عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Oct-2021

انتخابات نقابة الصحفيين.. بين الوعد وضبابية الموقف!*رنا حداد

 الدستور

لافت جدا ما حدث يوم الجمعة الماضي، في قاعة ضمت صناديق اقتراع، لانتخاب نقيب واعضاء مجلس نقابتنا الافاضل.
 
فتوجه الزملاء والزميلات الى انتخابات طال انتظارها، المرأة كانت حاضرة ناخبةً، ووجدت ذاتها من خلال ممارسة حقها الانتخابي، وكانت ايضا حاضرة مرشحةً، قدمت برنامجها الانتخابي لزملائها وزميلاتها عبر ما توافر من منصات وزيارات ولقاءات.
 
في الحقيقة، ربما أكون قاسية إذا قلت إن المرأة «خُذلت» يومها، فلم يكن متوقعاً على الأقل بالنسبة لي، أن لا تحصل المرأة الصحفية المرشحة على القدر المفروض والمرضي من أصوات الهيئة العامة.
 
لن ألقي اللوم على المرأة كما ذهب البعض، ولن ادخل في سجالات «المرأة خذلت المرأة» ولا «المرأة عدو المرأة» لأنها لو لم تكن متعطشة لممارسة حقها الانتخابي، لما رأيناها بهذا الحماس الجميل تتوجه إلى صناديق الاقتراع، وتتواجد بكثافة وتمارس دورها الانتخابي، متحملة بجدارة مسؤوليتها تجاه نقابتها.
 
لن اتحمل هذا اللوم، لا سيما ان اغلب منتسبات الهيئة العامة، من اشرس المدافعات على منابر «تمكين المرأة»، ومحاربة اللامساواة والجندرية وكل ما يعيق تقدم المرأة وتوليها المناصب، وغيرها، الا اذا كان هذا الخطاب استعراضيا، تودّدا للرأي العام، وليس من أجل مصلحة «المرأة» حرفيا وفعليا.
 
لن اردّ ايضا على أصوات قالت إن المرأة المرشحة لم تقدم ذاتها كما يجب، لان الاسماء التي كانت مطروحة لها حضورها كصحفية لها كينونة في المهنة، خاضت غمار هذا السباق مدفوعة بسيرة ذاتية عاملة وفاعلة، اتخذت قرارا حرا وفق مسؤولية واعية لمهام نقابة ومجلس، وثقة انها تستطيع، مؤمنة بدورها الطبيعي في مساندة الرجل الذي يقدر دورها وحريتها وعقلها وقرارها، على أمل ان تسير نحو التكامل الطبيعي في تبادل الأدوار بصيغة مشتركة بين الرجل والمرأة لصناعة حالة نقابية يستحقها الزملاء، وخاضت المضمار الانتخابي بروح استبسالية، للتأكيد على حقها الكامل في التعبير عن اختيارها وقرارها.
 
نعود للحديث عن الرجل، وهنا تكمن المفارقة العجيبة بين وعوده التي قطعها للزميلة، وخطابه الحماسي الذي ردده على مسمعي كـــ»مرشحة سيدة»، حول «المساواة الفعلية»، وبين ضبابية موقفه أمام الصندوق وما افرزته النتائج لاحقا.
 
لعل المرحلة الراهنة تستدعي التغاضي قليلا عن أسباب «خلو» المجلس من عنصر نسائي، مع ضرورة عدم اغفالها، بل وطرحها للتحري، لعلها تكون كما اريد للمرأة في هذا الاستحقاق الاخير، ورقة رابحة وحليفة ورصيدا انتخابيا لاستمالة من ينادون بالحريات والحقوق، رغم ايماني المطلق انها -اي «الحقوق»- تنتزع ولا تهدى.