عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Mar-2020

«راجعين يا هوى» عمان.. «الرحم والملاذ».. طلعت يا محلا نورها..

 

عمان - الدستور-  محمود كريشان - نعم.. انا من عمان، وقد عشت طوال حياتي فيها.. وقد التصق ردحا من العشق، في كافة معالمها.. فنادقها.. حاناتها.. مقاهيها.. مطاعمها.. حتى بسطاتها الشعبية التي تحتل ارصفتها «عنوة» يعرفها.. 
 
بصراحة أكثر.. تصعلك أكثر مما ينبغي في روابيها.. للدرجة التي لم يتبقى لديه أي متسع للبحث عن مغامرة جديدة.. ابدا ومطلقا.. لأن وسط المدينة أصبحت على مرمى عشقنا بكافة.. بل وبأدق تفاصيلها.. الليل وآخره..!
 
الآن.. نحن في نفق، سنخرج منه بإذن الله بسلام.. وستعود عمان إلى ضجيجها المعهود.. سنستعيد صوت «رضا» في مطعم فلافل فؤاد: «اللممزوعة عليها شطة».. وسننتشي بعطر وسط البلد بعد الحلاقة في صالون البوري «ابوبندلي» على وقع الكالونيا وننتعش.. ونتمشى في شارع فيصل.. ونتوقف عند رائحة الصحف والكتب لدى كشك حسن ابوعلي للثقافة العربية.. نص وقية «ناعمة».. قطر زيادة!..
 
سنعود.. بإرادة الله.. وستعود عمان للسهر البريء القشيب.. في «بيترو» الذي يطلق عليه الندامى «نفق الحدادة» كون له مدخلين.. وإلى الكت الكات وزوربا والشرق والأوبرج.. وفيروز تصدح في سماء المدينة: عودك رنان.. وقس على ذلك!..
 
سنرى وجيه عمان وأنيقها «عمران الذهبي» مبتسما على باب المتجر العريق «الذهبي للساعات» يسألنا عن أخبار النادي الفيصلي ولا يقطع الحديث الشيق سوى الناس الطيبة الذين يدلفون إلى متجره ممن كبى حظهم وقد عرف فقراء المدينة طريقهم إلى رجل الخير في عاصمة المحبة «الذهبي»..
 
يا سيدي.. سنعود ونرى مدير الإذاعة الأردنية  الأسبق مازن المجالي، يدلف بقالة عوني قنعير لشراء مقتنيات ما.. لبنة وزيتون.. وفي أحيان أخرى «مقدوس».. سيكون النادل اللطيف «ابوالقيس» في الاستقبال.. شو حاب تسمع؟.. ودك فارس عوض.. عمان يادار المعزة والفخر.. وإلا ودك فيروز: عمان في القلب؟.. واذا بدكم بحط «هذي بلدنا ما نخون  عهودها»..؟
 
يله.. على وسط البلد.. نشاهد «صمير» بائع اليانصيب، موضع اهتمام المتسولات اليافعات!.. وجلسات «تحضير الأروح» التي ضم القاضي المتقاعد والمليونير الوهمي ولاعب الكرة المعتزل في الستينيات وبكل تاريخه الكروي لم يسجل سوى هدفا واحدا.. المشكلة انه قد تبين لحكم الراية ان الهدف تسلل ولم يتم احتسابه!..
 
ذلك دون أن نغفل عن معلم المدرسة «الأردني» المغترب في دولة نفطية ويقضي إجازته السنوية في مهبط عشقه «وسط المدينة» ويكون فريسة للمتسولين، وأن جاز التعبير الناس الغلابى.. للدرجة التي جعلت ذلك المعلم المدرسي يشفق على النادل ويمنحه (٥٠) دينار من اجل ابنة النادل في الرسوم الجامعية، قبل أن يكتشف أن النادل «مقطوع من شجرة».. وغير متزوج!..
 
على كل حال.. عمان حكايات تطول، وليل لا ينتهي، وحب عذري سيبقى يرسم أطيافه في قلوبنا.. وسنعود..  وكلنا حنين.. على رأي صاحبة الصوت الملائكي ماجدة الرومي.. وللحديث بقية..!..