عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Dec-2019

أنقذوا الأرض من الانحباس الضميري* رمزي الغزوي
الدستور - 
لست مع تلك الصرخة الانهزامية التي أطلقها واحد من المتعبين، ذات وجع كبير: أرجوكم أوقفوا هذه الأرض، أريد أن أنزل. لست معه أبداً لأنني أؤمن أن هذه الأرض هي بيتنا الأوحد الوحيد، وليست حافلة عابرة نطرق شباكها، إذا ما أردنا النزول، في أي وقت نشاء.
إنها أمنا ومهدنا وقبرنا ومعاشنا ودربنا وحلمنا. ولكني في ذات الوقت، لست متفائلاً بنتائج قمة المناخ التي انطلقت قبل يومين في العاصمة الإسبانية مدريد لحماية كوكبنا الأزرق من خطر الاحتباس الحراري، وتفاقم كميات ثاني أكسيد الكربون في سمائها والتغيرات التي طرأت على مناخنا.
أتذكر الزميل عماد حجاج عندما أبكانا بكاريكاتير غاية في الإحساس والمسؤولية الإنسانية، حين رسم الأرض ككرة من الشمع تتهطل منداحة على شكل دموع طويلة، بعد رفعنا درجة حرارتها وخربناها بطيشنا نحن بني الإنسان. فإنني في المقابل سأجهش بالضحك المر عند النتائج التي ستتمخض عنها قمة المناخ.
كالعادة سينتج عن القمة، التي تغيب عنها أمريكيا، اتفاقية غير ملزمة لمواجهة الظاهرة المناخية المعقدة التي تهدد الحياة على سطح الأرض، هذه الإتفاقية التي وصفت في السابق بأنها الأسوأ في التاريخ، ووصفته مجموعات دولية أخرى بأنها محرقة على أفران الغاز الأوروبية والأمريكية، فيما سترحب بها أوروبا وتتجاهلها الصين، وستطعن فيه دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
أي أن أغنياء العالم، الذين ينتجون غالبية ثاني أكسيد الكربون الذي سبب برفع درجة حرارة الأرض، سيتخلون عن واجبهم الأخلاقي بالشكل المطلوب. إنهم لوثوا الارض ويريدون أن يتنصلوا من تبعيات هذا الوجع الارضي.
أعتقد أن الأرض ليست بحاجة إلى طقس قممي بروتوكولي يتمثل في قمم مناخية ومؤتمرات لخفض درجة حرارتها درجتين مئويتين، والتغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري، بالقدر الذي تحتاج فيه (مناخ قمة) أممي وعالمي يسهم في أن يتحرر الضمير الإنساني من محبسه وقمقمه، إننا لم نعانِ انحباسا حراريا بقدر ما نعاني انحباسا ضميريا، لأن الإنسان بلا ضمير، يضر حتى نفسه. فهل يستطيع الطب الحديث والعلم المتسارع زراعة ضمير جديد؟!. ومع هذا، ما زلت أرفض أن أطرق زجاج الحافلة، لأقول أريد أن أنزل!.