عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Jul-2021

أزماتُ المنطقةِ.. الملكُ الصوتُ العربيُّ القويُّ الصادقُ الأمينُ

 الدستور-شهادات من واشنطن.. يكتبها رئيس التحرير المسؤول : مصطفى الريالات

الهاشميون حملوا الهمَّ القومي بشرعيتهم التاريخية والدينية والقومية والسياسية
 
حضرت أزمات المنطقة على الأجندة الأردنية – الأمريكية، خلال زيارة جلالة الملك وولي العهد لواشنطن الأسبوع الماضي، وجاءت قضايا المنطقة، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية، في طليعة الاهتمام الأردني، وصدارة أولوياته، فضلاً عن الموضوع العراقي والسوري واللبناني.
 
تحدّث الملك في واشنطن مع الرئيس الأمريكي، والإدارة الأمريكية والكونجرس، بلسان عربي وصوت عروبي قوي صادق أمين، يلخّص ويعرض بصوت كل العرب، بقوة ووضوح، القضايا العربية على الدوام بحكمة وحنكة ورزانة وتوازن، وهو المدافع عن قضايا الأمة المركزية، بما في ذلك القضية الفلسطينية وجوهرتها مدينة القدس.
 
التوجُّه القومي ورسالة الهاشميين توأمان، فقد حمل الهاشميون، بما يمثلون من شرعية تاريخية ودينية وقومية وسياسية، الهمَّ القومي، وقدّموا من التضحيات في سبيل رسالتهم، ما شكَّل ملاحم وبطولات ستظل تتحدث عنها الأجيال على امتداد التاريخ، فالأردن لم يتوانَ عن بذل الجهد لرأب الصّدع بين الأخوة والأشقاء، ولم يتخلّف عن بذل كل الجهود من أجل القضايا والتحديات، التي تعصف بدول المنطقة، كذلك، فقد عمل الأردن دائماً على تحقيق التكامل مع الدول العربية الشقيقة كافة، وخلق الظروف المواتية لاتحاد العرب بخطوات عملية مدروسة وبشكل تدريجي، يتوجّه إلى هموم المواطنين بالمعالجة العملية، وإيجاد الحلول واتخاذ التدابير التي تحقق لهم الرفاه والازدهار، في إطار من التوجّه القومي المخلص الذي يحافظ على الخصوصيات ويعززها، ويحولها إلى عوامل مساعدة على إنجاز الحلم الوحدوي الكبير، بدلاً من أن يجعلها التجاهل عوائق وعقبات في سبيله.
 
في الموضوع الفلسطيني، فقد نجح الأردن بقيادة الملك، قبل زيارة واشنطن، في تهيئة البيئة المناسبة من جهة، والأطراف المعنية من الجهة الأخرى، للعودة إلى مربع الشرعية الدولية، الذي أدارت له الظهر فترة ولاية الرئيس ترامب، وعمدت لترويج صفقة القرن بديلاً عنها، والتي رفضها الأردن وواجهها بصلابة وحكمة الملك.
 
تمهيد الأرضية لعودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة التفاوض، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وأساسها حل الدولتين، جاء من خلال جهد أردني، ونصائح قُدمت للإدارة الأمريكية، بأهمية الدور المحوري للولايات المتحدة، في دفع جهود عملية السلام على أساس حل الدولتين، كسبيل لاستقرار المنطقة، لذا اتّخذت الإدارة الأمريكية خطوات إيجابية فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، كاستئناف المساعدات الأميركية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهو الأمر الذي تم من خلاله تقديم تبرعات إضافية بقيمة 136 مليون دولار، لتصل قيمة التبرعات الأميركية للوكالة هذا العام إلى 318 مليون دولار، وكذلك الإعلان عن إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، المسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين، والتي كانت الممثلة الدبلوماسية لمدة 20 عامًا عن الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية، حتى قرار إغلاقها عام 2019 على يد الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب.
 
إضافةً إلى دعم الشعب الفلسطيني، عبر تعزيز التجارة بين المملكة الأردنية والضفة الغربية، وزيادة الصادرات الأردنية للضفة الغربية إلى حوالي 700 مليون دولار.
 
يرى الأردن أن وصول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إلى حلول تُرضي الطرفين على قاعدة قرارات الشرعية الدولية، من شأنه أن يسهم في تعزيز استقرار المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.
 
ولأهمية الاستقرار في المنطقة، فإن الملك أكد ضرورة دعم جهود العراق في تعزيز أمنه واستقراره، ويقف الأردن مع العراق وشعبه في مواجهة كافة التحديات، ويُؤمن الملك أنه من الواجب تقوية التعاون مع مصر والعراق.
 
استقرار العراق وقوته يُمثّل مصلحة للأردن، فمشاريع التكامل الاقتصادي بين الأردن ومصر والعراق، وتسريع إنشاء المدينة الاقتصادية الحدودية مع العراق، وتوسيع المجالات الاستثمارية ورفع سقف الميزان التجاري، إضافةً إلى ملفات تنموية واقتصادية متعددة، من شأنه أن يُحسّن واقع الدول الثلاث اقتصاديًا، فالتكامل الاقتصادي يشكل خطوة لتحقيق أهداف اقتصادية كبيرة.
 
إنّ العراق من أهمّ الشركاء التجاريين للأردن، وإن عوامل الجوار والخبرات الكافية، تُحتّم علينا وضع آلية جديدة لتطوير العلاقات، وإزالة المعوّقات وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع بين البلدين.
 
التحالف الثلاثي (الأردني المصري العراقي)، يُشكّل مدخلاً مهمًا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول الثلاث، وتعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار.
 
وعن الملف السوري، فإن الأردن يسعى لتقديم الحلول بالتعاون مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي، بهدف عودة سوريا إلى الحضن العربي، فالرؤية الأردنية التي طُرحت في واشنطن، تضمّنت التأكيد على أن التوصل إلى حلول لمساعدة سوريا، سيُساعد المنطقة بأكملها والأردن على وجه الخصوص.
 
إنّ أيّ تقدم إيجابي في العلاقات مع سوريا، يزيد من ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة من جهة، ولانفراجة اقتصادية بين البلدين من جهة أخرى.
 
ولم يغِب الموضوع اللبناني عن أجندة الحوار (الأردني – الأمريكي)، فالملك حذّر من تدهور الأوضاع في لبنان خلال أسابيع، إذا استمر الوضع على ما هو عليه دون انفراج.
 
الشهادة الثــالـثـــــة
 
مشاهدةُ الاهتمام البالغ من الرئيس جو بايدن والإدارة الأمريكية والكونجرس، بجلالة الملك وولي العهد، محلُّ اعتزاز وفخر لدي، وتقدير عالٍ لجهود الملك الخيّرة والمتواصلة، خدمةً لأردننا الغالي وشعبنا النبيل.
 
كما تابعتُ بفخرٍ لقاءات جلالة الملك، بحضور ولي العهد، في مقرّ السفارة الأردنية بواشنطن، والتي تؤكد على الاهتمام الكبير للمسؤولين والقيادات الأمريكية، للاستماع إلى رؤية الملك عن مختلف قضايا وأزمات المنطقة والإقليم، وآليات التوصّل إلى حلول لها.