عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2020

اختبار العلاقات بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية

 

افتتاحية - كرستيان سيانس مونيتور
في ظل التنبؤ بحدوث موجات متتالية من الهجرة الناجمة عن الركود المتصل بانتشار فيروس كوفيد-19، قد تظهر الولايات المتحدة اهتماما متزايدا ازاء تقديم يد العون لجيرانها.
حتى قبل أزمة الفيروس التاجي، كان لأمريكا اللاتينية أبطأ نمو اقتصادي في العالم. أما في الوقت الراهن، تعتبر هذه القارة النقطة المركزية لحالات الاصابة الجديدة بفيروس كوفيد-19. وهذا المزيج من المشكلات يقود المنطقة إلى الركود الحاد. على سبيل المثال، من المتوقع أن ينخفض اقتصاد المكسيك بنحو 20% هذا العام. ولا عجب أن معظم المهاجرين الذين عبروا الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة في الاونة الاخيرة كانوا رجالًا مكسيكيين عازبين يبحثون عن عمل.
 
في غالب الاحيان، يُنظر إلى معاملة واشنطن لعابري الحدود على أنها اختبار لكيفية تعاملها مع أمريكا اللاتينية. في عهد الرئيس دونالد ترامب، كانت المعاملة صارمة، بل حتى قاسية في بعض الأحيان، في منع العبور. بعد التدفق الكبير للمهاجرين العام الماضي – كان معظمهم من عائلات تعيش في دول أمريكا الوسطى - أدت سياسة ترامب الجديدة في صد المهاجرين إلى تقليص عدد المعابر غير القانونية بمقدار النصف تقريبًا. وهذا هو الاساس الذي تقوم عليه حملته الانتخابية الجديدة.
ومع ذلك، يتوقع العديد من الخبراء الاقتصاديين حدوث موجات هجرة أكبر من أي وقت مضى مع تعمق الركود في قارة أمريكا اللاتينية. ومن هذا المنظور، فإن سياسات الحدود الجديدة، بما في ذلك انشاء المزيد من الحواجز المعيقة، قد لا تكون كافية. ولعل الوقت قد حان لأن ترتبط الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية مرة أخرى بعلاقات ودية تليق بدول الجوار. إحدى المبادرات المهمة التي نجمت عن هذه الفكرة هي قرار الإدارة الاميركية في أواخر شهر حزيران بتقديم مساعدة إضافية بقيمة 252 مليون دولار للسلفادور وغواتيمالا وهندوراس. تهدف هذه الأموال إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة - العنف والفساد وضعف الفرص الاقتصادية. وسوف يتم تخصيصها من اجل خلق الوظائف والإصلاحات الاقتصادية وتحسين الأمن. كما تدعم الولايات المتحدة تقديم ما قيمته 5.2 مليار دولار من المساعدات الطارئة لأمريكا اللاتينية من صندوق النقد الدولي.هناك مبادرة أخرى ترمي الى معالجة الأسباب الجذرية ألا وهي إطلاق الاتفاقية التجارية الجديدة لأمريكا الشمالية في اليوم الاول من شهر تموز- اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. تتوق المكسيك بشدة للاحتفال بهذه «الاتفاقية التجارية الجديدة» لدرجة ان رئيسها، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، سيبدأ رحلاته الرسمية الى الخارج بزيارة البيت الأبيض يومي 8 و 9 من شهر تموز. ففي ظل انخفاض التحويلات المالية من المكسيكيين العاملين في الولايات المتحدة، يعول السيد لوبيز أوبرادور على المعاهدة الجديدة لتعزيز الاستثمارات الاتية من الولايات المتحدة وإنعاش اقتصاد المكسيك. وفي اشارة الى حدوث تحول في العلاقات الثنائية، قال السيد أوبرادور إن خطاب ترامب تجاه المكسيك أصبح يتسم بمزيد من الاحترام.إن ما يحدثه الوباء من تداعيات عابرة للحدود يجبر جميع الاطراف على إعادة التفكير في الحدود المادية والعقلية بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. إذا ظهرت موجة جديدة من الهجرة، سيكون كلا الطرفين بحاجة إلى مزيد من التعاون.