عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Apr-2019

الخیاط أحمد عارف یحیك الثیاب لزبائنھ بحب وإتقان منذ 68 عاما

 

معتصم الرقاد
عمان– الغد- اعتاد الحاج أحمد عارف تیم منذ ما یزید على 68 عاما على الجلوس خلف ماكینة الخیاطة في منطقة المحطة، لیستقبل زبائنھ من مختلف المناطق، ویحیك لھم ثیابھم، ویصممھا بحب وإتقان.
یقول الحاج أبو محمد، وھو من موالید العام 1934 ،إن خیاطة الملابس من المھن ذات الصیت الطیب والمحترم في المجتمعات كافة، فھذه المھنة رغم بساطتھا تحتاج لمھارات عالیة وصبر ودقة، وتلعب الخبرة دورا كبیرا في جذب الزبائن.
أحب أبو محمد مھنة الخیاطة منذ شبابھ، وقرر بعد عملھ في مصانع عدة إنشاء محل متواضع للخیاطة، بعد تدرجھ بالمھنة واكتسابھ خبرة كافیة في التصمیم والتعامل مع الزبائن. یشرح الخیاط أبو محمد عن عملھ، قائلا ”أستقبل الزبائن، وأستمع لمطلبھم، ثم أحدد مقاساتھم وأسجلھا، وأتعرف إلى التصمیم أو المودیل المرغوب، ونتشاور حول نوع القماش ولونھ، ونتفق على السعر الذي یرتبط غالبا بالخامة المطلوبة، ومن ثم أقوم بقص قطع القماش وفق المقاسات المسجلة، مستخدما المتر والمسطرة والمقص، إلى أن یأتي دور التنفیذ، وأجد متعة وأنا جالس خلف ماكینة الخیاطة“.
وعن منطقة المحطة، یقول أبو محمد ”مخیم المحطة في السابق كان عبارة عن خیم یسكنھا الأھالي، ثم انتقلوا الى البناء البسیط، وھو عبارة عن سقف من الزینكو، شیئا فشیئا حتى سكنوا البیوت وتغیر الحال“.
الخبرة الطویلة أفادت أبو محمد في تمییز أنواع القماش عن بعضھا بعضا، ومعرفة مطلب الزبون بالضبط، بالإضافة لتمییز القماش صاحب الجودة العالیة من غیره، فیتجنب بذلك إحراجات مع الزبائن الذین یأتون لرد ما اشتروه، إذا ما اكتشفوا سوء نوعیة قماشھ، وخیاطتھ بعد الغسیل.
ویلفت إلى أن أغلب الخیاطین یغبنون عند شراء القماش من الموردین، ویصفونھ بأنھ ذو جودة عالیة، وبعد شرائھ وتفصیلھ للزبائن یتبین عكس ذلك، مما یوقع الخیاط بمشاكل مع الزبون، بینما أبو محمد تجاوز ھذه المرحلة منذ زمن، لأنھ یستطیع أن یحكم على جودة القماش ونوعیتھ بمجرد مسكھ بیده، واختباره بحاستھ السادسة أو بحاسة التجربة والخبرة، وفق قولھ.
ویعترف أبو محمد أن التقدم بالعمر أصبح یؤثر على إنتاجیتھ، خصوصا أن حاسة النظر لدیھ أصبحت ضعیفة، والجلوس على الكرسي خلف الماكینة أصبح یؤذي ظھره.
مخیطة أبو محمد صغیرة الحجم، إلا أنھا ما تزال تحتفظ بحكایات وزبائن منذ ما یزید على نصف قرن، ورغم آراء ونصائح الأبناء والأصدقاء، إلا أنھ لم یرغب بتجدید المكان أو إدخال الدیكورات الحدیثة علیھ.