Monday 29th of April 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    29-Jul-2005

من يوميات سكرتير الكتاب محمد المشايخ...أنجبت الرابطة عبر تاريخها عددًا من المثقفين المؤازرين لها

الرأي - طلب الشاعر سهيل السيد أحمد من فتاة تعمل في متجر لبيع النظارات أن تختار نظارة لصديقه، اجتهدت الفتاة، واختارت النظارة التي اعتقدت انها مناسبة، سألها سهيل عن ثمنها ، فقالت له (50) دينارا، فقال لها سهيل : آسف..صاحبي لا يسوى خمسين دينارا ، وهو أرخص من هذا المبلغ بكثيروبقيت الفتاة تختار، وهو ينزل في الأسعار، حتى وصل للنظارة التي تساوي السعر الحقيقي الذي يساويه صاحبه..

وهنا دخل شخص يريد شراء نظارة لوجع الأسنان، الأمر الذي ذكرني بمقولة لآذن الرابطة، حين تم عام 1980تركيب هاتف لا يستطيع الشخص أن يتحدث من خلاله إلا إذا تم وضع شلن فيه ..قال: والله هالتلفون بيفهم، لا يتحدث إلا بشلن، ولا يستطيع أحد أن يضحك عليه لا بقرش ولا بأربعة قروش.

كان الرئيس الفرنسي شارل ديغول يقول: لست أدري كيف أحكم شعبا يصنع مائة وخمسين صنفا من الجبن ومنذ بدأت عملي في الرابطة وأنا أتساءل : كيف يمكن لرؤساء الرابطة وأعضاء الهيئات الادارية المتعاقبة فيها ، أن يتعاملوا بشكل تطوعي - مع مبدعين مختلفين في أمزجتهم ومواقفهم وأفكارهم وتخصصاتهم ، بل إن ما يراه أحدهم أبيض يراه الآخر أسود، ومن باب المجاملة يقال للمختلفين يجوز الوجهان، وفي العمق ، فإن الأمر غير جائز.

ولا يمكن أن يجوز، وتذكرني اهتمامات الكتاب المختلفة، بإحصائية نشرها أحمد فارس الشدياق في كتابه الساق على الساق جاء فيها: قال الفراء أموت وفي قلبي شيء من حتى، وقد مات سيبويه وفي قلبه من فتح همزة إن وكسرها أشياء، ومات الكسائي وفي صدره من الفاء العاطفة والسببية والفصيحة والتفريعية والتعقيبية والرابطة حزازات، ومات اليزيدي وفي رأسه من واو العاطفة والاستئنافية والقسمية والزائدة والانكارية صداع وأي صداع، ومات الزمخشري وفي كبده من لام الاستحقاق والاختصاص والتمليك وشبه التمليك والتعليل وتوكيد النفي وغير ذلك قروح وأي قروح ، ومات الأصمعي وفي عنقه من رسم كتابة الهمزة غدة .

ترى بأي تخصص كان أعضاء الرابطة ينشغلون، وبأي أودية كان الشعراء منهم يهيمون، بالتأكيد وادي السير الذي تغنى به عرار، و وادي صقرة و وادي الحدادة ،وغيرها، ليست بعيدة عنهم ، خاصة بعد أن كثر عددهم لأول مرة عام 1981 حين قبلت الهيئة الادارية بناء على تنسيب من لجنة العضوية (44) كاتبا وكاتبة ، هم: سميحة علي خريس، سليمان الأزرعي، رأفت عزام، جبريل الشيخ، محمد طمليه، عادل الأسطه، محمد كعوش، د.محمود أبوالخير، د.يوسف بكار، عادل عفانه، د.هيثم الحوراني.

د.عفيف عبدالرحمن، د.محمد ارشيد العقيلي، د.فوزي زيادين، د.ابراهيم السعافين، مأمون حسن، عبدالفتاح النجار، محمد صالح يوسف، جودت السعد، ابراهيم ابوهشهش، عمر شبانه، محمد شلال، عمر العلي، موسى الأزرعي، جميل أبوصبيح، زهرة عمر، داود عبده، جمال ناجي، سليم بركات ، سعود قبيلات ، محمد المشايخ، د.محمد حسن ابراهيم، عاهد شاكر، حيدر هلسة، محمد أبوصوفة، عبدالفتاح حياصات، نايف النوايسة، يحيى الجوجو، ، علي البتيري، اسماعيل ابوالبندورة، يوسف غيشان، ريما العيسى، علي مبارك، محمد خليل.

كان للجان العضوية موقف سلبي من الشعر الشعبي، ولم تكن تقبل أي من شعرائه ، الا إذا قدم ضمن إنتاجه شعرا فصيحا، ولعل السبب في ذلك ، يرجع إلى أن أحدهم قدم إلى جانب طلب انتسابه ديوانا شعبيا بدأه بقصيدة مطلعها: فاتت نمله ع الدكان..طلعت تقرش قضامة .

وخارج نطاق العضوية، أنجبت الرابطة عبر تاريخها الطويل عددا كبيرا من المثقفين المؤازرين لها ، نظرا للسمعة الوطنية والثقافية التي تتمتع بها داخل المملكة وخارجها ، وحين كان يحاول أحد زوارها من هواة الأدب أن يعبر لي عن موقفه منها ، يقول : أنا طلقة بخرطوشة الرابطة أو خيط في ثوبها ، وبعض الغاضبين من الرابطة ومن العاتبين على ممن كانوا يسمونه أبو الجماجم فيها ، يقولـون الرابطة تشتري العداوة مشترى..ونظرا لكثرة الذين يقيمون في مقر الرابطة من غير الأعضاء، كنا نكتب على الجدارن يافطات نصها يمنع التواجد في مقر الرابطة لغير الأعضاء حتى احتج د.هاشم ياغي على كلمة التواجد لأنها تعني في اللغة الدروشة.

ومن المواقف، أو الأقوال التي أصغيت اليها عام 1981 : قول د.جميل علوش أن شخصا سأله : ليش فخري قعوار أشهر منك، فأجابه د.علوش : ليش جحا أشهر مني ومن فخري قعوار؟

غضب شاعر من ناقد ، فقال له : لقد عرفت الآن لماذا لم يسجد ابليس لآدم، لأنه كان يعرف أن ذرية آدم ستنجبك.

قال كاتب لآخر: يا أخي إنت عارف ان زوجاتنا حاكماتنا، فقال له الآخر: هذا الكلام حاصل منذ زمن..فكيف لم تعرف به إلا الآن.

وقال أحد الكتاب: لو عاشت الخنساء في أيامنا لقيل انها منتسبة لإحدى الحركات الاسلامية .

نشر الأديب خليل السواحري في ملحق الدستور الثقافي حين كان يحرره في مطلع الثمانينيات مادة للأديب كايد هاشم بعنوان ردا على طه حسين ولما حضر أبوعروة لرابطة الكتاب، وكان كايد عندي ، علما بأنه كان آنذاك طالبا في الثانوية العامة، عرفته عليه ، ففوجئ بعمره وحجمه ، إذ كان يظنه طويلا ، ويرتدي جلبابا، وعلى رأسه عمامة ، ولما رآه بذلك العمر والحجم الجسدي ، توقف عن نشر مواده حتى كبر عمرا وحجما.

قال لي أحد الكتاب ممن اغتربوا إلى بعض الدول، وأدهشه هناك سباقهم الذي يجرونه بين بعض الحيوانات : إنني لا أستغرب، فيما لو رأيتهم يجرون سباقا بين النمل ، وأضاف: أدهشني هناك صراعهم المستميت لتصغير حجم الهاتف النقال، وقال: بالتأكيد سيصبح حجمه عندهم مع الزمن بحجم التحميلة.

على صعيد آخر ، فإن كثيرين من الكتاب الذين عاشوا في مناطق تحمل اسم عين السلطان أو عين الباشا لا يستطيعون استخدام أسماء هذه المناطق في الدول التي يغتربون اليها، فهي تمس كبارا هناك.

وفي احدى زياراته للرابطة ، قال لي الكاتب العراقي ماجد السامرائي أن شخصا يعاني من البطالة في بلاده، اضطر للسفر إلى إحدى الدول الأجنبية التي لا تتقن اللغات العربية أو الانجليزية أو الفرنسية كي يعمل فيها ، ولأنه لا يجيد لغة تلك الدولة، فقد نظر بعينيه في جميع متاجرها ومطاعمها ليعرف ما هو نوع الطعام الذي لا يأكلونه في بيوتهم ولا يقومون بإعداده في متاجرهم ، لكي يقوم هو شخصيا باعداده وبيعه لهم، ولما توصل إلى نوعية ذلك الطعام ، والمسمى زلابية استأجر متجرا ، وبدأ بإعدادها، غير انه فوجئ بعد لحظات من تعليقه يافطة المحل ، بمن يعتقله ، ولما سأل عن السبب ، قيل له ان كلمة زلابية بلغة تلك الدولة لها دلالة سيئة تمس النظام.

وعند ماجد السامرائي نتوقف، فقد زرت الشاعر عبدالوهاب البياتي في غاليري الفينينق ، قبل رحيله لسوريا ووفاته هناك، لما رآني سألني: هل زارك ماجد السامرائي فقلت له: قبل قليل كان في رابطة الكتاب، فسألني: هل طلب منك كتبا ، فأجبته : معظم الذين يدخلون الرابطة يطلبون كتبا ، إلا ماجد ، فإنه يتمنى لو يستطيع ربط مكتبة الرابطة بحبل ليجرها معه لمنزله في بغداد، حيث تقع أكبر مكتبة في العراق، على ذمة الرواة.

ويقال ان وفدا أدبيا عراقيا، كان من بين أعضائه ماجد السامرائي، زار سوريا، في وقت كان اتحاد الكتاب العرب فيه قد أقام معرضا للكتاب، بأسعار زهيدة، فحصل منه ماجد على كميات من الكتب تملأ أكياسا كبيرة ، الأمر الذي اضطره لتوزيعها على أعضاء الوفد كي يساعدوه في حملها ريثما يعودون لقطرهم، ولما عادوا، سلموه الأكياس وما بها من كتب، غير انه راجعهم بعد أيام، قائلا لكل منهم : انه قبل أن يسلمه الكتب لحملها، كان يسجل عناوينها ، وأنه عندما أعادها له ، وجد العناوين التالية ناقصة، فيطالبه بها.

حين أحس أحد الكتاب القادمين من إحدى المحافظات البعيدة عن العاصمة ، بعد أن وطأت قدماه أرض مجمع العبدلي في عمان، بالجوع ، وحين أطلت عيناه على أول مطعم قريب ، توجه نحوه فورا، وسأل الجرسون إن كان في المطعم بيض مسلوق ، فأجابه بالايجاب، قال له الكاتب: أفرم لي بيضتين مع زيت الزيتون ..أنجزالجرسون هذه المهمة مستغربا ومتعجبا من هذه الطبخة التي لم يسمع بها أو يعرف عنها وهو القادم من أرض لبنان المشهورة بأكلاتها الشرقية والغربية.

بعد أن تقدمت إبنة أحد الكتاب لامتحان الثانوية العامة، كانت تعتقد قبل ظهور النتائج ، أنها ستحصل على معدل فوق التسعين، وذات يوم قال الكاتب لابنته : لقد رأيت في المنام أن نتائج الثانوية العامة ظهرت ، وان معدلك كان 77% ، فقالت له ابنته : كيف ترضى لي يا والدي هذا المعدل؟، فقال لها: فعلا أنا لم أرض به لك، وسأعود للنوم ثانية، كي أحلم أنك حصلت على معدل فوق التسعين، وعندما أستيقظ سأخبرك بالنتيجة.

وهناك كاتب سمين أراد أن يخفف من وزنه، فصار يمشي كل يوم 2كم ، وحين كان يعود لمنزله، كان أهل البيت يلاحظون ظهور الزبد عند شفتيه، وعندما يسألونه عن السبب يقول : أنه في أثناء تمشيه لغايات الريجيم كان يتسلى على وقيتين فستق، وكيلو هريسة، وعرنوسين ذرة!

حين ذهب أحد الكتاب عام 1980، لأحد البنوك لمعرفة رصيده، تبين له وجود 10 آلاف دينار به لم يكن هو شخصيا قد أودعها، فسحبها كاملة، وبعد ذلك بيومين ، اتصل به البنك طالبا اعادة المبلغ الذي أودع في حسابه بالخطأ ، فرفض ، مشترطا على البنك تسديد المبلغ، من خلال الشراء من أحد كتبه ، فانصاع البنك لطلبه.

حين كان أحد الكتاب يعمل أمينا للشؤون المالية في الرابطة، كان الآذن يستقبله بفنجان القهوة بمجرد دخوله المقر، دارت الأيام، ولم يعد ذلك الكاتب أمينا للمالية، وغير مسؤول عن صرف رواتب الموظفين، فتوقف الآذن عن تقديم القهوة له، ولما سأله الكاتب عن السبب ، قال له الآذن: انت نسيت إنها الدنيا مع الواقف .

فاجأني الفنان التشكيلي محمد أبو زريق بقوله في إحدى الندوات ان كثيرين من الكتاب كلما تقدم بهم العمر وازدادت تجاربهم ، تخلوا عن الكثير من القيم الايجابية التي كانوا يؤمنون بها قبل أن يرتقوا إلى الصف الأول في الإبداع ..وعند كلمتـي الصف الأول أشير إلى أن بعض الكتاب ، الذين يعتقدون أنهم وصلوا أعلى السلم الإبداعي ، يقومون بتصنيف الكتاب إلى صفوف، فهم في الصف الأول ، والآخرون في الصف العاشر، وقد تخلخلت هذه القاعدة عندما ذهب أحد كبار الكتاب للتوسط عند أمين عام إحدى الوزارات لتعيين أديب مهم بها في أحد المناصب الرفيعة، فقال له أمين عام الوزارة : مع الأسف لا توجد لدينا شواغر إلا في الدرجة العاشرة، فقال له الكاتب الكبير: والله ان هذا الأديب مهم جدا لدرجة أنه يستحق التعيين في هذه الدرجة، معتقدا انه كلما ارتفعت أرقام الدرجات كان الموقع الوظيفي أهم ، وفي السلم الوظيفي العكس هو الصحيح ، والذين يندرجون ضمن الدرجة الأولى والخاصة بها هم القياديون، والذين فوق الدرجة العاشرة غالبا من الأذنة .

تألفت الهيئة الادارية للرابطة للعام 1981/ 1982 من : د.محمـود السمـرة ( رئيسا)، سالم النحاس ( نائبا للرئيس)، خليل السواحري ( أمينا للسر) مفيد نحلة( أمينا للشؤون المالية) ابراهيم العبسي( أمينا للشؤون الداخلية)، نمر سرحان( أمينا للشؤون الخارجية)، د.حسين جمعة( أمينا للثقافة والاعلام والنشر) د.وليد سيف ، محمد داودية، محمود شقير، أحمد عودة( أعضاء).

من المفارقات في تلك الدورة، حدوث خلاف بين القوى الوطنية، أدى لنزولها في قوائم ثلاث ، إحداها برئاسة د.محمود السمرة ( حصلت على 9 مقاعد) ، والثانية حصلت على مقعد واحد( محمود شقير)، والثالثة تألفت فقط من (6) كتاب ، لم ينجح منها الا رئيسها( د.وليد سيف) الذي آثر الانسحاب من الهيئة الادارية، ومنها أيضا أن الجهة المختصة لم توافق على فوز سالم النحاس بعضوية الهيئة الادارية لأنه كان قد خرج للتو من بيت خالته ..ولأول مرة تؤدي مقاطعة أعضاء الرابطة النقابيين المؤيدين لبعض القوى الخاسرة في الانتخابات، إلى تقليل عدد الجماهير الغفيرة التي كانت تؤم الرابطة، علما بأن الأعضاء المقاطعين، كانوا يستغلون فرصة حدوث أي نشاط ثقافي أو فكري، ليقفوا عند باب الرابطة، وعلى بلكونتيها لإحداث ضجيج يؤدي لتشويش يحول دون إحداث التفاعل المطلوب بين المتحدث والجمهور.

لم يكن وصول نائب رئيس الجامعة الأردنية للشؤون الأكاديمية أ. د.محمود السمرة لرئاسة الرابطة سهلا، فقد احتاجت إحدى القوى الوطنية لعقد عدة جلسات معه، لإقناعه بالنزول للانتخابات، وبترؤس الرابطة غير المرضي عنها من الجهات الرسمية..

وخلال توليه لرئاسة الرابطة، كان مثله ، ومثل غيره ممن ترأسوا الرابطة بعده، حتى د.أحمد ماضي ، قادرا ليس فقط على ركوب الأمواج السياسية والثقافية ، بل قادرا أيضا على القفز عنها، كي يرسو بنفسه وبالرابطة ، الى بر الأمان، علما بأن الجهة الرسمية ، كانت اشاراتها توحي بأنها يقظة وواعية لما يجري ، بدليل انها لم تصبر عليه في آخر يوم من أيام تسلم د.خالد الكركي لرئاسة الرابطة ، وانتهى الأمر بالشمع الأحمر، نعم ، يقال انها تمهل ولا تهمل .

كان محمود شقير في سنة من سنوات تسلمه أمانة الشؤون المالية قد اشترى للرابطة مقاعد حمراء، فأثار لون المقاعد تساؤلات واستفسارات حول الدلالات الفكرية والحزبية المرتبطة بهذا اللون. وكان الشاعر عبدالكريم الكرمي أبوسلمى قد زار الرابطة قادما من دمشق قبل رحيله بفترة وجيزة ، وفيها قال: ليس مهما أن تنبت الأرض وردا أحمر، المهم أن ينبت الورد الأحمرعلى أرض محررة.

وبالعودة إلى د.السمرة، فقد درسني في الجامعة الأردنية مادة النقد الأدبي ومن أطرف ما حصل لي معه، بعد أن علمنا أن الخيال ينقسم إلى ImaginationBd خيال محلق، وFancyBd خيال تعيس وبائس، انه عند الامتحان ، طلب منا د.السمرة، أن نذكر له مثالا من الشعر على كل منهما، فذكرت له عند الخيال المحلق، قول بدر شاكر السياب: عيناك غابتا نخيل ساعة السحر..أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر ، ولكن من أين لي أن أحفظ شعرا خياله بائس، ولأنني كنت شاعرا آنذاك، فقد أوردت له من شعري قولي: أمانا يا عيون الحب هيا..تعالي أدخلي قلبي تعالي..

وكوني قرب مفتون بحبك..ولا تخشي العواذل من حيالي وبالفعل تأكد لي أن شعري أبأس من خيالي ، بدليل حصولي على علامة السؤال الكاملة، وكان ذلك أول عهدي بالتكسب بالشعر، وأعتقد أنه تكسب مشروع ، فهو بالعلامات .

في عام 1981، وضعت إحدى القوى الوطنية برنامجا ثقافيا لها ، طرحته إلى جانب مرشحيها للانتخابات الذين ترأسهم د.السمرة ، وتضمن حوالي (50) نقطة ، استوفتها بالتمام والكمال، وعند الانتخابات التالية، فقطتها واحدة واحدة ، مبرزة تنفيذها لها جميعا، ومنها استحداث جائزة عرار الأدبية، التي تألفت هيئة التحكيم الخاصة بها آنذاك من د.عبدالرحمن ياغي، د.ناصرالدين الأسد ، د.سامي خصاونة، عصام حماد، خليل السواحري، وقد قررت اللجنة يوم 24/5/1981 ، منح هذه الجائزة للشاعر الدكتور وليد سيف ، وكانت مبرراتها أنه شاعر متميز في مجال حركة الشعر العربي الحديث ..

محليا..وعربيا..يحاور واقعه بوعي..ويحاور لغته بعمق..ويدرك العلاقة بين الفن الشعري والواقع الاجتماعي..في شعره اشتعال الشوق إلى عالم أفضل وأنبل وأعدل..وفي شعره يلتحم البطل الشعبي الفلسطيني أينما حل في الوطن العربي بالقضايا الشعبية والوطنية المحلية في مواجهة قوى الاستعمار والقمع والتسلط والتخلف..وفي ذلك تأكيد للعمق العربي والاجتماعي الواسع للقضية الفلسطينية..ثم يمتد البعد النضالي إلى المجال الإنساني الرحب ليلتحم مع قضية الإنسان المقهور في كل مكان..في شعره نقاء الحب لوطنه ولجميع الأوطان».

ومن تلك النقاط الخمسين أيضا : إصدار (12) كتابا هي : أنا البطريرك(قصص) فخري قعوار، الجراد(قصص) مصطفى صالح، في البدء ثم في البدء أيضا(قصص) سعود قبيلات، الزمن الحزين في دير ياسين( حكاية للاطفال) روضة الهدهد، الفحل الأبيض ( رواية مترجمة) محمد سعيد مضيه، الجدران المثقوبة ( قصص) وليم هلسة، الأغنية الشعبية في شمال فلسطين( دراسة) نمر حجاب، في الأدب والنقد(دراسة) د.ابراهيم خليل، حوارات مع السينما العالمية ( سينما) حسان أبوغنيمة، هالات الحب الأرزق (قصص) عدنان علي خالد، الدم والتراب(شعر) عبدالله الشحام، الملف الثقافي البديل عن مجلة أوراق آنذاك ، الذي تضمن دراسات هي: المرأة في القصة المحلية (عبدالله رضوان).

أزمة القصة القصيرة تحت الاحتلال( فخري صالح) ، القصة الطويلة في الأدب الأردني( محمد عطيات)، قضايا اجتماعية في بناء الشخصية المتكاملة للانســان( محمد سعيد مضيه)، النص المحلي في المسرح الأردني( مصطفى صالح)، الأدب والقضايا الاجتماعية ( حيدر رشيد)، وجهة النظر البنائية لفكرة المكان عند الفلاح الفلسطيني ( نمر حجاب)، قراءة في قصص أردنية : أشجار الصنوبر لسالم النحاس ( د.عبدالرحمن ياغي) ، وقصصا هي : السوط ( سالم النحاس)، ورقة كربون عن مراسيم استقالة مساعد المدير( أمينة العدوان)، رجل في القاعة(فخري قعوار) ،عيون أبي خنفر(نمر سرحان)، الغارقون في الوحل(مفيد نحلة)، كان وما يزال(هاشم غرايبة)، ثريا تنتظر..

ثريا تحلم( الياس فركوح)، طقوس ليلة باردة (منذر رشراش) ،أم البيار( أحمد جرادات)، أرض واسعة وأنت ( يوسف ضمرة)، شتاء آخر(ناهض حتر) تلك الرائحة وهذا الياسمين(وليد سليمان) وقصائد للشعراء: يوسف أبولوز، محمود الشلبي، محمد ضمرة، ابراهيم نصرالله، عطاف جانم، يوسف عبدالعزيز، أحمد أبوعرقوب، ومشهد مسرحي بعنوان الحاجز(عصام التل) وآخر بعنوان هو وهي( بشير هواري)، وترجمة د.وليد مصطفى لنص ( الجريمة والعقاب) .

ومما يلفت الانتباه في الملف آخر مادة منشورة فيه وهي بعنوان : الشروع في قصيدة الضد تحت اسم «أهجية الى صاحبي» للشاعر محمد القيسي يقول فيها: (صاحبي لم يعد صاحبي باعني في الجريدة يوم الأحد باعني وابتعد..

صاحبي باعني في المزاد باعني واستزاد من رآنا قرنفلة من رآنا سراج من رأى الحقل والقمح والقبرة مطفأ صاحبي دون ظل أرى صدره مقبرة سقطت قشرة الشجر وبدا عاريا فأسفت وعرفت انه باع أقراط عمته وطفولته في البلد وطريق الكروم..وأرغول نعمان راعي البلد باع أحجار أشجار، أسرار نبع البلد وتراب البلد وأغاني البلد عندما باعني في الجريدة يوم الأحد).

الغريب في الأمر، أن تلك الفترة شهدت عدة مؤلفات لا علاقة لها بقصيدة القيسي، باستثناء الإشارة الى الصحب، ومنها ديوان الشاعر عبدالله رضوان: ( أما أنا فلا أخلع صاحبي).

حين أحالت الهيئة الادارية هذه المخطوطات للمطبعة، لم توصها بأي الكتب تبدأ، فحمل أحد المؤلفين ، وكان يملك محمصا للتسالي المشكلة ، كيلو مخلوطة ، وسلمه لعامل في المطبعة، فكان كتابه في مقدمة الكتب الصادرة، وعندما علم بذلك عدنان علي خالد ، قال ان هذا الكتاب ينتسب إلى أدب المخلوطة.

وعند العناوين نتوقف ، فقد صدر عام 1980 ديوان للشاعر الصحفي مصطفى أبولبدة عنوانه كما يلي : كان هذا مطلع نشيد بعنوان الملاحة الشاقة في شروش العين اللجوء لمخزون الذاكرة في معالجة ما ينشأ من تآكل الحلم الملحمي كانت نكتة رقمية مضحكة عن صعوبة التواصل في فترة ما بعد طلوع الضوء عندما وقفت لألقي ذلك النشيد سقط عقال المرعز عن رأسي فابتأست وتحسست صندوق الذخيرة حاولت عبثا أن ألقي النشيد بمصاحبة أصوات ضباع الغور وطعم الخروب المر ولون المياه المخبوطة بحوافر المهرة توضأت بالدم صليت صلاة مودع وخرجت إلي علي إنتهى عنوان الديوان..

وفي العام نفسه ، صدر ديوان للشاعر البحريني قاسم حداد بعنوان يمشي مخفورا بالوحول عن سلالة الغبار ومرح الذبيحة ونهايات البحر» ومجموعة قصصية للقاص عبدالقادر عقيل بعنوان رؤى الجالس على عرش قدامه بحر زجاج وشبه البلور.

هذه العناوين ، تذكرني بعناوين أخرى كلفنا بالرجوع اليها د.فواز طوقان عضو الرابطة سابقا ، منها : كناسة الدكان بعد انتقال السكان للسان الدين ابن الخطيب ( -776هـ) بشرى الكئيب بلقاء الحبيب، والكنز المدفون في الفلك المشحون ، وهمع الهوامع للسيوطي( - 911هـ)، شفاء العليل فيما بين كلام العرب من الدخيل للخفاجي ( - 1069هـ)، زينة الفضلاء فيما بين الضاد والطاء للانباري( - 577هـ)، تحار القلوب في المضاف والمنسوب ، ويتيمة الدهر في محاسن أهل العصر للثعالبي ( -429هـ)، أعجب العجب في شرح لامية العرب للزمخشري ( -538هـ)، غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات للأزدي( -623هـ)، الدش المرخوم في حل المنظوم لابن الأثير( -637هـ)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ( - 748هـ)، خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني ( -597هـ).

صحيح أن هؤلاء العلماء لم يكونوا يوما أعضاء في رابطة الكتاب الأردنيين ، ولكن لأعضاء الرابطة أيضا عناوينهم ، حين نصغي اليها في اجتماعات الهيئة الادارية يقال: لماذا يحشر بعض الكتاب أنفسهم في عناوين فيها التواء ، وتداخل، وتنافر، وتشاجر، رغم اتساع اللغة العربية، وامتلائها بألفاظ عذبة وجميلة ورشيقة ومعبرة ، وانني لأحمد الله حين أقرأ عناوين من كلمة واحدة لأعضاء الرابطة من مثل: الطوفان ( سميحة خريس) ، الانتخابات( سالم النحاس)، المخـــــاض ( خالد الساكت)، النهر( جمال ابوحمدان) العربات ( يوسف ضمرة) الأبله(قصة طويلة من تأليف فايز محمود)، المجابهة ( هند ابوالشعر)، الخيبة ( محمد طمليه)، المنعطـــــف ( أحمد عودة)، الحجر (يوسف عبدالعزيز)، الاختيار( يوسف الغزو)، وقت( جمال ناجي)، الطراطير( عبدالجبار أبوغربية)، البحر( جميل ابوصبيح)، شغب (موسى حوامدة)، المخاض ( سعادة ابوعراق)، أشواق ( د.جميل علوش)، خطوات ( سميح الشريف).

ومما حدث في تلك الفترة ، بعض الخلافات بين بعض الشعراء، وبين بعض المسؤولين عن بعض المهرجانات الشعرية، الأمر الذي دفع الشاعر د.ابراهيم الخطيب لكتابة قصيدة جاء فيها: سوق شعر أم أنه بازار وقصيد أم أن تلك خضار يعتلي الباعة المنصة يدعون: لدينا بندورة وخيار ويحط الذباب فوق كساد موسم باع صيفه سمسار يا زمان اللصوص أين جرير أي هجو يليق يا بشار كشفوا عورة وصالوا وجالوا وادعوا أن زيفهم أشعار حينما يلبس الصغير صغار ليس عيبا أن يطرح الزنار أجديرون أنتمو بهجائي كان أولى الكرباج والبسطار لو يقول الغبي إني غبي قبلت في ذنوبه الأعذار فالحمار الذي يرى في المرايا صورة الخيل فهو حقا حمار فالمرايا خداعة في زمان يتغنى بالبلبل الصرصار يتمادى العبيد في لغة اليوم يغل الأسياد والأحرار فحري بالنار أن توقظ الميت ويصحو على الرياح الغبار أي ظلم للشعر أن يسكنوه للنفايات في المزابل دار أيها المايكرفون أي دواء منه يشفي.