عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2019

120 قبل الحسم، 107 صاف - التحریر أسرة
ھآرتس
أقوال رئیس الدولة رؤوفین رفلین الذي وقف ضد الخطاب غیر المعقول الجاري مؤخرا بالنسبة
للجمھور العربي، مثلھا كمثل رشق حقنة اكسجین للأجواء العامة في إسرائیل، التي سممھا
رئیس وزراء وفقد كل لجام في كفاحھ لتثبیت حكمھ. ففي الاطار التحریضي العنصري والمناھض للدیمقراطیة الذي حبس فیھ بنیامین نتنیاھو مواطني إسرائیل، فإن الحقائق الدیمقراطیة الاساسیة التي اطلقھا رفلین أول أمس في الخطاب الذي القاه في مؤتمر ترومان فيالجامعة العبریة، تعتبر  خارج الاجماع ومن شأنھا أن تسجلھ مرة اخرى كطابور خامس.
ولكن رفلین بالإجمال ذكر ما كان ذات مرة أمرا مسلما بھ: ان من واجب دولة إسرائیل أن تكون یھودیة ودیمقراطیة ”بكل معنى الكلمة“، وانھ ”لا یوجد مواطنون من الدرجة الاولى ولا یوجد
مقترعون من الدرجة الثانیة“. فأمام صندوق الاقتراع سنكون كلنا متساوین، یھودا وعربا. في الكنیست سنمثل جمیعنا“. ولعار نتنیاھو، فإن الایمان بالألف باء الدیمقراطي یعتبر في إسرائیل فعل خیانة تقریبا.
ان التحریض الاجرامي لنتنیاھو ضد المواطنین العرب ونزع الشرعیة عن تمثیلھم السیاسي وعن الارتباط السیاسي بھم، لیس فقط عنصریا. فھو استراتیجیة سیاسیة ھدفھا التخریب على
امكانیة تغییر الحكم. یسعى نتنیاھو لأن یغرس في اوساط الجمھور الفكر المشوش في أن 120
نائبا ھم مثابة العدد قبل الحسم، حیث ینبغي أن یحسم منھ عدد الاحزاب العربیة لغرض الحصول على العدد الصافي من المقاعد التي منھا شرعي تشكیل الائتلاف. وحسب ھذا الفكر، ففي الكنیست الحالیة مثلا یوجد صافي 107 مقاعد شرعیة.
بھذا الشكل المشوه یرتب نتنیاھو لمعسكر الیمین تفوقا عددیا بنیویا. إذ ان جماعة الانتماء
السیاسي للعرب، بحكم كونھم أقلیة تتعرض للتمییز، ھي، في التقسیم الإسرائیلي الفظ، الیسار.
حین یقول نتنیاھو عن بیني غانتس ویائیر لبید ”انھما یستندان إلى كتلة مانعة من الاحزاب العربیة التي تعمل على تصفیة دولة إسرائیل“، یجب أن نتذكر بأنھ لا یفكر حقا بأن الاحزاب العربیة تعمل على تصفیة إسرائیل. فھو یكذب وفقا لاستراتیجیتھ السیاسیة كي یحقق ھدفھ: ان یخرج من اللعبة الدیمقراطیة الشرعیة امكانیة احزاب الوسط والیسار خلق ائتلاف مع الاحزاب العربیة او اعتماد على تأییدھا من الخارج.
من ھذه الناحیة فإن تعاون غانتس، لبید ورفاقھما في المعسكر مع نزع الشرعیة عن النواب العرب ھو لیس فقط مناھضا للدیمقراطیة بل وعدیم الحكمة أیضا، إذ انھ یربط ایدیھم سیاسیا.
إسرائیل بحاجة إلى معارضة اخلاقیة في وجھ سیاسة التمزیق الخطیرة التي یتبعھا نتنیاھو.
طالما خاف خصومھ السیاسیون من طرح بدیل تكون فیھ الاحزاب العربیة اعضاء مرغوبا فیھم، فإنھم لن یكونوا فقط عالقین في المعارضة بل وسیكونون جدیرین بھا.