عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2019

علم إنذار - تل لیف رام
معاریف
الغد- ظاھرا، بدت التقدیرات الاستخباریة للجیش الإسرائیلي في السنوات الاخیرة على الدوام ذات الشيء، التھدیدات الكبرى في الشمال حیال حزب الله، تثبیت الوجود الإیراني في سوریة واحتمال التصعید في الساحة الفلسطینیة، ولا سیما حیال قطاع غزة. اما الفوارق بین تقدیرات الوضع الاستخباري على مدى السنین فیجب أن نبحث عنھا في البنود الصغیرة. فرغم انھم في شعبة الاستخبارات رفعوا في السنة الماضیة أیضا علما أحمر في كل ما یتعلق باحتمالات التصعید في الساحة الفلسطینیة، والتي تحققت بشكل جزئي فقط، فإن احتمال المواجھة في قطاع غزة حیال حماس ھذه السنة یرتفع درجة.
ان سیاقات التصعید في القطاع یمكن ان نلاحظھا في المیدان، حتى دون فھم عمیق لسیاقات
الاستخبارات. ثمة لذلك بضعة اسباب، ومنھا الانتخابات في إسرائیل، الربیع الذي على الابواب وارھاب النار الذي من المتوقع ان یتجدد. السیناریو معروف مسبقا. الحل السیاسي لا یلوح في الافق، والفھم في إسرائیل ھو أن حملة مسیرات العودة لن تتوقف الا في واحد من الشرطین التالیین – مواجھة عسكریة تكون بعدھا تسویة جدیدة، او تقدم سیاسي.
في الظروف الحالیة، المواجھة العسكریة أقرب من أي تسویة اخرى. إسرائیل تمتنع عن اتخاذ القرارات، لا في المستوى السیاسي ولا من حیث طریقة العمل العسكریة، وعملیا تشتري الھدوء
من اسبوع لأسبوع فیما أنھ في الشرط الاساس لا یوجد تغییر. من جھة اخرى تتخذ إسرائیل ردودا عسكریة خفیفة، مثل اطلاق قذیفة دبابة نحو موقع فارغ لحماس بعد اطلاق قذیفة ھاون
على الاراضي الإسرائیلیة. بالمقابل، المسیرة السیاسیة عالقة تماما.
في الوضع الذي علقت فیھ إسرائیل، فإن كل منحة طیبة في صالح حماس ستبدو، وعن حق، كابتزاز تحت التھدید. بالتأكید في فترة الانتخابات، حین لا یكون بوسع رئیس الوزراء أن یسمح لنفسھ بأن یبدو كضعیف حیال حماس. من جھة اخرى، لیس لإسرائیل رغبة في التصعید، وبناء على ذلك متدرجات الرد المنخفضة للجیش الإسرائیلي أیضا.
ولكن التقدیر الاستخباري ھذه السنة یشخص أیضا تغییرات في الساحة الشمالیة. حریة عمل إسرائیل في سوریة وان كانت قلت بسبب التدخل الروسي، ولكنھا لم تنتھي. القسم المتبقي
مفتوحا یجلب معھ مخاطر اكثر لردود فعل من جانب إیران وحزب الله على الھجمات المنسوبة للجیش الإسرائیلي.
وكما نشر ھنا قبل نحو شھر، فإن حزب الله وإیران یطوران قدرات أیضا عبر عملیات قوات المیلیشیا القادرة على ان ترد بعملیات محدودة ضد قوات الجیش الإسرائیلي أو بإطلاق النار نحو الاراضي الإسرائیلیة. احداث من ھذا النوع یمكنھا ان تقع بنار صاروخیة نحو إسرائیل او بتنفیذ عملیة على طول الحدود، في محاولة لاستقرار معادلة ردع حیال إسرائیل. في إسرائیل لا یساومون. حیال كل خرق تستخدم إسرائیل قوة عسكریة ذات مغزى مثلما كان اغلب الظن ھذا الاسبوع أیضا. في محادثات غیر رسمیة یقول مسؤولون في الجیش الإسرائیلي انھ محظور علینا ان نسمح لأنفسنا بان یصبح خط الحدود في الشمال مثل ذاك في الجنوب.
في التقدیر الاستخباري للجیش الإسرائیلي، فإن الاحتمال لمواجھة عسكریة ذات مغزى حیال إیران، سوریة أو حزب الله، لیس عالیا على نحو خاص. ولكن في شعبة الاستخبارات یشیرون إلى امكانیة معقول لان تقع في السنة القادمة في الشمال ایام قتالیة، محدودة في حجمھا ولكن ما تزال لقوى اعلى من المواجھات السابقة التي كانت على طول الحدود في السنة الاخیرة. في الجیش الإسرائیلي یقدرون بان في حزب الله أیضا وفي قوة القدس لا یریدون الوصول إلى تصعید ذي مغزى حیال إسرائیل، ولكن یفھمون بان ھناك نقطة توازن لا تسمح لھم بالتجلد بسبب المس المتراكم بكرامتھم ومحاولة بناء معادلة ردود فعل حیال إسرائیل.