عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2019

التنّــمر كمشكلة اجتماعية - تربوية

 

 المحامية منال شحادة
الدستور- في الفترة الأخيرة كثيرا ما يتردد على مسامعنا كلمة التنّمر فما مفهوم التنّمر؟ يعد التنّمر احد السلوكيات العدوانية غير المرغوب فيها وهو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعه نحو فرد قد يكون جسديا او لفظيا وعلى الأغلب يعتمد التنّمر على القوة فالشخص ذو القوة الأكبر يحول السيطرة والاستقواء على من هو أضعف منه بأساليب عدوانية مختلفة كاستخدام الألفاظ البذيئة والسيئة أو استخدام الألقاب أو استخدام الايذاء الجسدي بالضرب والركل أو التحرش الجنسي أو التمييز العنصري.. و قد يحدث التنّمر في المدارس أو في العمل أوالشارع، وفي وقتنا الحالي يحدث ما يسمى التنّمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل.. إن ظاهرة التنّمر أكثر انتشارا في المدارس ويستخدم فيها الطفل قوته البدنية أو ما يملكه من معلومات محرجه عن الطرف الآخر للسيطرة عليه أو إلحاق الأذى به أو استخدام قوته بضرب من هو أضعف منه بهدف السيطرة  ولفت الانتباه وجذب الآخرين وكسب محبتهم... ومن الملاحظ أن ظاهرة التنّمر في المدرسة أخذت بالتوسع حتى وصل الأمر إلى استخدام الطلاب الأسلحة في فرض القوة وإلقاء الخوف والرعب في قلب زميله كما أن التنّمر أيضا موجود في العمل فرب العمل يسيطر على عماله وتهديدهم الدائم بالفصل أو خصم من الراتب وغيرها..ناهيك عن التنّمر السياسي فالدول الكبرى تحاول السيطرة على الدول الصغرى واستغلالها اقتصاديا.
التنمر الإلكتروني
أما التنّمر الإلكتروني فهو الأكثر انتشارا في وقتنا الحالي وهو يشبه التنّمر الموجود في المدارس وهدفه فرض السيطرة على الطرف الضعيف واستغلاله لمصالح شخصية وقد انتشرت هذه الظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي هدفها الاذية والعنف، ويقوم المتنّمر باستخدام هوية الضحية على مواقع التواصل والعمل على تشويه صورته والإساءة له أو إرسال صور وفيديوهات غير أخلاقيه للطرف الآخر أو قيامه بسرقة حساب الضحية والتطفل على خصوصياته الشخصية، وكما يقوم المتنّمر بتهديد الضحية وابتزازه وتهديده بنشر صوره أو نشر المعلومات الشخصية الخاصة به وإلحاق الأذى به في منزله أو عمله أو حياته.
ما أسباب التنّمر..
إن أسباب التنّمر.. أن المتنّمرين أنفسهم كانوا ضحايا التنّمر في المنزل أو من قِبل زملاء لهم، وقد يكون الشعور في الرغبة بالسيطرة ولفت الانتباه سببا آخر للتنّمر كما أن الغيرة لها دور في هذه الظاهرة.
أما الحلول المقترحة للحد من هذه الحالة فيكون بالمشاركة في حالة شَعر الأهل بأن  أحد أفراد الأسرة متنمر أو يتعرض للتنّمر، لذلك فلابد من التحدث معه وتوعيته للأمر.. كما أن للمدرسة دورا كبيرا بتوعية الطلبة، أما فيما يتعلق بالتنمر الألكتروني فيكون التخلص منه بالمحافظة على المعلومات الشخصية والصور الشخصية بعيدا عن متناول الجميع ولابد من الاطلاع على القوانين التي تشمل مواقع التواصل الاجتماعي وكيفيه مقاضاة المتنّمرين ويجب على الضحية عدم إظهار الخوف أو الضعف أمام المتنّمر و الاحتفاظ وتصوير جميع الأعمال التي قام بها المتنّمر من أجل مقاضاته ومراجعه المراكز الأمنية المختصة، من المهم تثقيف جميع أفراد المجتمع من الأطفال والمعلمين والوالدين بطبيعة التنمر، وآثاره وكيفية العمل على منعه في المجتمع.