عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Oct-2019

ربع العام الأخير - كمال زكارنة

 

الدستور - الاسابيع القليلة المتبقة من العام الحالي ربما تشكل مرحلة فاصلة في المواجهة الامريكية الفلسطينية ،بعد ان فرضت الادارة  الامريكية بعدائها غير المسبوق والمطلق للشعب الفلسطيني ،وعدوانها المتواصل على القضية والحقوق الفلسطينية الذي يتصاعد يوما بعد يوم ،ويتخذ اشكالا واساليب عديدة ،فرضت على القيادة الفلسطينية مواجهة حقيقية مباشرة وجها لوجه ،حيث اضطرت القيادة للوقوف في وجه تلك الادارة والتصدي لها بكل ما تستطيع دفاعا عن الحقوق الفلسطينية وحفاظا عليها ،وان تتمترس وتتخندق ولو في اضيق المساحات لوقف وافشال الغول الامريكي على الحقوق والقضية الفلسطينية ،فقد حولت ادارة ترامب اميركا الى دولة مارقة عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية ،وساوت نفسها بالاحتلال الصهيوني ،ونسفت قواعد ومبادئ القانون الدولي والغت هذا القانون من الوجود ،وتعمل على تطبيق كل ما يتعارض ويتناقض ويتعاكس مع القوانين والمبادئ والاعراف الدولية ،من اجل خدمة الاحتنلال الصهيوني وتثبيته وترسيخ وجوده في فلسطين التاريخية المحتلة ،والغاء الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني والهوية الفلسطينية من الوجود .
تطرح الادارة الامريكية افكارا لا يمكن تمريرها الا في شريعة الغاب ،من قبيل ،انه لا وجود لقانون الدولي يمكن تطبيقه لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، وان الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية ليس احتلالا ،وان الاراضي الفلسطينية ليست محتلة ،وان الاستيطان الصهيوني شرعي وغير مخالف للقانون الدولي غير الموجود بحسب عقيدة ترامب ،ولا توجد قضية لاجئين فلسطينيين ،وبالتالي لا يوجد شعب فلسطيني يمكن ان يشكل دولة مستقلة،وكل هذه الاجراءات اتخذتها الادارة الامريكية لفرض صفقة القرن التصفوية على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،خدمة للاحتلال الصهيوني.
الصمود الفلسطيني الاسطوري في وجه الادارة الامريكية ،والتصدي البطولي لمحاولات ادارة ترامب لتصفية القضية والحقوق الفلسطينية ،دفعت ادارة ترامب للتفكير باجراءات شيطانية اخرى ضد القيادة الفلسطينية ،وتعمل الان من خلال الكونغرس على شيطنة القوانين الامريكية وجعلها صالحة لمعاقبة قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، والتعامل اي شكوى  والنظر بأي قضية تقدم من قبل المستوطنين ضد منظمة التحرير وانزال العقوبة بحق اي مسؤول فيها او عضو فيها علما بأن النظام الداخلي للمنظمة يعتبر جميع ابناء الشعب الفلسطيني اينما وجدوا اعضاء في المنظمة ،وهذا يعني ان القوانين الامريكية بعد تمرير المشروع الشيطاني في الكونغرس سيعاقب كل فلسطيني يتقدم يهودي صهيوني او مستوطن بشكوى او قضية ضده،لكن هذا القانون المقترح لا يتعامل مع شكوى او قضية يرفعها فلسطيني ضد المحتلين والمستوطنين الصهاينة،الى هذا الحد وصل التمييز العنصري في ادارة ترامب.
سلوك غير مفهوم ومواقف اكثر غرابة تتخذها الادارة الاميركية ضد الشعب الفلسطيني ،وهي تسابق الزمن في محاولات تصفية القضية الفلسطينية ،وتهيئة الظروف لتجسيد واستمرار الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية ،ونزع اية صفة للاستقلال والحرية والهوية الوطنية عن الشعب الفلسطيني .
القانون الشيطاني الذي تسعى الادارة الامريكية على اقراره عبر الكونغرس ،سوف يمنح الادارة المجرمة الطلب من  منظمة التحرير الفلسطينية الانسحاب من جميع الهيئات والمنظمات الدولية التي اصبحت عضوا فيها ،والاعتراض على منح فلسطين عضو مراق في الامم المتحدة ،وتفتيت مؤسسات الشعب الفلسطيني وتحويله الى افراد مشردين ،مشاكله انسانية وقتصادية وفرص عمل ومستوى معيشة وغير ذلك بعيدا عن اية حقوق سياسية ووطنية.
التصدي لهذا المشروع الامريكي الشيطاني مسؤولية فلسطينية وعربية واسلامية ودولية .