عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2019

المطلوب من الحكومة في “سنة غلال” ومطر كريم*باسم سكجها

 jo24-تشغل الحكومة نفسها في "الأضرار” التي جاءتنا من ماء السماء، وتُشكّل اللجنة بعد اللجنة من أجل تعويضات المتضررين فحسب، وهذا مهمّ بالطبع، ولكننا لم نشهد حملة وطنية للاستفادة من المطر الذي ما زال ينهمر علينا، مُعلنا لنا بأنّها: سنة غلال.

ما شهدنا من مطر لم يأتنا منذ زمن بعيد، وذلك ما ينبغي أن يكون موضع استغلال ايجابي لا موقع استهجان، والبحث عن حلول له، فالله سبحانه يقول لنا: خذوا من خيراتي يا بشر عليكم يا استغلالها حتى آخر الممكن، من السدود والمياه الجوفية، والزراعات لصيف هذا العام، وخريف وشتاء العام المقبل.
أنا مزارع بالصدفة منذ سنوات قليلة، وأدير مساحة لا تصل إلى الدونمين من الأرض، وبصراحة فإنّ الماء الذي جاءنا لم نشهده من قبل، وأظنّ أنّ ذلك يُعمّم على أنحاء البلاد الأردنية، وما زلنا بالطبع في منتصف الموسم المطري، وأندم شخصياً لأنّني لم أزرع أكثر، ولكنّني أعرف أنّ باستطاعتي الآن الزراعة، فالأرض أصلاً مرويّة بشكل استثناني، والخير في الآتي أكثر.
نحنّ نُضيّع وقتنا الآن في الكلام، والحديث غير المثمر، ولا يعجبني أن تدعوا الوزارات والدوائر الناس الآن إلى بناء الآبار المنزلية لحصد المياه فتلك رسالة متأخرة، لأنّ من سيبني اليوم لن يدرك المطر الآتي، وكان من الواجب بدء حملة وطنية للارشاد بالزراعات التي تستفيد من الماء المنهمر والمخزّن في السدود وفي الأرض.
الانتباه إلى الزراعة واجب حكومي، ليس للتعويض عن خسائر قليلة من تسييل سدّ فاض لأوّل مرة في تاريخيه فحسب، بل للفتّ انتباه المزارعين بأنّ هذه سنة "غلال” كما كان يقول الأجداد، وأن تدعمهم بكلّ ما كان يؤرقهم ليل نهار من تأجيل ديون وقضايا تنفيذية، وتفتح لهم من الآن الأسواق الخارجية لتسويق مزروعاتهم الصيفية، وللحديث بقية