الدستور - شهدت حفلة المغنواتي المصري عمرو دياب، التي اقامها في العقبة يوم الجمعة الفائت، حضورا بالآلاف، رغم ان سعر بطاقة حضور الحفلة المعلن كان 125 دينارا للشخصيات ولأولاد الذوات VIP، وقد تضاعف السعر في السوق السوداء لنفاد البطاقات !!

الناس احرار فيما ينفقون، ولا أسمي ذلك الإنفاق سفها وفسقا ماليا!!

لكن في بلدنا فقر وجوع وظرف اقتصادي قاس لا يخفى على سكان القطبين الشمالي والجنوبي، يستوجب عدم التفاخر بالمساخر والمشاعر.

هل لفقراء بلادنا نصيب في اموال اخوانهم المواطنين الميسورين؟ هذا اذا اعتبر الأثرياء انفسهم مواطنين واذا اعتبروا الفقراء اخوانهم في الوطن والدين.

جاء في الحديث القدسي: «المال مالي، والفقراء عيالي، والأغنياء وكلائي، فإذا بخل وكلائي بمالي على عيالي، نالهم البلاء والغضب مني ولا أبالي».

علما ان العلاقة تبادلية بين الغنى والفقر. فالغنى، هو الوجه الآخر للفقر، وهو المتسبب فيه.

لقد تهافت الشباب على حضور حفلة عمرو دياب في العقبة. فجاءوا من عمان وسوريا وفلسطين ومصر ولبنان، بالطائرات والسيارات والحافلات. حجزوا فنادق العقبة ليومين او اكثر، بنسبة إشغال 95 %.

كلاكيت: ذات يوم رأيت جاكيتا جميلا في فترينة -كنا نسمي الجاكيت سترة- وعليه سعره الذي كان 88.8 دينارا، دلفت إلى المتجر وفي بالي أن افاوض البائع على السعر، فربما اصل معه الى رقم مناسب.

صعقت عندما أبلغني البائع ان سعر السترة هو 888 دينارا !! قلت في نفسي سرا: الله يفضحكم!!

وسألت البائع جهرا: هل يوجد أناس يشترون بهذا السعر؟

فقال: نعم، مش ملحقين بيع.

فكتبت على الفيسبوك: لصوص يشترون من لصوص.

مطلوب ممن أسماهم رب العزة وكلاءه في ماله، ان يشرحوا لأبنائهم ظرف البلاد وحال العباد.

قدّر مختص يحمل شهادة CPA في المحاسبة، كلفة حضور الحفلة للشاب او للشابة، من 600 الى 1000 دينار باسعار السوق البيضاء !!.

يوم الجمعة الماضي الرابع من تشرين الأول الجاري، كانت البلاد تقف على رؤوس أصابعها، ننتظر انتهاء الأزمة الوطنية وفك اضراب المعلمين. وآلاف الشباب والشابات يقفون على رؤوس أصابعهم، تشرئب أعناقهم من اجل رؤية المغنواتي الستيني عمرو دياب.

هؤلاء هم جماعة نلهو معًا ونرقص معًا!