عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

الدولة ورد الجميل - د. مهند مبيضين
 
الدستور- نحو خمسين مليون دينار بلغت مجموعة التبرعات المختلفة، للجهات التي حددتها الدولة. وهو رقم متواضع جدا قياسا بحجم الجائحة.
 
ماذا ستفعل الدولة بهذا الرقم المتواضع. كيف لها ان تدبر أمرها في قابل الأيام؟
 
على ضفة العطاء قدم مجموعة من الأخيار لبلدهم ما يجب ان يقال انه تجسيد للمروءة الحقة تجاه وطننا، هذا كان موقف بنوك ورجال أعمال ومؤسسات وجامعات وغير ذلك. هؤلاء من خيرة الأردنيين يدركون أن البقاء والصمود في مواجهة الأزمة يحتاج الى ما هو ابعد من التبرع، وهو الموقف الوطني الناجز الذي يعرف حقوق الدولة ويعيها ويستجيب لها.
 
اليوم تحتاج الدولة للكثير من العطاء ولا يقف الأمر عند مسألة التبرع والدعم بل الأمر يتصل بمسؤولياتنا المشتركة تجاه بلدنا.
 
المشهد الوطني اليوم لم يكن في حال كما هو اليوم، هناك راهن اقتصادي صعب وهناك حالة عامة تحتاج من الجميع تقدير موقف البلد اقتصاديا، وعلى الذين اثروا من هذا البلد وتراكمت أموالهم ان يصطفوا مع بلادهم بشكل أفضل مما هم عليه اليوم.
 
هناك أشخاص أداروا ظهرهم للبلد، وهناك من رفض الاستجابة للطلب بدعم البلد، وهناك من لم يعترفوا بالضرورة الوطنية التي يحتاج فيها الوطن من رجاله الدعم.
 
اليوم الخيار يحب ان يكون بين الوطن والوطن وليس الوطن والمال، وليس هناك من خيار لرجل اقتصاد يعرف قيمة وطنه إلا بالتدبر ودعم اقتصاد الدولة في ظل هذا الزمان الصعب.
 
سيرتفع الوطن من جائحته، وسينهض من كبوته، وسيتعافى ذات يوم، وسيكتشف الذين أداروا ظهرهم له أنهم اخطأوا كثيرا، وان الوطن تجاوزهم وعافهم لأنهم ليسوا على سوية وطنية ناجزة، وليسوا إلا محض تجار أزمة وعابري وقت ولا يدركون قيمة الدولة والوطن وحقهما.
 
الوطن لن يكترث لمن أداروا ظهرهم ولم يستجيبوا لمن حثهم على التبرع. هؤلاء عبروا وتسللوا لأرضنا وهو لا يليقون بنا وبأرضنا.