عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Aug-2020

المخــــــرج الـــوحيـــــــد - عوزي برعام
 
توجه بنيامين نتنياهو برسالة وقحة للمستشار القانوني للحكومة للدفاع عنه من القتل ومن أشخاص محتملين يمكن أن يضروا به. يعرف نتنياهو أن يغئال عمير ويونا ابروشمي وعامي بوبر ترعرعوا في أصص اليمين، مثل يعقوب تايتل الذي اراد اغتيال زئيف شترنهل. هو المحرض والمقصي، الذي أهدر لسنوات دماء معارضيه، وهو يتجرأ على التلفظ باقوال قاسية ضد افيحاي مندلبليت، المهدد أكثر منه. بعد أن حرض اجزاء من الجمهور ضده، الآن يهدر دمه. يدور الحديث عن شخص عديم الحدود، يحول كل منتقد ومعارض الى عدو.
يصف رئيس الحكومة المتظاهرين بـ «الفوضويين» الذين يعادلون ربع مقعد، ولكنه مخطئ. يشمل الاحتجاج الكثير جدا من الاشخاص. من يتظاهر على مفترقات الطرق وشهد صفير التأييد يعرف أنه وقع شيء ما في إسرائيل. لا يعرف نتنياهو كيف يرفع عن نفسه الاحتجاج، ويعتقد أن حملة انتخابات ستخرج الى الشوارع مؤيديه المختبئين. هو يعرف أن مؤسسة ضخمة لشركات حكومية وتعيينات ستقف الى جانبه، حيث إن ضائقته هي ضائقتهم.
من وجهة نظر نتنياهو ليس امامه خيار آخر، عليه أن يذهب الى انتخابات قريبا. هناك من يطورون اوهاما غير واقعية بالنسبة لخطواته، لكن من ليس لديه موانع اخلاقية لينتهك اتفاقا سياسيا موقعا، ليس لديه ايضا موانع اخلاقية لاعطاء الاولوية للمصلحة الذاتية على الصالح العام. لا يجب أن نعطي اهمية لافعاله، مثل تأييده لمشروع قرار عضو الكنيست تسفي هاوزر، بتأجيل موعد تقديم الميزانية. هذه فقط مناورة اخرى استهدفت تشويش الجمهور، بحيث لا يفهم معنى خطواته. يقود نتنياهو بلا خجل سياسة تحايل دائمة، ليس لديها رد مناسب، لأنه لا يوجد سياسي يفكر مثله.
اجل، ليس لدي شك تقريبا بأن الانتخابات سيتم تقديمها، إلا اذا وجد أشخاص منشقون لملء الصفوف. ليس هناك احتمال حقيقي لسن قانون شخصي ضد نتنياهو في الوقت الذي فيه رئيس الكنيست هو ياريف لفين الذي في جعبته طرق كثيرة لتأجيل كل نقاش. نتنياهو يخاطر، حيث إن الانتخابات في هذا الوقت من شأنها أن تؤدي الى ضموره السياسي، وليس بالتحديد الى انتعاشه. هو قد يخطئ لأنه ليس بالامكان توقع إبعاد وباء «كورونا» أو اضرار الازمة الاقتصادية. كل ذلك سيشجع الاحتجاج العام الذي سيزداد رغم مظاهر العنف التي ستظهر مقابله.
القرار الشخصي والمجنون للذهاب الى انتخابات سيوقع الدولة في معركة صعبة، لكن الرغبة الجارفة لإحداث تغيير في الحكم لا تنبع هذه المرة من خصومات قديمة وطويلة. هي نتيجة مبادرات جديدة وواعدة لجمهور يرى الفساد الحكومي، والكذب الفاضح ويريدون وقفه.

«هآرتس»