عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Nov-2019

شرعنة المستوطنات ... وتــوقيتــهــا - نسيم عنيزات

 

الدستور- أربك الإعلان الأمريكي الأخير بخصوص المستوطنات الإسرائيلية التي اعتبرتها بانها لم تعد غير متسقة مع القانون الدولي العديد من دول العالم خاصة في هذا التوقيت الذي يعيش العالم على ازمات وتحديات كثيرة أبرزها الملف الإيراني الذي يزداد تعقيدا كل يوم بعد إلغاء الولايات المتحدة الاتفاق النووي معها الذي سبب احرجا كبيرا للاتحاد الاوروبي .
 كما جاء القرار الاخير أيضا بنفس السياق دون النظر لشركائه الاوروبيين الذين سارعوا بإدانة القرار على لسان اتحادهم الذي دان سياسة إسرائيل ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان إن «موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة واضح ولم يتغير: كل الأنشطة الاستيطانية غير شرعية بموجب القانون الدولي».
كما سبب القرار تحديا جديدا أمام الاردن في موضوع الملف الفلسطيني بعد أن رفض القرار واعتبره مخالفا للشرعية الدولية .
ان الإجراءات الأمريكية الأخيرة يبدو أنها تصب لمصلحة رئيس الوزراء الفلسطيني نتن ياهو لمنحه فرصة جديدة وابرة اخيرة للحياة مع اقتراب انتهاء مهلة خصمه الانتخابي الجنرال يني غانتس في تشكيل حكومته والتي ستنتهي اليوم الاربعاء .
وبالعودة للاردن الذي يبدو ان هذا القرار شكل تحديا جديدا الذي يسير ويسعى ضمن حقول من الألغام في هذا الملف خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية الى القدس واعتراف ترامب بانها عاصمة لإسرائيل وذلك ضمن خطة أمريكية لتنفيذ مبادرة السلام او ما تعرف بصفقة القرن التي أيضا تعتبر الاردن الخاسر الأكبر إضافة لفلسطين حيث تتحرك الأولى شبه وحيدة في هذا الملف الذي يزداد تعقيدا كل يوم في ظل استعدادات نتنياهو أيضا لضم منطقة غور الأردن وبسط السيطرة عليها.
 بعد أن أعلن عن ذلك في وقت سابق ضامنا سلفا الدعم والموافقة الأمريكية اذا لم يكن اصلا حاصلا على الضوء الأخضرمسبقا.
 يبدو من خلال هذه المسارات والاجراءات الأمريكية انها سائرة في فرض صفقة القرن وتقوية الموقف الإسرائيلي من خلال منحه نقاط قوة إضافية كل حين وإضعاف الموقف الفلسطيني تمكنه من فرض شروطه في حال الجلوس على طاولة النقاش او البحث لا المفاوضات لفرض أمر واقع على الفلسطينيين والاردنيين.
كما يبدو أن ترامب يغازل أيضا ناخبيه وقاعدته اليمينية المتطرفة لدعمه في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها نهاية العام القادم بعد أن فقد الكثير من الأصوات لدى الشعب الأمريكي بعد الضغوط التي يتعرض لها من مجلس النواب والإعلام الذي ينظر إلى أغلب قراراته بانها متسرعة ولا تصب في المصلحة الأمريكية وتعارض المبادئ التي تنادي بها بلاده خاصة الحريات والمحافظة على السلم إضافة إلى العديد من القرارات كالجدار مع المكسيك لمنع دخول اللاجئين والملف السوري والتركي والعراقي والصين وكوريا ناهيك عن ملفاته الداخلية التي لم تنتهِ منذ اليوم الأول لرئاسته ولغاية الآن لذلك فإنه يسعى أيضا إلى لفت الأنظار وتخفيف الضغوط عنه أيضا.