عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Aug-2021

“مجموعات” الواتس آب.. حينما تخرج عن سياقها وتصبح مصدرا للإزعاج!

 الغد-مجد جابر

 في الوقت الذي تعتبر فيه تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي واتس آب وفيسبوك من أهم طرق المراسلة التي تربط بين الناس اجتماعيا، وفي مختلف مواقع عملهم وأماكن تواجدهم؛ إلا أن هناك من يصر على إساءة استخدامها، خصوصا في المجموعات التي تضم عشرات الأشخاص، بعيدا عن أي مضمون ذو قيمة وفائدة.
مجموعات الواتس آب باتت تشكل مصدر إزعاج كبير للموظفة هناء التي تنضم بسبب طبيعة عملها في العلاقات العامة إلى عشرات المجموعات على هاتفها الذكي، خصوصا عندما يتجاوز البعض حدود العمل ويبدأ بعض أعضاء المجموعة بإرسال الصور والرسائل الجاهزة التي تتكرر عشرات المرات على جميع المجموعات.
وتستغرب هناء من أن هذه الجروبات التي وجدت أحيانا كمكان للاجتماعات والنقاشات وترتيب تفاصيل العمل، وأيضا للعلاقات الاجتماعية، خصوصا بعد ظهور جائحة “كورونا”، إلا أنها بدأت تأخذ مناح أخرى، وتشكل مصدرا للإزعاج، وتخرج عن سياقها الذي وجدت من أجله.
ليس فقط تكرار الرسائل ما يزعج، تقول هناء، وإنما التهاني والتبريكات، وروابط لبعض الشائعات التي لا علاقة لها بالمجموعة وأهدافها ويخرجها عن غايتها الحقيقية، الأمر الذي أجبرها في بعض المرات إلى الخروج من المجموعة والاعتذار عن الاستمرار فيها.
كذلك، يحدث كثيرا الخروج عن سياق النقاش واحتدام وجهات النظر بين اثنين أو أكثر في المجموعة حول موضوع بدا مزعجا لكثير من منتسبي المجموعات، ما يتسبب في ضياع الفكرة الرئيسية التي يجب نقاشها والتوصل إلى حل لها، وفق كريم عبدالرحمن.
ويقول كريم، “كثير من الأحيان تضيع الفكرة الرئيسية للنقاش بسبب الخروج عن الموضوع وفتح نقاش آخر ينسينا الفكرة الرئيسية”، لافتا إلى عدم احترام لبعض غايات وأهداف المجموعة خصوصا عندما يتعلق الأمر بالعمل، وهذا يعد أمرا سلبيا ومزعجا في كثير من الأحيان.
ويوافقه الرأي جمال الذي يستهجن قيام البعض بتكرار إرسال الرسائل الجاهزة والأخبار والصور في المجموعات، منوها إلى أنه في بعض المرات تصله نفس الرساله من نفس الشخص على عشرة مجموعات مشتركة بينهم.
ويستدرك الدباس، “تجمعنا المجموعات بأعضاء هيئات تدريسية وعلماء ووزراء والأصل أن يحترم الأشخاص المجموعة التي ينضمون إليها وقيمتها”.
الأمر لا يتعلق بالعمل فحسب، فكثير من المشاكل يتسبب بها بعض الأشخاص في المجموعات العائلية والأصدقاء، خصوصا الرسائل التي ترسل في أوقات متأخرة من الليل، ومناقشة الخلافات العائلية التي لا يجب نقاشها على الهاتف، وهذا كان السبب الرئيسي لاعتذار هيام فهد عن البقاء في مجموعات الواتس ومغادرتها جميعا.
يعتبر “واتس آب”، وسيلة التواصل الأكثر استخداماً، حيث يرسل من خلالها الأشخاص مليارات الرسائل يومياً، وبالرغم من انتشارها وتمتعها بتلك الشعبية، فإن هناك بعض الأمور التي قد تكون مزعجة، ومثال على ذلك، مجموعات “واتس آب” وسيل الرسائل التي قد تصلك بسببها.
وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بحسب اختصاصي علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان في تقريب المسافات ونقل الخبرات والتجارب والاطلاع على المستجدات، وتوثيق اللحظات الهامة، وتقريب البعيد.
وكما أن لهذه الوسائل استخدامات فردية سواء كانت شخصية أو مؤسسية، فإن لها استخدامات جماعية، من خلال إنشاء “المجموعات” سواء على مستوى أفراد الأسرة أو العائلة أو البلدة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو المجموعات المتخصصة بحسب سرحان. هذه الميزات الإيجابية تنقلب في كثير من الأحيان إلى سلبيات بسبب الاستخدام الخاطئ من بعض أعضاء المجموعة الذين لا يراعون حاجة “الأعضاء” ومصلحتهم، والأولويات.
ويضيف سرحان أن البعض يعيد إرسال “رسائل” لا تحتوي على مضمون ذا قيمة، وقد أعيد إرسالها مرات عديدة، بل إن هناك من يعيد الإرسال دون قراءة المحتوى الذي قد لا يتناسب مع أعضاء المجموعة، مبينا أن هناك من “يستمتع” بالإرسال بعد منتصف الليل، مع أن المحتوى لا يستحق هذا الاهتمام، فالوقت غير مناسب. وهو يسبب الإزعاج للآخرين، خصوصا مع تكرار “نغمة” الرسائل عشرات المرات. مما يضطر البعض الى إغلاق هاتفه كليا أو إلغاء “جرس التنبية” كليا، لتفادي الإزعاج.
وينوه أن التصرف “بعدم مسؤولية” قد يحرم أحدنا اتصالا مهما أو رسالة عاجلة، خصوصا من تتطلب طبيعة أعمالهم إدامة التواصل مع مؤسساتهم، وفي بعض الأحيان، يدور حوار طويل بين شخصين من المجموعة لا علاقة للآخرين به، مع أن “المنطق والذوق” يتطلب أن يكون هذا الحوار ثنائيا بينهما ودون “واسطة” المجموعة.
ويذهب إلى أن بعض المجموعات أنشأت لتكون مجموعات “متخصصة” في موضوع معين أو للتواصل ضمن الإختصاص وإرسال المواعيد والتبليغات والقرارات. إلا أن من “أعضائها” من يصر على أن يرسل كل شيء يصله، ما يحرم بعض زملائه من الانتباه والاطلاع على رسالة “مهمة” فقط، لأنها ضاعت بين عشرات الرسائل عديمة الفائدة، وليست ضمن اختصاصات أعضاء المجموعة، أو الهدف الذي أنشات من أجله.
إلى ذلك، قد لا يرغب البعض في الانسحاب من “المجموعة” ليس حرصا على الفائدة بل مجاملة “للأصدقاء” الأعضاء الذين أضيفوا إليها على غير رغبة منهم في كثير من الأحيان. ويلجأ البعض الى فتح “الرسائل” دون قراءتها، فقط ليكون مشاركا، أو متفاعلا شكلا مع الآخرين، وفق سرحان.
ويتابع، إضافة إلى أن الاستخدام الخاطئ يعني “إضاعة الوقت” أو “قتله” عمدا، فإن ذاكرة الهاتف تمتلئ بسرعة مما يبطئ عمله أو يجعله يتوقف عن أداء بعض المهمات. مما يستوجب على صاحبه “تفريغ الذاكرة” أو شطب جزء من محتوياتها وما تم تخزينه، وهي عملية تستغرق وقتا، وقد تؤدي إلى فقدان بعض المحتوى الهام. ويبقى الاستعمال الصحيح يحفظ الوقت، وفعالية وسيلة الاتصال والتواصل.