عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Aug-2020

المخرج علي الشوابكة: لا يمكن إقصاء الشعر عن العمل المسرحي

 

أحمد الشوابكة
 
مادبا –الغد-  يرى المخرج المسرحي والشاعر الدكتور علي الشوابكة أن الأعمال الإبداعية سواء في الأدب أو الفن ترتبط دائما بأصالتها وعمق مواضيعها وحجم إضافتها المعرفية وسلامة منهجيتها ورقي لغتها، وقدرتها على تحقيق الإثارة والدهشة؛ فضلا عن حسن معالجتها لمشكلات الوقع الحياتي الذي يلامس وجدان المتلقي.
وأشار إلى أهمية موضوعية الطرح، فهي يجب أن تكون معالجة هادفة وهادئة ومتزنة لكثير من القضايا، والترفع عن الخدش المقصود واحترام أذواق المشاهدين ومشاعرهم والحرص الدائم على التواصل معهم.
وأضاف قائلا “إذا توافرت أعمال مسرحية مرتبطة بالسعي إلى خروجها من دور الجمود والتقليد إلى دور الإبداع والابتكار، ونقل الهموم الجماعية المعبرة بامتلاك الجرأة في الطرح والمعالجة، سيكون المنتج الفني قد أوصل رسالته التي بنيت على أساسها الفكرة للعمل المسرحي”.
وأكد الشوابكة أن قدرة المسرح تمثل روح الشعر وعوالمه للعبور إلى فعل مسرحي بقوة بصرية، ويثبت هذا أهمية مسرحة الشعر من قصيدة إلى عمل مسرحي متكامل.
وأضاف أنه لا يمكن استقصاء الشعر عن العمل المسرحي، فهو مساحة للعبور والجمال والإبداع إلى عوالم فنية، وخصوصا المسرح.
وأضاف الشوابكة أنه في هذه المحاولة التي تجعل من المسرح نافذة للشعر تلامس العبور نحو الإبداعي والجمالي إلى الدراما وعلاقتها بالشعر والكتابة الركحية، التي تسعى لفعل تحقق مسرحي لعوالم شعرية منفتحة على التجريب ولفعل التلقي.
ونوه الشوابكة إلى أهمية التحقق المسرحي وقدرة الشعر أحيانا على إعطاء ملامح نص درامي حواري يمكن من الانتقال إلى التحقق المسرحي، داعيا إلى تأسيس هوية إبداعية للمسرح الشعري، بحيث يتناغم الشعر مع المسرح لخلق فاعلية إبداعية خصبة، وإعطاء المسرح شحنة بصرية وجمالية مؤثرة في فعل التلقي.
ووصف تجربته الإخراجية في المسرح التجريبي “المونو دراما” بأنها تجربة ثرية، وفيها تحد مع الذات، وأثبت مقدرته وإمكانياته على تحمل الأعمال كافة المتعلقة بتدريب الممثل وقراءة العمل والإضاءة والملابس والموسيقى، فالعمل ليس سهلا، بحد قوله.
وقال إن مشاركة العمل المسرحية “هناك في القبو” في مهرجان القاهرة، نال جائزة على الأداء والإخراج وكتابة النص، مشيرا إلى اعتماد هذا النوع من المسرح، الذي يعد أحد الفنون الدرامية، وشكلا من أشكال المسرح التجريبي الذي تطور واتسعت رقعته في الفعاليات والمهرجانات والمواسم المسرحية، لما له أهمية في إبراز المكنون الإبداعي للممثل، وقدرة المخرج على التدريب والتجهيز للعرض.
وأضاف أن الممثل يؤدي دوره صامتا، ويظهر إمكانياته وطاقاته وقدرته على ملء المسرح وتحريك عاطفة المتلقي، لمشاهدة هذا النوع من العروض المسرحية، معيدا بالقول، إن هذا النوع من الفنون يتيح للممثل فرصة لاختبار قدرته الأدائية واستعراضها أمام المتفرج، ويضع مخرج العمل كل إمكانياته، ويبذل جهدا مضاعفا في تدريب الممثل، وهذا ليس سهلا لكنه في الوقت نفسه عمل ممتع.
وعن مشاركته في مهرجان المسرح الصحراوي الذي أقيم في الإمارات العربية المتحدة الذي قدم فيه عرض مسرحي حمل عنوان “زين المها- مهاجى الرمال” من إخراجه وتأليفه، فقد أكد الشوابكة أنها مشاركة إيجابية بما تحمله من معان، معتبراً أن هذا النوع من الفنون المسرحية يعطي شكلا تعبيريا وأدائيا تقليديا لتطور المجتمعات الصحراوية والبدوية.
ويشكل المسرح الصحراوي نقطة مضيئة لمكنونات الحالة الاجتماعية والمعيشية في الصحراء والبادية، ويعطي المسرح شكلاً وحبكة وفضاء رحبا يؤكد الصلة الحيوية بين الإبداع المسرحي والأشكال والتعبيرات الجمالية التي ابتكرتها هذه التجمعات الساكنة في تخوم الصحراء على مدى حقب، وفق الشوابكة.
واعتبر الشوابكة أن المسرح الصحراوي فسحة حقيقية لتقديم المجتمعات الساكنة إبداعاتهم وموروثهم في صوره الإبداعية، تجلب المتفرجين وسط فضاءات البيئة الصحراوية ورملها، وخصوصاً في ما يتعلق بالغناء والسامر والهيجني وعزف الربابة، وهذا جزء من تراثنا الذي نتمسك فيه ونحافظ عليه ونقدمه للعالم، وهذا يستدعي أن تقام مهرجانات لهذا النوع من المسرح الذي يشتمل على كل الإبداع، وإبراز مكنون العناصر البشرية لهذا المنتج الفني.
ويذكر أن علي أحمد حسين الشوابكة كاتب وشاعر وممثل ومخرج أردني، حصل على الدكتوراه في التربية الخاصة تخصص فلسفة التربية/ جامعة القاهرة/ 2015. عنوان الرسالة: “فاعلية برنامج تدريبي مبني على الدراما التعليمية لتنمية مهارات الذكاء الوجداني والتخفيف من حدة المشكلات السلوكية لدى الطلبة المتفوقين بمرحلة التعليم الأساسي في الأردن”.