عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jan-2019

أھل".. جھود مكثفة لتمكین أصحاب القضایا من إحداث التغییر"
منى أبوحمور
عمان– الغد- بنھج مختلف، تعمل مؤسسة ”أھل“ على تدریب أصحاب القضایا والحقوق، لتوعیتھم وتمكینھم من تنظیم أنفسھم بمواجھة أصحاب القرار وإحداث تغییر حقیقي وجوھري في حیاتھم.
تعمل ”أھل“، وفق مدیرة المؤسسة نسرین الحاج أحمد، على القضایا القیمیة من خلال تنظیم أصحاب القضیة للمطالبة بحقوقھم والدفاع عنھا، وھذا النھج ینطبق على كل القضایا داخل الأردن، فلسطین ولبنان.
یعتمد نھج ”أھل“ على تمكین وتدریب ومرافقة أھل القضیة وتمكینھم من متابعتھا بأنفسھم ومواجھة أصحاب القرار، وإحداث تغییر حقیقي في قانون نافذ أو ثقافة مجتمع، أو نھج وسیاسة معینة متبعة.
وتلفت الحاج أحمد إلى أن الوقت قد حان لتأھیل أصحاب القضایا وتمكینھم من إیصال قضیتھم والدفاع عنھا، بحیث یكونون أصحاب القرار بالأمور التي تتعلق بھم بشكل مباشر، وھو ما تقوم بھ ”أھل“؛ حیث أسھم ھذا النھج في إحداث تغییر حقیقي على الأصعدة كافة؛ الاجتماعیة، الاقتصادیة والسیاسیة.
ولا ینحصر دور ”أھل“ على قضیة بعینھا دون غیرھا، وإنما تتناول القضایا القیمیة والحقوقیة كافة تشمل المشاركة السیاسیة، الحقوق العمالیة، مخیمات اللجوء، المشاكل البیئیة، وحق العمل في بقع ضیقة.
وتؤكد الحاج أن تنظیم ”أھل“ القضیة یحقق قوى ضغط كبیرة تفوق مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السیاسیة.
وتعد ”أھل“ مؤسسة مجتمعیة تقدم الدعم الضروري للمجموعات المجتمعیة لتنظیم وبناء قوتھا وقیادتھا ومواردھا على شكل حملات لقیادة التغییر ولتحقیق العدالة والحریة والدعم من خلال المرافقة والتدیب والتوجیھ على نھج تنظیم المجتمع القیمي.
ھذا النھج یعزز القیادة، ویحافظ على الالتزام والدافعیة مستخدما القصة العامة والاستراتیجیة المشتركة، وبنیة الفرق القیادیة الممتدة، وتسعى المؤسسة إلى إیجاد وطن عربي تسود فیھ العدالة
وكرامة الإنسان یحوي شبابا ونساء مسؤولین وناشطین في مجتمعاتھم یواجھون أصحاب القرار ویسعون للتغییر.
نجحت ”أھل“، منذ تأسیسھا في 2011 ،في إعداد ومتابعة ودعم الكثیر من أصحاب القضایا وتمكینھم على متابعة قضیتھم وحدھم بدون مساعدة، والاكتفاء بمراقبتھم من بعید مثل حملة ”صار وقتھا“، ”حملة تكافؤ“، ”قم مع المعلم“ وغیرھا من القضایا التي حقق أصحابھا نجاحا كبیرا وفق الحاج أحمد.
”عملنا مباشرة مع أھل القضیة والمجموعات غیر المؤطرة وكل لھ میزة“؛ حیث عملت ”أھل“ مع حملة صداقة التي تعمل على توفیر حضانات مؤسسیة في بیئة العمل، فضلا عن عملھا مع رواد التنمیة في حملتھم ضد ضرب الأطفال واستخدامھ كأسلوب تأدیبي، من خلال تدریب الرواد وتمكینھم لقیادة حملتھم، لاسیما وأن أعضاء ھذه الحملات ھم أھل قضایا.
اكتظاظ المشاكل وتزاحم القضایا التي تشغل الرأي العام في الآونة الأخیرة یشكلان ضغطا كبیرا على مؤسسات المجتمع المدني ویستنزفان النشطاء، المحامین والحقوقیین، وفق الحاج أحمد، واجدة أن الحل في تمكین أھل القضیة لمتابعة قضایاھم والمطالبة في حقوقھم لأنھم الأحق والأولى بھا والأكثر مصداقیة، من خلال تنظیم أنفسھم، بعیدا عن نھج طلب الدعم والمساعدة.
وتمكنت ”أھل“، خلال العام 2018 ،من تحقیق النجاح في 18 حملة مكنت خلالھا أصحاب القضایا من تحقیق التغییر الذي طالبوا بھ سواء كان قانونیا، تنفیذیا وثقافة سائدة، بحسب الحاج أحمد.وتقول الحاج أحمد ”إن الدفاع عن القضایا ومتابعتھا من خلال الجمعیات ومؤسسات المجتمع المدني أمر غیر كاف، فالقضیة لا یمكن حلھا مرة واحدة، فالأھم ھو بناء قدرة أھل القضیة على متابعة قضایاھم، فالتطور الفردي والمطالبة الفردیة ھما أساس النجاح“.
وتضیف ”الخوف من المطالبة وھاجس انقطاع الرزق وثقافة العیب في الدفاع عن الحقوق من أكثر الأمور التي واجھت ”أھل“ في التعامل مع أھل القضیة، وھو ما تمكنت من إیجاد إجابات وحلول لھ من خلال التعامل معھم“.
ومن جھة أخرى، عملت ”أھل“، وفق الحاج أحمد، على برامج تمكین القیادة، وتعمل من خلالھا على تدریب وتمكین قیادیین وإطلاعھم على برامج تنظیم المجتمعات ومعالجة قضیة معینة، ومن ثم ینتھجون نھج ”أھل“ في التعامل مع كل ما یواجھھم من قضایا ومشاكل؛ حیث مكنت ”أھل“ 746 شخصا خلال 2018.
وأطلقت ”أھل“ مساقات تعلیمیة طویلة خلال العام 2018 أعلنت من خلالھا عن دورات التنظیم والقیادة الجماعیة للتغییر مدتھ ثلاثة أشھر عبر الإنترنت بموجب حصة أسبوعیة، تستھدف أشخاصا أصحاب قضیة أو لھم علاقة مباشرة بھا، مبنیة على كورس من جامعة ھارفرد تقدم لھ 440 شخصا من المنطقة العربیة.
ّ وبالرغم من أن مقرھا عمان، إلا أن ”أھل“ تعمل في دول عربیة مختلفة، دخلت خلالھا في شراكات مع حملات ومبادرات مجتمعیة ساعیة لتحقیق التغییر وتدعمھم خلال رحلتھم، إلى جانب منظمات محلیة لتسعى لتمكین الناس من قیادة العمل الجماعي لتحقیق العدالة وحمایة حقوق الإنسان.
بالإضافة لتمكین العمل الجماعي المطالب بالحق، تقوم ”أھل“ بتقدیم برنامج لبناء القیادة التشاركیة من خلال مساقات تعلم مختلفة تطلع المشاركین على أسس ومبادئ تنظیم المجتمع، تھدف من خلالھ لتغییر تعریف القیادة لیكون تشاركیا، وممكنا للآخر، ولیس حصراً على فرد.