عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2019

عندما لا تكون مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين - بقلم: ايتان بن – الياهو

 

يديعوت أحرنوت
 
إذا لم نسارع ونجري انعطافة سياسية حادة، فخوفي هو أن نصل إلى نقطة اللاعودة، بعدها لا يعود تقسيم البلاد واردا، في هذه الأيام من فشل الاتصالات الائتلافية يمكن أن نجد وجه شبه كبير بين المفاوضات التي يخوضها أزرق أبيض مع الليكود وبين مفاوضات إسرائيل والفلسطينيين: في الحالتين لا يصلون إلى أي مكان.
عمليا، حالتا المفاوضات تدلان على انه يكفي أن يكون أحد الطرفين ليس معنيا بالصفقة فلا تتحقق ابدا، فما بالك عندما يكون الطرفان غير معنيين بها. بالمقابل إذا كان الطرفان معنيين بانهاء الصفقة – فدوما سيوجد السبيل للوصول الى اتفاق.
ان الاساس لفهم رفض الفلسطينيين لكل تسوية منذ عشرات السنين هو معرفة أنهم غير معنيين بدولة أراضيها غزة والضفة الغربية. فهم يرون في كل بلاد إسرائيل بلادهم ووطنهم – هكذا كان في الـ 150 سنة الأخيرة وهكذا هو الحال اليوم. بداية اعتقدوا انه يمكن استعادة كامل (فلسطين)، وأملوا بإعادة اليهود الى بلدانهم الاصلية، ولكن هذا الوهم تبدد. وفي ظل انعدام البديل، تخلى الفلسطينيون عن الفكرة، ولكنهم لم يتوقفوا بأي شكل عن الايمان بان بلاد إسرائيل هي بلادهم ووطنهم.
عمليا، أخذ الفلسطينيون فكرة “الحائط الحديدي” التي وضعها جابوتنسكي وتبناها بن غوريون، وبموجبها فان دولة اسرائيل، رغم أنها ستواصل التعرض للضربات، الا انها ستثبت قوتها الى أن يضطر (مقاوميهم) للتسليم بوجود الدولة اليهودية، نحن نواصل ضرب الحائط الحديدي الفلسطيني الى أن نضطر لان نستوعب بانهم هم ايضا جزء لا يتجزأ من بلاد اسرائيل الكاملة.
كان في اوساط الفلسطينيين ايضا من ارادوا دولة مستقلة – كان ميلهم لان يوافقوا على دولة في حدود غزة ووالضفة، ولكن أغلبية الفلسطينيين، ولا سيما زعماؤهم، رأوا في هذه الامكانية هزيمة لا يقبلها العقل. وإذ رأوا ما هو معنى الدولة الصغيرة، المحدودة، المجردة من السلاح والمحاصرة، فقد فهموا انه من غير المعقول الموافقة على مثل هذه التسوية، وبالتأكيد ليس عندما تكون ما تزال في الخلفية مطالبتهم بحق عودة اللاجئين الذين يصل عددهم، حسب تقديراتهم، الى نحو 4.5 مليون نسمة.
وعليه، فالفلسطينيون غير معنيين بدولة في حدود غزة والضفة الغربية، بل بالحرية الوطنية. من اليوم الذي يئسوا فيه من الحاق الهزيمة بإسرائيل، وسلموا بفكرة انه لا يمكن طردنا من البلاد، لم تتبقى لهم سوى امكانية واحدة وهي التمثل في داخلنا. ارادتهم هي ان يكونوا جزءا من دولة اسرائيل، حين لا يبدو ان شيئا يتغير: الاسرائيليون يوسعون تواجدهم في الضفة الغربية الفلسطينيون يبقون في اماكنهم، وفي نهاية المطاف يختلط السكان بعضهم ببعض، ومع السنين سيندمجون بعضهم ببعض ايضا.
من ناحية الفلسطينيين، فقد مهدت التربة لذلك. في اسرائيل يعيش منذ اليوم بمكانة مواطنة كاملة 2 مليون فلسطيني، وفي الضفة 2.5 مليون – منهم 300 الف في القدس فقط – وفي غزة 2 مليون آخرون. عددهم الكامل يشبه عدد اليهود الذين يعيشون بين النهر والبحر. كل الجماعات السكانية الفلسطينية موحدة تحت دين واحد، باستثناء عدد قليل من المسيحيين، وقومية واحدة، وهم يرون أنفسهم شعبا واحدا، تجمعا اهليا واحدا، بل وحتى عائلة واحدة. فلماذا سيوافقون على مد خط يغلق عليهم في داخل ارض حجمها 5.8 ألف كيلو متر مربع، بدلا من أن يكونوا جزءا من دولة اسرائيل التي تبلغ مساحتها الاجمالية نحو 25 ألف كيلو متر مربع؟ المشكلة هي اننا، نحن اليهود في إسرائيل، نسرع ونقرب تحقق هذا الحلم: نحن نقترب من تجسد حلم بلاد إسرائيل الكاملة – من ناحية جغرافية – وهكذا نساعد الفلسطينيين على تحقيق حلمهم في ان يكونوا مواطني كل البلاد.
طالما لا يريد أزرق أبيض والليكود – فانهم لن يجلسوا معا في حكومة. طالما لا تريد اسرائيل والفلسطينيون فلن تكون بينهم تسوية على اساس تقسيم البلاد. غير أن تجميد الوضع يزيل عن الطريق رويدا رويدا كل عائق في الطريق الى دولة واحدة. اذا لم نسارع ونجري انعطافة سياسية حادة، فخوفي هو ان نصل الى نقطة اللاعودة، بعدها لا يعود تقسيم البلاد واردا.