عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Sep-2019

تسخین متعمد للوضع الأمني - عاموس ھرئیل
 
ھآرتس
في الایام التي یمكن أن یتبین أنھا كأیام الغروب لعھد نتنیاھو یكمن ایضا خطر. لقد بقي للنظام السیاسي حسب القانون اربعة اشھر تقریبا من یوم الانتخابات وحتى استنفاد كل احتمالات تشكیل حكومة جدیدة، قبل أن یعلن، لا سمح الله، عن انتخابات للمرة الثالثة. بعد اسبوعین تقریبا ستندمج دقات الساعة السیاسیة مع ساعة لیست اقل حسما، الساعة القضائیة. محامو رئیس الحكومة سیأتون الى جلسة الاستماع لدى المستشار القانوني للحكومة افیحاي مندلبلیت. القرار المتوقع للمستشار بتقدیم نتنیاھو للمحاكمة على القضایا الثلاثة منفردة سینعكس بالتأكید ایضا على الحسابات التي سیجریھا الطرفان في المفاوضات الائتلافیة. ولكن في الخلفیة ستسمع طوال الوقت دقات ساعة ثالثة، الساعة الامنیة.
التوتر الامني ما یزال جاریا قریبا جدا من السطح. ھناك خطر بأن یستخدم ذلك الآن كذریعة:
تسخین متعمد لساحة من الساحات، امام ایران وحزب الله في الشمال، أو ضد حماس والجھاد الاسلامي في قطاع غزة، یمكن أن یلتھم اوراق المفاوضات بصورة تسرع تشكیل حكومة طوارئ برئاسة نتنیاھو أو حتى سیناریو متطرف، سیستغل لتبریر انضمام اشخاص منفردین یتركون احزابھم، من ازرق ابیض أو العمل.
ظروف امنیة مستعجلة وفرت اكثر من مرة سیاق مریح لتشكیل ائتلاف غیر متوقع. ھكذا أوجد التسخین في قضیة النووي الایراني في 2012 فرصة لنتنیاھو كي یضم الى حكومتھ لفترة قصیرة كدیما برئاسة شاؤول موفاز.
رؤساء جھاز الامن سیحتاجون في الاسابیع القادمة الى اعصاب حدیدیة من اجل عدم الانجرار الى تصعید لاسباب لیست موضوعیة. ھذا السیناریو غیر تآمري وغیر مدحوض. لقد وقفنا على حافتھ فقط قبل نحو اسبوع، كما كشف في ”ھآرتس“ في الایام الاخیرة، لقد حاول نتنیاھو تنفیذ عملیة عسكریة كبیرة في قطاع غزة وأوقف بسبب تحفظات عدد من كبار الشخصیات في الجھاز، وفي الاساس معارضة مندلبلیت، التي استندت الى تبریرات قانونیة. ھل كان رئیس الحكومة سینفذ في نھایة المطاف خطتھ لولا أنھ اصطدم بالمعارضة؟ تصعب الاجابة بیقین. نتنیاھو، بصورة خاصة في فترات ضغط سیاسیة، یمیل الى السعي بصورة موازیة بكل قوتھ الى السیر في عدد من القنوات، في الوقت الذي یبقي فیھ لدیھ عدة احتمالات مفتوحة. مستشار الامن القومي مئیر بن شبات أرسل في یوم الاربعاء الماضي الى رئیس لجنة الانتخابات المركزیة، القاضي حنان ملتسر، من اجل أن یطرح علیھ سیناریو لتأجیل الانتخابات. التبریر المباشر لذلك ھو توجیھات مندلبلیت لنتنیاھو، التي تم دعمھا بصورة موازیة بتصمیم المستشار القانوني على عقد جلسة یحضرھا اعضاء الكابنت من اجل المصادقة على عملیة في غزة (نتنیاھو، ھكذا جاء في معاریف، طلب الاكتفاء بمصادقة ھاتفیة دون أن یطرح فیھا موقف رئیس الاركان افیف كوخافي على الوزراء).
ولكن في الدائرة الاصغر التي قادت حملة اللیكود طرح منذ بدایة الشھر احتمال أن یتم تأجیل الانتخابات في نھایة المطاف بسبب تفاقم الوضع الامني.
التحفظات الامنیة من العملیة التي أرادھا نتنیاھو تمت صیاغتھا بصورة جزئیة نسبیا. ولكن في الخلفیة كان یقف شك عدد من رؤساء الاجھزة الامنیة بأن الاعتبارات لتغییر السیاسات ھي اعتبارات حزبیة في اساسھا. نتنیاھو حتى الایام الاخیرة كان یعرف كیف یبرر بصورة مقنعة الحاجة الى مواصلة سیاسة ضبط النفس والاحتواء التي اتبعھا في غزة خلال سنة ونصف.
الانعطافة الحادة، الى درجة القیام بعملیة والتي من شأنھا أن تؤدي الى حرب، بدت مشكوكا فیھا في ھذا التوقیت، قبل اسبوع من الانتخابات.
لقد كان ھناك نوع من اعادة البث للمواجھة المستمرة بین نتنیاھو ووزیر دفاعھ في حینھ اھود باراك وبین رؤساء الاجھزة في بدایة العقد بشأن مھاجمة ایران. ضبط النفس الذي فرض على رئیس الحكومة الآن یثبت أن الشخصیات الكبیرة حتى لو تم تعیینھم من قبل نتنیاھو، لیسوا بالضرورة من رجال نتنیاھو.
ازاء المعالجة البطیئة لملفات نتنیاھو، والتساھل البارز الذي اتخذه تجاه زوجتھ، یكثرون في الیسار من مھاجمة مندلبلیت ووصفھ كخرقة بالیة وشخص مدعوس علیھ من قبل رئیس الحكومة. فعلیا، یبدو أنھ بسلوكھ في الاسبوع الماضي ساھم المستشار القانوني للحكومة بمساھمة مزدوجة – في انقاذ الدولة من خطر حرب زائدة في القطاع وفي منع المس الكبیر بالدیمقراطیة الاسرائیلیة، لو أن ذلك أدى الى تأجیل الانتخابات.
”جمیعھم یریدون الآن عزو الفضل لانفسھم، لكن البطل الحقیقي الوحید ھنا ھو مندلبلیت“، قال احد الضباط الذي اطلع بأثر رجعي على احداث الاسبوع الماضي. اصدقاؤه قالوا إنھ خلافا لجزء منالتقدیرات التي  طرحت في الصحف، فان رؤساء الاجھزة لم یفحصوا خیار الاستقالة احتجاجا على خطوات نتنیاھو، ”ربما ھذه ھي المشكلة“. وعلى أي حال، حراس العتبة بتشكیلتھم الواسعة قاموا ھنا بدورھم.
في ظروف اخرى، لو تحقق طموح نتنیاھو بتشكیل حكومة من 61 عضو كنیست، لكانت ستكون التداعیات بعیدة المدى، حتى الى أبعد من ضمان حصانتھ وخصي المحكمة العلیا بواسطة فقرة الاستقواء. القیادة العسكریة بشكل خاص ھي حساسة لكل نسمة ریاح سیاسیة. ضباط كبار یتعلمون لتسویة الخط مع الضغط من اعلى، بالتأكید عندما یجد اصدقاءھم المؤشر علیھم كمستقلین أو یساریین، انفسھم في الخارج.
العملیة التي حاول نتنیاھو تمریرھا، وبالاساس وقوف مندلبلیت ضده، ساعدت الجیش على أن یجد من جدید عموده الفقري. على المدى البعید الخطر من أن تحاول الحكومة تعیین المزید من الموظفین الخانعین والمتحمسین لكي یرضوا، مثل مراقب الدولة الجدید متنیاھو انغلمان، حلقت لیس فقط فوق الجھاز القضائي، بل ایضا فوق الجھاز الامني. ایضا لھذا السبب، حقیقة أن نتنیاھو لم ینجح في تحقیق حلم الـ 61 ،یمكن أن تعتبر أنباء جیدة.