عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jan-2020

كلنا سندفع الثمن.. - محمد سلامة

 

الدستور- حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله حدد بوضوح مع فرانس  24  مسارات الاستقرار السياسي الإقليمي وأثره على التنمية البشرية وبالتالي على امن دول وشعوب أوروبا  كلها، وغير ذلك فإن الجميع سيدفع الثمن.
جلالة الملك حذر من عودة خطر تنظيم الدولة (داعش) وضرورة التصدى له ، وتطرق إلى احداث العراق والانقسام الداخلي والتدخلات الخارجية، ودور إيران في المنطقة العربية إلى جانب مجريات الأحداث في ليبيا ونقل جزء كبير من عناصر التنظيمات في ادلب وريفها إلى ليبيا وخطر ذلك على أوروبا، وعرج على ما يشكله استمرار احتضان اللاجئين وعدم وفاء كثير من الدول لالتزاماتها مما شكل ضغطا على موارد الدولة الاردنية ودفعنا إلى الاقتراض، وأكد أن السلام في فلسطين يحقق الاستقرار الإقليمي وان أولوياته في هذه الظروف يتمثل في تحقيق حياة افضل الأردنيين مؤشرا على أن عدم التصدي لهذه التحديات سوف يجر أوروبا إلى دائرة الاستهداف، وبالتالي فإن الجميع سيدفع الثمن غاليا.
جلالة الملك كان واضحا في أن زياراته لأوروبا سوف تتطرق لمجمل الأخطار القائمة اليوم، وأنه سيضع قادة أوروبا أمام مسؤولياتهم التاريخية ،وان التوجه الآن نحو تفعيل دور حلف الناتو بدلا من الدور الأحادي لأمريكا، فنحن كما قال جلالته في حالة تأهب وان  محاولات التغلغل في ساحتنا سيواجه بقوة مؤشرا على أعمال تخريبية جرى التعامل معها بحزم العام الماضي ومكمن الخطر عدم التهميش للدور الأوروبي حاثا الجميع على الانخراط لمواجهة الإرهاب والعبث المستشري من اطراف إقليمية وازنة، وإلا فإن البديل هو أن العرب وأوروبا معا سيدفعون الثمن.
جلالة الملك كان صريحا في دعوته لكي تاخذ أوروبا دورها السياسي والامني في الدخول على خط الأزمات القائمة اليوم، فما يجري من تدخلات إقليمية يؤسس للتناحر والانقسام الداخلي بما يتيح للارهاب كي يعود مجددا، ولهذا تداعيات خطيرة على مستقبل الإستقرار الإقليمي والدولي، وعدم التحرك الآن يدفع الجميع إلى اتون الفوضى والنهاية أن الجميع (شعوب ودول المنطقة واوروبا) سوف يدفعون الثمن من استقرارهم وأمنهم السياسي والامني.
جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بما يملكه من رؤية استشرافية هامة ذاهب إلى أوروبا لحثها على الانخراط بفاعلية في محاربة الإرهاب من خلال وجودها في حلف الناتو ودعوتها لتكون جزءا من التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها قوة تمثل مجتمعة ناتجا اجماليا يصل إلى (14) تريليون دولار سنويا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وانخراطها بشكل مباشر يؤهلها لدفع الأخطار عن نفسها وعن شعوب المنطقة العربية التي تكن لها احتراما وتقديرا عاليين.