الدستور - تَعاظُم الوعي السياسي وتعمُقه أنتج أدوات تعبيرية مختلفة ومتفاوتة لدى الشباب بشكل خاص لتنوع مشاركاتهم المؤثرة في صنع القرار، مما أدخل الحياة السياسية في الاْردن مرحلة جديده متميزة بنشاط سياسي مستقل ليس فقط حزبي، مما جعله مؤثرا بشكل او بآخر على الحياة الديموقراطية، فرفع سقف طموحات الأفراد (المستقلين) والاحزاب والنقابات وخاصة الأكبر مساحة باستغلال المرحلة لإعادة البريق او توسعة المساحة.
شَكلت تسارع الأحداث في الاردن نقطة تحول مهمة في الحياة الديموقراطية تستوجب مراجعه شاملة للسياسات والمواقف والممارسات الشعبية، خاصة انها اثبتت بكل وضوح ان الديموقراطية تأخذ منحنى ممارسة اجتماعية وليس ممارسة تعبيرية قانونية فليس فقط التصويت في الانتخابات القائم على أسس غير سياسية بل قبلية او عشائرية او دينية التي اصبحت توازيها أدوات أخرى تعبيرية في النشاط السياسي بغطاء ديموقراطي.
بغض النظر عّن الأسس مقننة او عُرفية ولكن ما جرى مؤخرا يثبت الارتباك في الحياة الديموقراطية بظاهرها السياسي أو الحزبي او النقابي او مؤسسات مجتمع مدني أو مستقلين وباطنها الاجتماعي مما سيؤثر تأثير مباشر على المشاركة في صنع القرار ونوعيته، فالإشكاليات التي قد تخرج من الأحداث الاخيرة لم تستند في جوهرها الا على السلطة الاجتماعية مغطاة بسلطة الاحزاب او النقابات باستخدام طبيعة التركيبة الاجتماعية في بلدنا العزيز، فليس كل انتقال او تحول في الحراك السياسي بالضرورة ان يكون ديموقراطي النسق او المفهوم ولكنه يمكن ان يكون أفعالا او ردود افعال لمطلب مشروع او قد يكون تكريسا لتبديد ما، من خلال تشذيب الاخر بإظهار ان كل أفعال ذاك الآخر تقع تحت سلطة الاستعراض أو فرض السلطة من خلال تهميش السلطة الأخرى او هيمنة تيار ما، من خلال إحكام السيطرة على مفاهيم عديدة كالحرية والديموقراطية والسياسات والإصلاح لخلق قناعة بأنه منظومة غير قابلة للتشذيب وان الحياة لا تصح الا بظله تحت اسم المنظومة الديموقراطية المتكاملة ضمن آليات التيار وأهدافه السياسية المبنية على السائد الثقافي او الاجتماعي واحيانا الاقتصادي وبالطبع الديني مدعومة بعدم المواجهة المباشرة الحادة .
فهل هذا مؤشر للانتقال او التحول الديموقراطي او الانفتاح الديموقراطي الذي نريد!! وكيف ستكون أجواء الانتخابات القادمة وكيف سيكون منتجها!!