عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Mar-2020

رئيس وزراء الرذاذ الاحتفالي - شمعون شيفر

 

يديعوت أحرونوت
 
كانت لحظة مؤثرة لا تنسى: فالرذاذ الاحتفالي من كل الألوان هبط على رأسي الزوجين نتنياهو اللذين وقفا متعانقين يلوحان باياديهما نحو الجمهور الغفير الذي تجمع ليلة بين الإثنين والثلاثاء كي يحتفل معهما بالنصر في الانتخابات. والآن، بالكاد بعد ثلاثة أيام، يتبين الرذاذ الاحتفالي هذا كشيك بلا غطاء.
مكن الافتراض، وهذا ليس تخمينا منفلت العقال، بانه بعد النتائج النهائية لن ينجح نتنياهو في تشكل حكومة برئاسته. فهو عالق مع 58 مقعدا من الكتلة التي سارت معه في الحملتين الانتخابيتين السابقتين في نيسان (أبريل) وفي ايلول (سبتمبر)، ودون قدرة حقيقية على تفتيت قوائم أزرق أبيض، العمل – غيشر – ميرتس أو حتى إسرائيل بيتنا. عندما نضيف إلى هذا القائمة المشتركة، نحصل على الفور على سور منيع من كتلة لا لا يمكن لنتنياهو اقتحامه.
في كانون الأول، عندما تحدى جدعون ساعر زعامة رئيس الليكود، كان هذا تحليلا دقيقا جدا للواقع السياسي: فقد قال في حينه ان نتنياهو ممنوع من كل صوب محتمل ولن ينجح في تشكيل حكومة حتى بعد حملة الانتخابات الثالثة. ساعر لم يكن محقا فقط بل وابدى شجاعة ايضا – وهي بضاعة نادرة في اوساط زملائه الوزراء، الذين واصلوا التزلف والثناء على الزعيم الذي يوجد الان بالضبط في المكان الذي توقع خصمه ان يكون فيه.
لقد سبق أن كان شيئا ما يفطر القلب في ظهور نتنياهو قبل ثلاثة أيام وبزعمه بان “غانتس يحاول سرقة الانتخابات، ويتصدر خطوة تقوض اساسات الديمقراطية”. يجدر بنا أن نذكر نتنياهو بان الخطوات التي هو نفسه وقف خلفها في الأشهر الأخيرة استهدفت تقويض منظومات الحكم عندنا، وهي أجدر بكثير بهذه الأوصاف.
وكانت ايضا رسالة اخرى، كررت نفسها، وعلى ما يبدو بفضل صفحات الرسائل من بلفور: “الشعب منح حصانة لنتنياهو”. إذن هذا هو، ليس صحيحا. ليس فقط لا يمكن للشعب ان يمنح الحصانة من واجب احترام القانون بل هو غير قادر ايضا على تحصين أحد. فالحصانة والتحصن يوجدان لدى جهاز القانون، وجهاز الصحة.
وماذا بعد؟ المقاعد الـ 15 لعرب إسرائيل يجب أن تحسب ابتداء من اليوم كعنصر شرعي في تشكيل الائتلاف، وجديرة بقدر لا يقل عن مقاعد كل حزب تنافس للكنيست. حان الوقت للتوقف عن الخوف من شتائم الناطقين بلسان اليمين، ودعوة الـ 15 نائب من القائمة المشتركة لان يتولوا مناصب في حكومة برئاسة بيني غانتس. وبالنسبة لنتنياهو، كان يمكنه أن يبقي أثرا عظيما لو أنه أعلن عن الخروج في اجازة طويلة حتى تنتهي الاستيضاحات في قضاياه القضائية. بدلا من هذا، انضم هذا الأسبوع إلى شمعون بيرس في قائمة الأشخاص الذين كانوا رؤساء وزراء للحظة حتى نشرت النتائج الحقيقية.