عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Oct-2021

أنا ممولة للإرهاب

 الغد-هآرتس

 
بقلم: عميره هاس 26/10/2021
 
أنا أعلن بهذا واعترف بأنني ممولة للإرهاب. جزء من أموال الضرائب التي ادفعها للدولة يستخدم لتمويل نشاطاتها الإرهابية وتمويل النشاطات الإرهابية لمبعوثيها المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني. إذا كانوا يستهدفون بـ “الإرهاب” فرض الذعر والخوف فماذا يفعل قادة الجيش والشباك عندما يقومون بارسال الجنود الملثمين لاقتحامات ليلية لبيوت الفلسطينيين؟. مع الكلاب ويحملون بنادق مصوبة والجنود يوقظون العائلات من النوم ويقلبون محتويات الخزائن ويصادرون الممتلكات ويضربون الشيوخ أمام أعين الاولاد. ماذا يفعل مفتشو الإدارة المدنية عندما يتجولون بين تجمعات الرعاة ويفحصون إذا كان قد اضيفت خيمة أو زلاجة للأطفال التي يجب تدميرها؟ ماذا تفعل كاميرات المراقبة المزروعة في كل حاجز يوجد على مدخل كل مدينة فلسطينية إذا لم يكن من أجل التخويف؟ وجنود حرس الحدود في القدس، الذين يعتقلون كل من يبدو لهم عربي، والجنود ورجال الشرطة الذين يوجهون هنا ركلة وهناك صفعة لمن يتجرأ على مناقشتهم أو على قطف زيتون، ما هو عملهم إذا لم يكن فرض الرعب؟.
عصابات المستوطنون الملثمون، مع صدور مكشوفة والأهداب المقدسة والسلاح الحامي والبارد، ماذا نسمي طقوس العربدة التي يشنونها على الناس وعلى الأشجار إذا لم يكن هذا إرهاب؟. اجزاء صغيرة من الضرائب التي ادفعها بالتأكيد تصل اليهم، ربما لمجلس المستوطنات الذي يتبناهم. وربما لموظفي وزارة الدفاع الذين خططوا ونفذوا النموذج الناجح للبؤر الاستيطانية للرعاة. في كل ارجاء الضفة البؤر الاستيطانية تعمل بنفس الطريقة: عائلة واحدة من المستوطنين المخضرمين تسيطر على قطعة ارض وتحصل على قطيع من الاغنام والابقار. وبتهديد البنادق والحجارة والكلاب يقوم رعاة شباب وطائرات مسيرة بمنع الفلسطينيين وقطعانهم من الوصول إلى أراضي رعيهم.
منذ زمن مفهوم الإرهاب تجاوز حدود التخويف المجرد، هو يشمل ايضا التدمير والقتل. الضرائب التي ادفعها أنا وكل مواطني إسرائيل تمول ذلك. جزء من الضرائب التي ادفعها يمول قصف المباني السكنية وقتل السكان الفلسطينيين، من بينهم أطفال صغار ونساء. ضرائبي مولت الرصاص الذي قتل وأصاب فلسطينيين في بيتا وفي غزة. ضرائبنا تدعم المستوطنات وتمول تكلفة هدم بيوت فلسطينية بأيدي الإدارة المدنية وبلدية القدس. تحت غطاء دولة قانون وبتمويلنا تنفذ إسرائيل كل هذه النشاطات الإرهابية وغيرها الكثير، كل يوم وفي كل ساعة.
من يسيطرون على مراكز القوة دائما حاولوا ويحاولون احتكار التأثير، كنهج لتخليد تفوقهم. البطريركية هي التي وضعت المفهوم الطبي “هستيريا”، من الجذر رحم باليونانية، كوسيلة كي تثبت بالاسمنت المكانة المتدنية للنساء. البريطانيون وعدوا بأن الايرلندي ستكون كلمة مرادفة للغبي، وبعد ذلك للكسول والمدمن على الكحول من أجل أن يفسروا سيطرتهم على ايرلندا. “الغبي”، “الأسود” و”الإرهابي”، كانت كلمات مترادفة لدى البيض في جنوب افريقيا، كوسيلة لتبرير الاستغلال والفصل العنصري والقمع الإرهابي. هكذا، إسرائيل المحتلة تعرف ما هو الإرهاب وتضم فيه أيضا ست منظمات غير حكومية فلسطينية.
سبب ملاحقتها واضح. فهذه المنظمات الاجتماعية حققت عدة إنجازات تثير الانطباع في معارضتها للاحتلال الإسرائيلي. وقد عملت وهي تعمل من أجل أن تقدم للمحاكمة في لاهاي إسرائيليين مسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ابرتهايد، وقد دفعت السلطة الفلسطينية الى هذا المسار. هي التي تكشف طريقة الاعتقالات بالجملة لاسرائيل، بما في ذلك اعتقال القصر، والفضيحة التي تسمى “محكمة عسكرية”. تلك المنظمات تدعم المزارعين الفلسطينيين أمام تنكيل الإدارة المدنية والمستوطنين. وهي تطور قيما يسارية ونسوية، وتنتقد أيضا السلطات الفلسطينية. هي (ليس فقط هي) في صراع دائم ضد إرهاب الاحتلال. والاحتلال، مثل الإرهاب، في ملاحقته لهذه المنظمات يسعى إلى تخويف فلسطينيين آخرين وردعهم عن مقاومته.