عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

عبور الأزمات وتحقيق الغايات..! - د.عبد الرحيم جاموس

 

الدستور- ما من فرد او جماعة او دولة إلا وتمر بأزمات، وإن اختلفت حدتها من أزمة الى أخرى، فهي تضع صاحبها في تحدٍ او جملة تحديات، فمن يمتلك الإرادة الصلبة القوية ومن ثم وسائل مواجهة الأزمة بحيث يتجاوزها بأقل الخسائر والأضرار يكون قد نجح في الابتلاء او في الامتحان وتجاوز الصعاب والعقبات ولوجا الى تحقيق الغايات صغيرها وكبيرها، يكون قد جعل من الأزمة ومواجهتها حافزا للتطلع الى الأمام والى المستقبل الأفضل،وكما يقول المثل الشائع الرجال معادن ولا تظهر معادنها الصلبة والأصيلة إلا وقت الشدائد والصعاب والأزمات، وما ينطبق على الرجال او على الفرد ينطبق أيضا على الجماعة وعلى الدولة وعلى العالم اجمع.
 
يتفق الجميع ان العالم اليوم يمر في تحدٍ بالغ الخطورة وفي ازمة عامة على مستوى الأفراد والجماعات والدول دون استثناء أحدثتها تفشي وانتشار جائحة فايروس الكورونا.
 
لاشك ان كافة البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومناطقهم ودولهم يستشعرون خطورة هذا التحدي وكل منهم يواجه هذه الجائحة بطريقته التي توفر له اسباب التفوق والانتصار عليها وتجاوزها، للفرد وللجماعة وللدولة لكل منهم فيها دور رئيسي وإن تفاوتت هذه الأدوار إلا أنها في علاقة تكاملية لتحقيق غاية وهدف واحد مشترك وهو النجاة وتجاوز هذه الأزمة الجائحة بأقل الخسائر والأضرار.
 
لازالت الأزمة في بداياتها ولم تنتهي بعد لِنقَيم مدى النجاح او الفشل على مستوى الدول فرادى وعلى مستوى العالم بشكل عام، وكون هذه الازمة باتت ازمة عالمية فإما ان ينتصر العالم في مواجهتها او يفشل وعلى ضوء تلك النتيجة سوف يتحدد شكله ووضعه وشكل ووضع دوله..
 
وهنا علينا ان نستحضر مقياس الدولة الناجحة من الدولة الفاشلة، فالدولة الناجحة هي التي تتمثل شروط النجاح في تحقيق الأمن بكل صوره لشعبها، والآن في هذه الأزمة تبرز أهمية الأمن الصحي والدوائي والغذائي، وتحقيق الرفاه الذي لا يتحقق بدون جودة التعليم والتنمية الاقتصادية المستدامة وصولا الى جودة الحياة وتحقيق السعادة للجميع، بالتغلب على الفقر والجهل والمرض، عندها تكون الدولة قد حققت الغاية من وجودها ودون ذلك تكون دولة فاشلة.
 
إن ازمة الجائحة الفايروسية هذه قد وضعت كافة الدول في هذا الاختبار الكوني والذي سيترتب على نتائجه وضع مختلف الدول ووضع العالم بشكل عام واستحداث نظم إقليمية وقارية وصولا إلى نظام دولي عام لابد ان يعكس واقعه بما ستستقر عنه وعليه بعد نهاية هذا الوباء وهذه الأزمة، آخذا بعين الاعتبار جملة من التحولات والتغيرات المادية والقيمية والروحية والأخلاقية الإنسانية العامة التي ستتمخض أيضا عن مواجهة عن هذه الأزمة العالمية، فما كان من مبادئ وقيم وأخلاق تسود نظامنا الدولي السابق والتي قد ثبت سقوطها، سوف يتم التخلي عنها وتجاوزها في صياغة نظام دولي جديد يكفل للمجتمع الدولي التوازن والاستقرار والأمن والسلام للجميع في هذه القرية الكونية.
 
يبقى السؤال الذي يحتاج الى جواب اين سيكون موقع ومقعد العالم العربي في النظام الدولي الجديد، هل سيتغير عما كان عليه في النظام الدولي القديم،سلبا أم إيجابا، ام سيبقى يراوح في مكانه ومحط أطماع الأقوياء...؟
 
العالم العربي بما يمتلك من طاقات بشرية وعقول وثروات طبيعية وموقع استراتيجي هام لم يفقده عبر كل الحقب التاريخية وسيبقى كذلك في قادم الزمان، عليه ان يأخذ بأسباب النجاح وحجز مقعده الذي يستحق والذي يليق به وبمنظومته القيمية المادية والروحية والأخلاقية الإنسانية العالية..
 
وللحديث بقية..!