمه بانتحال صفة المجاهد رابح مقراني، المعروف أيضًا بالاسم الثوري «سي لخضر»، ولكن كثيراً من الصحافيين والإعلاميين والمراقبين انتقدوا ما وصفوه بسقطة ثانية؛ لأن التلفزيون لم يقدم اعتذارًا بقدر ما حاول التنصل من مسؤولياته، ونكران تشكيكه في تاريخ بورقعة واتهامه له بأشياء خطيرة تلميحًا وتصريحًا.
وفي الحقيقة، إن التلفزيون الحكومي ومباشرة بعد أن أمر قاضي التحقيق بإيداع بورقعة السجن بتهمتي المساهمة في مشروع لإحباط معنويات أفراد الجيش، وإهانة هيئة نظامية، سارع إلى نشر مغالطات على أساس أنها معلومات بخصوص لخضر بورقعة، موضحًا أن اسمه الحقيقي أحمد وليس لخضر، وأنه انتحل صفة قائد المنطقة العسكرية الرابعة الشهيد رابح مقراني المعروف باسم «سي لخضر»، وأنه كان بين 1954 و1956 يحارب تحت لواء الجيش الفرنسي في منطقة الألب، وأنه حقق امتيازات مادية كبيرة بعد الاستقلال، وعرف عليه نشاطه مع أحزاب متذبذبة المواقف، وبعد يوم واحد عاد التلفزيون ليقول إن بورقعة لم ينتحل صفة رابح مقراني، وإنما انتحل اسم أخيه.
وكلام التلفزيون مليء بالمغالطات، وهو ما سبق الإشارة إليه منذ الوهلة الأولى؛ أولًا: بورقعة لم يدع يومًا أنه قائد المنطقة الرابعة، وحتى الشهيد رابح مقراني لم يكن قائدًا للمنطقة الرابعة. ثانيًا: من الطبيعي أن كل رجالات الثورة كانت لديهم أسماء حركية، فهواري بومدين الذي حكم الجزائر اسمه محمد بوخروبة. وقاصدي مرباح، قائد جهاز الاستخبارات العسكرية القوي، الذي تولى بعدها رئاسة الحكومة، اسمه الحقيقي عبد الله خالف، وكل رجالات المخابرات يحملون لقبًا آخر غير لقبهم الحقيقي. والمغالطة الثالثة هي أنه لم تكن هناك أي حرب في جبال الألب الفرنسية بين 1954 و1956، أما قصة الامتيازات المادية فغير واضحة وغير مثبتة، فإذا كان بورقعة -الذي ضحى بحياته خلال الثورة، ودخل السجن بسبب معارضته لنظام الرئيس الراحل هواري بومدين- أخذ بيتًا أو بيتين، فهناك من نهب مليارات الدولارات ولَم يطلق رصاصة واحدة.
واللافت للانتباه أن عائلة بورقعة قالت في تصريح نشره موقع «شهاب برس» إن عائلة بورقعة ليس فيها شخص يدعى أحمد، بمعنى أن التلفزيون الرسمي كان متسللًا على طول الخط، والكارثة الأكبر هي أن المغالطات التي أوردها التلفزيون الحكومي هي المغالطات نفسها التي نشرتها بعض الصفحات المعروفة بنشر الأكاذيب، والأسوأ هو أن كثيراً من وسائل الإعلام الجزائرية تداولت المغالطات ذاتها على أساس أنها معلومات رسمية! وبعد كل هذا يحاول التلفزيون التنصل من مسؤوليته بنكران كل ما سبق، والاكتفاء بالقول إنه ذكر بالمسار النضالي للمجاهد لخضر بورقعة!