عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2019

«ضاد» الحسين: إنحياز هاشمي للـغة الأمــة - أحمد الحوراني

 الراي - سجّل ولي العهد سمو الأمير الحسين يوم أول من أمس انتصارا أردنيا هاشميا جديدا للغة العرب والأمة ولغة القرآن الكريم، بإطلاقه مبادرة «ضاد» للحفاظ على اللغة العربية ومكانتها وألقها بين اللغات العالمية، لتعود وتبقى حيث كانت إرثاً عربياً وتاريخياً خالداً ورمزاً حضارياً ضارباَ في أعماق التاريخ الإنساني.

ولي العهد وبهذه المبادرة الشجاعة، ناب عن الكثير من المعنيين بنشر المحتوى الرقمي للغة العربية لا سيما أقسام اللغة العربية في كليات الآداب بالجامعات الأردنية التي عليها أن تلتقط الرسائل التي أراد سموه إيصالها لأصحاب الشأن وإعادة بث روح هذه اللغة وحروفها في نفوس أبناء الجيل القادم من الشباب وطلبة الجامعات وتحفيزهم على كتابة ونشر الأبحاث بحروف اللغة التي حققت منجزات حضارية علمية وثقافية وأدبية لعلماء الطب والفلك والكيمياء والرياضيات وسواها والذين دوّنوا منجزاتهم ونتائج أبحاثهم باللغة العربية فكانت فيما بعد اداة خصبة أمام علماء أوروبا والهند وأميركا الذين أفادوا منها في دراساتهم وأبحاثهم وجامعاتهم، ما يعني أن اللغة العربية كانت ولا بد أن تبقى حاضرة كما كانت ذات قيمة ومنزلة ومكانة، وهذا ما يفسر جوهر اهتمام سموه بإطلاق مبادرة ريادية من هذا النوع.
ولي العهد كأمير هاشمي يعلم أنه معنيٌ بالمحافظة على لغة جدّه عليه السلام، أكثر من غيره، وبالتالي فإنه يدرك المسؤوليات الملقاة عليه تجاه إعادة الألق والمجد للعربية التي ينبغي بذل الممكن لتهيئة مستلزمات تبوأها ما يليق بها بين مختلف اللغات خاصة في ظل تنامي ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تمخض عنها مفردات ومفاهيم جديدة ومصطلحات يريد سموه أن تكون اللغة العربية حاضرة فيها بقوة من خلال القيام بجهود حثيثة لنشر المحتوى الرقمي الزاخر في حروفها ودلالاتها.
«ضاد الحسين» ترجمة لقناعات سموه بأن للغة العربية في عنقه أمانة، وأن الحفاظ عليها جزء من مسؤولياته في مملكة هاشمية تنطق بها، وهي انعكاس لرؤيته بأن تراثنا العربي وهويتنا العربية هما مصدر تميزنا عن الآخرين، وأنهما مبعث فخر ومصدر اعتزاز لنا، وبالتالي فإن الحفاظ على ذلك بات ضرورة حياة، لأن الأمة العربية والإسلامية تمتلك ثقافة ورسالة حضارية خالدة، وأنها تواجه اليوم ما يمكن أن يستهدف لغتها وتاريخها وتراثها وهويتها التي وجّه سموه بكلمته المقتضبة بضرورة التصدي لكل ما يمكن ان يشكل خطراً على التراث العربي الذي يعتبر منجزاً إنسانياً عربياً أغنى المعرفة الإنسانية عبر العصور.
خلاصة القول إن على المؤسسات التعليمية الأكاديمية في الأردن أن تبادر إلى حوارات وجلسات عصف ذهني للتقدم لرفد مبادرة ولي العهد بما يكفل لها تحقيق الأهداف والغايات التي أرادها الأمير الهاشمي الذي نقرأ من فحوى وعمق مبادرته حرص على أن تبقى اللغة العربية في الطليعة، فاللغة تقوى بأهلها ومجتمعها ويجب أن تكون لها السيادة في جميع المواقع من خلال نشر الوعي بأهميتها وتفعيل دورها.
Ahmad.h@yu.edu.jo