عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2020

آن الأوان لتوقف إيران تدخلها في دول المنطقة - عوض الصقر

 

الدستور- تطورات الأحداث الأخيرة على الساحة الأيرانية، سواء مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، أو الاعتراف بإسقاط الطائرة الأوكرانية وتحمل مسؤولية مقتل جميع ركابها، بعد نفي أية علاقة بذلك في بداية الأمر، تشير إلى أن الشعب الايراني بدأ يضيق ذرعا بسياسة الملالي وخاصة فيما يتعلق بعقدة تصدير الثورة الى الدول العربية.. فلسان حال هذا الشعب يقول: أليس من الأولى أن تركز الحكومة الايرانية على الشأن الداخلي ومعالجة الاختلالات الطبقية والاجتماعية والمعيشية المتردية في بلاد تعاني من الحصار والعقوبات الدولية المتزايدة الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشاكل الفقر والبطالة بمعدلات فلكية.
لقد كان الجنرال قاسم سليماني الذراع العسكري الكاسح والأداة القوية في مشروع  تصدير الثورة الذي تبناه الخميني بعد الإطاحة بنظام الشاه في العام 1979، وقد حقق نتائج كبيرة في هذا الاتجاه على طريق المشروع التوسعي الصفوي في دول الإقليم  حيث قالها، ذات مرة، متبجحا بأن بلاده تفتخر بسيطرتها على أربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء في الوقت الذي كان يتأهب فيه لينقض على بلاد الحرمين الشريفين من خلال دعمه اللامحدود للحوثيين في اليمن فأرض الحرمين الشريفين تشكل بالنسبة للملالي صيدا ثمينا بالنظر لاهميتها الاستراتيجية والدينية والجغرافية. 
خروج عشرات بالالاف من الايرانيين الى الشوارع، كما أشارت وسائل الإعلام العالمية، يشكل ظاهرة غير مسبوقة في المجتمع الايراني الذي يحكمه الملالي بالنار والحديد، ويؤكد أن هناك حالة من الغليان الشعبي لرفض التدخل السافر في دول الجوار العربي والتي كان يديرها قاسم سليماني المعروف بأحقاده الصفوية الدفينة على كل ما يمت إلى العنصر العربي بصلة.
تصاعد معدلات الفقر والبطالة وتزايد فجوة الفوارق الطبقية بين مكونات المجتمع، دفعت الجماهير الايرانية للخروج الى الشوارع للتعبير عن رفضهم لسياسة الملالي ومطالبتهم بالتركيز على الشأن الداخلي وحل مشاكل المجتمع الايراني الذي يعاني من التفكك والتصدع والانحلال.
المؤكد أن مقتل سليماني شكل ضربة قاسية لأدوات الملالي في المنطقة وبالتحديد حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، فهل تبادر ايران لوقف دعمها لهذه التنظيمات؟ .
المظاهرات العارمة التي اجتاحت العراق وقادها أبناء الطائفة الشيعية شكلت رسالة قوية لرفض التدخل الايراني في بلدهم كما أنها أكدت  رفض الاملاءات الايرانية  والتدخل في مفاصل الدولة العراقية والتي كان آخرها الضغط على الرئيس العراقي برهم صالح لتكليف شخصية من كتلة البناء المعروفة بولائها المطلق للولي الفقيه في ايران، لرئاسة الحكومة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، وهذا ما رفضه برهم بالمطلق.
وهنا نتساءل: أليس من حق السعودية أن تحمي حدودها وتصون استقرارها وأمنها الداخلي من أي عبث خارجي وهل يتوقع الملالي أن يرفع السعوديون لهم الراية البيضاء ويسلمونهم أرض الحرمين الشريفين ليصولوا ويجولوا ويعيثوا فيها فسادا وإفسادا لكي يضموها إلى قائمة الدول الخاضعة لسيطرتهم.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بإلزام إيران لاحترام سيادة الدول العربية من باب حسن الجوار والمصالح المشتركة والعقيدة الاسلامية فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وشروره.
مقتل سليماني شكل ضربة قاصمة لنظام الملالي في طهران فهل سيعدوا النظر في مشروعهم الطائفي التوسعي لتصدير ثورتهم المزعومة ويركزوا بدلا من ذلك على أوضاعهم الداخلية.
حكومة الملالي مطالبة بأن تثبت جديتها والتزامها لتحقيق مفهوم التعايش السلمي مع دول المنطقة من حق جميع دول الاقليم أن تحافظ على أمنها واستقرارها وتماسك مجتمعاتها من أي تدخل خارجي، والله ولي التوفيق..