عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Dec-2019

مقالة لها صدى بين الناس - د.حسان ابوعرقوب
 
الدستور- كتبت مقالة بعنوان (إصلاح المناخ الديني) وحاصلها انتقاد لبعض الممارسات التي أعتقد أنها في غير محلها، من أصحاب منهج معيّن من إخواننا المنتمين إلى الإسلام العظيم.
ووصل هذا المقال إلى أحد أعلام هذا المنهج في بلدنا الطيب المبارك، وتربطني به شخصيا علاقة طيبة كما يحبّ ربنا، وكما ينبغي أن تكون علاقة المسلم بأخيه المسلم، فبادر مشكورًا بالاتصال بي، والتأكّد من أنني بالفعل صاحب هذا المقال؛ لأنه كما يقول:( كنت أتمنى ولا أزال أن يكون أسلوبكم الكتابي الجميل ألطف من ذلك في مسائل أكثرها فرعية) وقد سررت بملاحظته وعتابه، وهنا ملحظان: الأول التحقق من المنشور وهو فعل مشكور، الثاني العتاب، وهو صابون القلوب كما يقولون يغسل ما علق بها.
ثم بعد أيام يرسل إليّ هذا الأخ الفاضل ردًّا على ما جاء في مقالي، وقد بلغ حجم ردّه الموسّع على مقالي الموجز 64 صفحة، نعم 64 صفحة مقابل صفحة إلا ربعا، وذهلت من حجم الملف، ونظرت في غلاف هذا الردّ الذي أرسل على شكل كتيّبٍ أنيق الخط والإخراج، وإذ به يحمل عنوان: (رسالة لم يحملها البريد إلى الأخ الدكتور حسان أبوعرقوب، الجواب المكتوب إلى الصديق المحبوب) فلم أجاوز الغلاف وأرسلتُ له رسالة أشكره فيها، وقلت له: (أكتفي بالغلاف وما كتبتَ فيه) وسبب شكري أمران: الأول، رقيق العبارة على غلاف الجواب والردّ، فلم يكن من باب (الصواعق المحرقة أو السهام الخارقة، أو النار الحارقة)  وغيرها، وهذا أمر جميل. والأمر الثاني أنه أعطاني شعورا أنّ الصفحة إلا ربعا التي كتبتها لها من القيمة ما تستحق أن يُردّ عليها بـ64 صفحة، وهو شعور لطيف أيضا.
أشعر بعقدة الذنب أنني جعلت هذا الأخ الفاضل يمضي وقتا طويلا في كتابة الجواب، حيث كتب جوابه في أربعة مجالس من الجمعة إلى الإثنين، وراجعه في عدة أيام، كما ذكر في نهاية الردّ، بينما لم يأخذ مني مقال (إصلاح المناخ الديني) أكثر من عشر دقائق، حيث كتبته بأسلوب أدبي صحفي لم أقصد به مناكفة، ولا فتح جبهة مع أحد، مستحضرا أنّ اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية، ولم يخطر ببالي أنني سأكون كالمتنبي حين قال:
أنام ملء جفوني عن شواردها..ويسهرُ الناسُ جُرَّاها ويختصمُ
انتشر جواب الأخ الفاضل -الذي له ما يزيد على أربعة عشر كتابا- انتشار النار في الهشيم، فسارع كثير من الناس إلى قراءة مقالي بسببه، حيث تساءلوا: ما هذا المقال الخارق الذي استحقّ تسويد كلّ هذه الصفحات للردّ عليه؟ أشكر أخانا الفاضل الذي بسبب جوابه وردّه كان لمقالتي صدى بين الناس، وسبحان مقسّم الأرزاق.