عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2020

مـا يـجـب أن يـتـعـلّـمـه الإسـرائـيـلـيـون مـن فـشـل حـكـومـة الأقـلـيـة - أريئيلا رينغل هوفمان
 
بعد المفاجأة الكبرى – ظاهراً على الأقل – في ضوء قرار أورلي ليفي أبقسيس عدم تأييد حكومة أقلية تعتمد على أصوات القائمة المشتركة، وبعد أن صيغت كل التخمينات المتعلقة بخطوتها التالية – وعلى رأسها الارتباط بـ «الليكود» مقابل ضمان المقعد ووظيفة وزير – وبعد أن انتهوا من صب كل أكوام الطين التي يسمح بها القانون على رأسها، حقاً، فان ما تبقى هو فحص ما هو الدرس الذي يمكن ومن المهم تعلمه من ذلك.
ما هو الدرس الذي يمكن تعلمه من قرار ليفي أبقسيس معارضة حكومة أقلية برئاسة «أزرق أبيض»، رغم أن هذه الإمكانية كانت على جدول أعمال «العمل» – «غيشر» – «ميرتس» ليس فقط منذ اللحظة الأولى، بل أيضاً حتى اللحظة الأخيرة، وبالشكل الأكثر صراحة، وعلى الطريق أيضا ما يمكن أن نتعلمه من معارضة حكومة في هذه الصيغة من اثنين من أعضاء «أزرق أبيض»، يوعز هندل وتسفي هاوزر.
وقبل الحديث عن القاسم المشترك بين ثلاثتهم – معارضة حكومة أقلية كهذه - هاكم قليلاً عن الفرق بينهم: ليفي أبقسيس، بخلاف هندل وهاوزر، عرفت جيداً أن هذه هي سياسة الحزب الذي ارتبطت به، وتنافست معه على الانتخابات.
وكان عمير بيرتس أوضح هذا الموضوع، أكثر من مرة. وهكذا لم يكن هنا خرق لوعد للناخب، وعلى أي حال ليس تغييراً للسياسة في اللحظة الأخيرة في ضوء النتائج، مثلما حصل في «أزرق أبيض»، الحزب الذي اتخذ القرار في الاعتماد على تأييد المشتركة حين تبين أن هذا هو السبيل الوحيد لتثبيت حكومة أقلية برئاسته.
وبالنسبة لمواقف قاعدة المعارضين الثلاثة – كحجم المفاجأة في ضوء قرار ليفي أبقسيس هكذا أيضاً في المقلوب على القلوب، ما كان يمكن أن يفاجئ وبقوة، هو بالذات الاكتشاف بأن هندل وهاوزر سيصوتان لصالح مثل هذه الحكومة.
شخصان أثبتا في الماضي أنهما مستعدان ليدفعا ثمناً باهظاً حين يدور الحديث عن موضوع مبدئي يتعلق بأساس معتقداتهما.
بكلمات أخرى، إذا كانت خطوة ليفي أبقسيس هي نوع من الخطوات التي لا تؤدي فقط إلى الرخص والمس الشديد بثقة المصوتين في منتخبيهم، بل أيضا تلوث جداً المسيرة السياسية، فإن هندل وهاوزر لا يوجدان في هذا المكان.
لا يوجد أي مجال لتشبيه موقفهما بالانعطافة الخداعية التي نفذتها على رؤوس المصوتين للحزب الذي هي عضو فيه.
باستثناء أنه داخل هذه الفوضى، في الظلام الذي يخيم على الخارطة السياسية، يوجد مع ذلك ما يدعو إلى التفاؤل.
أولاً، أنه من شبه المؤكد أن ليفي أبقسيس، شخصيا، أنهت بهذه الخطوة حياتها السياسية، حتى لو نالت تمديداً معينا برعاية «الليكود». ستنهي، وستصبح نموذجاً، وعلامة، لصيادي الفرص.
ثانيا، فشلت محاولة إنتاج خطوات متوقعة أن تكون استراتيجية بهدف تجنيد الأصوات. فالعصيدة التي طبخها حزب العمل، إلى جانب «غيشر»، في الجولة الثانية، ومع «ميرتس» في الجولة الثالثة، انتهت بطبخة نية، غير قابلة للأكل على نحو ظاهر.
فليست هذه الوحدة فقط، التي ألزمت كل واحد من المتبرعين لها بالتخلي عن المبادئ الأساسية، لم تعط النتيجة المرجوة، بل انتهت أيضا بمهزلة مهينة: ستة مقاعد.
اليمين الرقيق لم ينضم واليسار القاسي انتقل إلى المشتركة. وإضافة إلى ذلك، فما هو صحيح لـ «العمل» – «غيشر» – «ميرتس» صحيح أيضا لـ «أزرق أبيض».
في لحظة الحقيقة، يتبين هنا أيضا أن الارتباطات بين اليمين الايديولوجي واليسار الرقيق مع الوسط المتعثر لا تنجح.
فالتفكير بأن هندل وهاوزر سيجذبان الأصوات من اليمين، ولكن في لحظة الاختبار سيعملان بخلاف مواقفهما، كان رهانا بائسا.
وثمة أيضا الأمل في أنه في الجولة التالية ستدخل الأحزاب حول قاعدة أيديولوجية معينة.
وان الارتباطات، إذا كانت كهذه، لن تصبح استراتيجية ولا تكتيكية أيضا.
وأنه حتى ذلك الوقت لن يخرج الحلو من المر، أو على الأقل ليس المر كاللعنة.
وأنه إذا لم يكن هناك مفر، أو حاجة للمرونة، للتنازل عن بعض المفاهيم الأساسية، التجاهل والتراجع عن مخلفات الانتخابات الأخيرة، وخرق الوعود وإعفائنا جميعنا من الجولة الرابعة، فان هذا سيجد تعبيره في صياغة خطوط أساس متفق عليها وإقامة حكومة وحدة وطنية؛ إذ لا يوجد بديل آخر، إذ إن الواقع الناشئ، مع الكورونا ودونها، يعد هذه أهون الشرور.
«يديعوت أحرونوت»