عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Apr-2020

المعلومة في زمن الكورونا - نيفين عبدالهادي

 

الدستور- المعلومة في زمن الكورونا، ربما توازي أهميتها وأهمية إدارتها بشكل سليم الإهتمام بتفاصيل انتشار الفيروس نفسه، ذلك أن أي معلومة خاطئة أو كاذبة يمكن تداولها خلال هذه الأزمة ينتج عنها الكثير من السلبيات إن لم يكن الأزمات، الأمر الذي يجعل من هذا الجانب غاية في الأهمية ويجب إيلاءه الإهتمام الرسمي والشعبي في واحدة من أهم تفاصيل الأزمة.
 
الكلمة الأولى، والفكرة الأولى اليوم التي يتم إطلاقها وتداولها، تعدّ مسؤولية كبيرة، ويجب أن تكون غاية في الدقة والمصداقية، ذلك أن ما يأتي بعدها من تأكيد أو نفي، يأخذ درجة ثانية من الإهتمام وربما درجة عاشرة، بالتالي الإهتمام بالمصداقية يعدّ مسؤولية وطنية على الجميع، وعدم تصديق وتداول أي معلومة دون أخذها من مصدرها الرسمي أو من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، دون ذلك تبقى أي معلومة قيد البحث والتقصي وفي مربّع الشكّ وعدم المصداقية.
 
للأسف الشديد، ما يزال هناك من لا يدرك أهمية المعلومة في هذه الظروف، ومدى دقتها، لنصبح اليوم نشكو من وجود فيروس إشاعات رافق فيروس كورونا، ولا يدرك احد من مطلقي هذه الإشاعات خطورة ما يقوم به، فقد رصد «مرصد إشاعات» جريدة الدستور عشرات الإشاعات التي أطلقت خلال أزمة كورونا، تعددت أشكالها بين فيديوهات وصور ومعلومات مكتوبة، كلها لم تتعد كونها إشاعات لكنها للأسف تنشر ويتم تداولها، وفي أغلبها يتم نفيها من مصادرها الرسمية والتي تعددت أيضا بين حكومية وأمنية وشخصية.
 
إشاعة بعد إشاعة، حتى بلغنا أرقاما تجعل من هذا الجانب خطرا بمعنى الكلمة، وبات الأمر يحتّم على الجميع محاربة هذا الأمر، ببدايات بسيطة تكمن بعدم تداول أي معلومة ما لم تكن من مصدر حكومي أو أمني أو من خلال وسائل الإعلام، دون ذلك فكل من يساهم بنشر وتداول هذه الإشاعات هو شريك بها، وشريك بنتائجها السلبية على المجتمع والصالح العام، ومسؤول عن تشتيت اهتمام أجهزة الدولة المختلفة، في محاربة فيروس كورونا، وإدارة البوصلة لمحاربة فيروس الإشاعات!!!
 
الحكومة والأجهزة الأمنية، لم تدخر جهدا لتوفير المعلومات على مدار الساعة، من خلال وسائل مختلفة، واضعين الحقائق والتفاصيل في سلّة الإعلام الشريك الحقيقي للحكومة بهذا الجانب بكافة أنواعه المرئية منها والمسموعة والمكتوبة والالكترونية، دون أي مداراة لأي معلومة أو حقيقة أيا كانت، واضعة مصلحة المواطنين وسلامتهم عنوانا للمعلومة والخطاب الإعلامي.
 
المعنى الحقيقي للمعلومة الصحيحة لا يكتمل إلاّ بحضور الدقة والمصداقية، غير ذلك نحن نتحدث عن إشاعات، وخطر يهدد الجهود الخارقة التي تبذلها الدولة لمواجهة الفيروس، فمن غير المعقول أن يشهد العالم للأردن بأنه الأول والأفضل بكافة الإجراءات لإدارة هذه الأزمة، لنضع بقعا سوداء في هذا الثوب الأبيض من خلال إشاعات عارية عن الصحة تعرقل وتؤخر الخطى.
 
اليوم، جميعنا مسؤول عن تداول المعلومات، فجهود الدولة والإعلام المهني يسيران بنفس طريق بهذا الإطار، وعلى هذه الخطى أن تسير بذات الطريق وبخطى متقاربة وليست متباعدة، أو متخالفة، لتبقى الصورة بشكلها الكامل سليمة ومثالية، ويستمر الأردن بذات النهج الذي إذا حميناه جميعا سيكون الأردن من أوائل الدول التي تتغلب على الفيروس بإذن الله.
 
اختلاق الأخبار، وبث الإشاعات والأكاذيب، في زمن الكورونا ربما يرقى لخطورة الجريمة في حقّ الوطن والمواطن والصالح العام، والأهم بحق جهود أجهزة الدولة التي توصل الليل بالنهار للحد من انتشار الفيروس، وإعادة الحياة لطبيعتها في المملكة، وحتى نأتي بمثل هذه الجهود مددا، علينا محاربة فيروس الإشاعات كمحاربتنا لفيروس كورونا.