عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Feb-2019

کفی لإخفاء ”الفیل الذي في الغرفة“ - یوسي بیلین
اسرائیل ھیوم
 
الغد- في 29 ایلول العام الماضي، على ھامش الجمعیة العمومیة للامم المتحدة أعلن الرئیس ترامب
بانھ ینوي عرض خطة السلام، ”صفقة القرن“ إیاھا، ”في غضون شھرین، ثلاثة حتى اربعة اشھر“. وقد انتھت الاشھر الاربعة ھذا الاسبوع. ولكن الخطة موضع الحدیث ما تزال توجد على ما یبدو في رحم منظومة اتخاذ القرارات في جادة بنسلفانیا 1600 .
في 23 تشرین الاول تلقت لجنة الخارجیة والامن في الكنیست تقریرا بموجبھ اذا لم یطرح ترامب خطتھ المتأخرة، فسیطرح الرئیس الفرنسي عمانویل ماكرون خطة خاصة بھ على الإسرائیلیین والفلسطینیین كي لا یبقي الساحة السیاسیة فارغة.
بقي شھران ونصف الشھر حتى الانتخابات عندنا، والخطة السیاسیة بقیت بمثابة ”الفیل الذي في
الغرفة“. من جھة یدور الحدیث عن موضوع یشغل بال الجمیع، ومن جھة اخرى لا یتحدث عنھ
احد خوفا من أن یكون كل حدیث ”یلون“ المتحدث بلون سیاسي واضح جدا، ویقلص مجال عملھ، سواء في حملة الانتخابات نفسھا، التي یرید ان ینال فیھا تأییدا من لا یتفقون مع فكره السیاسي، ام بعدھا – حین یرغب في أن یقیم ائتلافا او ینضم إلى ائتلاف خطوطھ الأساس تختلف عن تصریحاتھ السیاسیة.
إن المواضیع التي تشغل فیھا الاحزاب وقادتھا جمھور الناخبین ھي، بشكل عام مواضیع ثانویة أو تتعلق بالأسلوب. وھذا یسھل امكانیة التركیز على الاشخاص الذین یترأسون الاحزاب ولیس على ما یقولونھ، وقد رفع بیني غانتس ھذا النھج حتى السخافة، إلى أن وافق على أن یشركنا، ھذا الاسبوع، على بعض مما یتفوه بھ.
ھل سیخرج الإسرائیلیون إلى صنادیق الاقتراع كي یحسموا في مسألة، ھل صحیح یفعل المستشار القانوني حین یعلن عن رفع لائحة اتھام ضد رئیس الوزراء قبل الانتخابات؟ ھل من اجل التصویت على قانون التجنید، حین یكون واضحا بانھ لا یمكن لاي قانون تجنید أن یحمل الشباب الاصولي على أن یتجندوا بجموعھم؟ ھل سیصوت أحد ما بسبب سعر الغاز؟
ان وجھة كل الاحزاب نحو الوسط، لان ھناك توجد اصوات من السیاسة اقل اھمیة لھم، اولئك
المترددون بین أن یبقوا في البیت أو یأتوا إلى الصندوق، اولئك الذین یقررون في اللحظة الاخیرة كیف یصوتون، ممن لا یؤمنون بقدرتھم على التغییر، والذین یخطئون في الاعتقاد بان الفوارق بین الاحزاب ھي فوارق في الصیاغة فقط.
أما الحقیقة فھي مختلفة بالطبع. الفرق بین المعسكر الذي یفھم أن دفع الثمن لقاء السلام مجد،
وبین من یرى اتفاق السلام فخ، ھو الفرق بین النھار واللیل. فالفجوة بین الكتلة التي بذلت جھودا
جبارة لتضمن مستقبل إسرائیل كدولة یھودیة ودیمقراطیة، وكانت مستعدة أیضا لان تأخذ مخاطر شخصیة كي تصل إلى ذلك، بما في ذلك قتل رئیس وزراء، وبین الكتلة التي تمنع خطوة السلام بألف ذریعة، انطلاقا من النیة، أو على الأقل، الاستعداد لان تبقي على حالھ الوضع القائم، ھي الفجوة السیاسیة الاكبر.
السؤال لیس اذا كان حزبا برئاسة شابین كفؤین یمكنھ ان یضم علمانیین ومتدینین في صف واحد بل اذا كان من شأنھما ان یواصلا قیادة إسرائیل نحو الھوة في سیاسة الضم، التشریع بأثر رجعي للسكن على اراض خاصة والمس الشدید بمكانة المحكمة. المسألة لیست غلاء المعیشة
بل الحیاة نفسھا: ھل أمننا متعلق بحیازة أرض أكبر أم بالذات ھذه الحیازة ھي مصدر المشكلة الامنیة. ھذا ھو الفیل الذي في الغرفة. واذا كنا نسیر على اطراف اصابعنا كي لا نراه، فیجدر بأحد ما آخر، ربما ترامب، ربما ماكرون، ان یذكرنا بأن ھذا ھو الأساس