عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2019

فترة الانتخابات التي لا تنتهي - عاموس ھرئیل
ھآرتس
 
سنتان ونصف في ظل افیغدور لیبرمان كوزیر للدفاع لم تمكن شخصیات كبیرة في الجیش على
معرفة نوایاه الحقیقیة. من ناحیة اعضاء ھیئة الأركان بقي لیبرمان، كما قال تشرتشل عن روسیا،
لغز خفي. في الاسبوع الماضي فرض على الضباط الاھتمام اكثر من المعتاد بتعرجات النظام
السیاسي، والاستیضاح المتواصل لدى الصحفیین أصبح المصدر الرئیسي لمعلوماتھم.
جنرالات القیادة العامة ایضا تأثروا من فكرة مناورة لیبرمان. وبالتأكید مقارنة مع التكیف بدرجة ما
لقادتھم السابقین في الكنیست. ولكن یصعب القول إن التقاریر عن الازمة السیاسیة اثارت فیھم
حنین شدید للرجل الذي منع أول من أمس تشكیل حكومة نتنیاھو الخامسة، أو رغبة خاصة في
الخدمة تحت قیادتھ لولایة اخرى.
الایام الاخیرة الھستیریة، الى أن صوتت الكنیست على حل نفسھا، یتوقع أن تبقي خلفھا اضرارا
بعیدة المدى، حتى مع الافتراض المعقول بأن نتنیاھو سینجح في اجتیاز كل العقبات وسیفوز ھذه
المرة في الانتخابات الجدیدة التي تم تحدیدھا في 17 أیلول. وھو یمكن أن یجد نفسھ في وضع
متشائم جدا.
اذا اجتاز اسرائیل بیتنا مرة اخرى نسبة الحسم، وھذا احتمال معقول لأن لیبرمان ضمن لنفسھ
بمناوراتھ على الاقل تأیید من یكرھون الحریدیین، ربما أن نتنیاھو لا یزال یحتاجھ وكذلك الاحزاب
الحریدیة من اجل تشكیل حكومة مستقرة. من الصعب التقلیل من شدة الكراھیة المتبادلة بین
الطرفین بعد حل الكنیست. الاجواء المسممة بالتأكید ستزداد في نھایة حملة انتخابات اخرى التي
خلالھا سیھاجم احدھما الآخر بكامل القوة.
حتى اذا كان النقاش حول قانون التجنید سیھدأ الى حد ما، فان الثقة المعدومة بین نتنیاھو ولیبرمان
والحریدیین سیصعب علیھم الجلوس في ائتلاف مشترك لفترة طویلة. إن التھكم المطلق الذي اظھره
نتنیاھو ومساعدیھ في محاولة تجنید اعضاء كنیست مارقین من المعارضة لحكومتھ، من وعود جلب الباقین من یھود اثیوبیا (عضوة كنیست من الطائفة الاثیوبیة) وحتى الغاء قانون القومیة (اعضاء كنیست من الدروز) – فقط ستزید الشك والاشتباه، سواء بین الاحزاب نفسھا، أو من قبل المواطنین تجاه النظام.
في الایام الاخیرة اذا كان ما زال ھناك شك لدى البعض فقد خرج المارد من القمقم: الھدف الرئیسي والوحید لنتنیاھو في خطواتھ ھو التھرب من لوائح الاتھام الثلاثة التي تمت بلورتھا ضده.
الائتلاف الذي فشل في تشكیلھ والذي سیحاول تشكیلھ بعد ثلاثة اشھر ونصف تقریبا، كل الوسائل
متاحة لتحقیق ھذا الھدف. من ھنا ایضا تأتي خطوات لیبرمان في الاسابیع الاخیرة، حتى بدون
التشكیك في التزام رئیس اسرائیل بیتنا في تشریع قانون تجنید اكثر مساواة، یصعب التقلیل من
الانطباع بأنھ یختفي ھنا دافع آخر وھو اعطاء دفعة صغیرة لنتنیاھو نحو الھاویة وازاحتھ عن الطریق بصورة تجبره على التعامل مع لوائح الاتھام وھو خارج المبنى المحصن والآمن لرئیس الحكومة.
خلال السنوات الأخیرة نجح نتنیاھو بشكل عام في خلق فصل یستحق التقدیر بین تعرجاتھ السیاسیة وخطواتھ الأمنیة. رئیس الحكومة استخدم بالطبع الادعاءات والإنجازات في المجال الأمني – السیاسي – عملیة اكتشاف الانفاق على حدود لبنان، اعادة جثمان الجندي زخاریا باومل، نقل
السفارة الامریكیة الى القدس – من اجل جني ارباح سیاسیة. ولكن فقط نادرا ما قادتھ اعتبارات
انتخابیة من اجل القیام بمخاطرات عسكریة. الضباط الكبار، وحتى وزراء في الكابنت لا یعتبرون
من بین مؤیدیھ، اثنوا على قدرة تركیز نتنیاھو في المنتدیات المغلقة، حتى في الوقت الذي في
الخارج كان منشغلا بمعركة صد ضد الشرطة والنیابة العامة. ولكن المشكلة الآن تزداد حدة لضغوطات في الوقت والاھتمام في الاسابیع الاخیرة، حتى نقاشات استراتیجیة ازیلت عن جدول الأعمال في صالح جھود تشكیل الحكومة ومن اجل وقف دقات الساعة لجلسة الاستماع وتقدیم لوائح الاتھام.
ھذه الظروف تضع في وضع غیر مریح جدا رئیس الأركان افیف كوخافي الذي بدأ ولایتھ في منتصف كانون الثاني الماضي. في سنتھ الأولى یحاول رئیس الأركان بلورة واجازة برامج جدیدة لبناء قوة الجیش الإسرائیلي. واذا كان الجدول الزمني متزامن لصالحھ فانھ ایضا یمكنھ اطلاق خطة جدیدة متعددة السنوات. ھذا بالضبط ما أمل كوخافي تحقیقھ، لكنھ سیمتنع عن ذلك بسبب التطورات السیاسیة. حتى على أمل أن تقوم الانتخابات القادمة باخراجھ من التجمد – وملاحظة نتنیاھو عن التشابھ مع ایطالیا سیتضح انھا دقیقة – تشكیل الحكومة القادمة لن یتم قبل تشرین الثاني أو كانون الأول القادم. بالنسبة لكوخافي سنة كاملة ستضیع لاسباب لا تتعلق بھ تماما.
رئیس الأركان التقى في ھذا الأسبوع مع عدد من ضباط الاحتیاط الكبار وطرح أمامھم برامجھ.
كعادة كوخافي كان ھذا عرض مؤثر. یوجد لدى رئیس الاركان خارطة طرق وھو یعرف كیف یرسمھا، لكن لا یمكن أن لا نتساءل أي فكرة من بین الافكار الطموحة سیتم تطبیقھا في زمن وجود ازمة مالیة على الابواب، نفقات مرتفعة جدا للدولة على حملة انتخابات اخرى زائدة، وعدم تفرغ كامل لنتنیاھو لمناقشة ما ھو مطلوب للجیش.