Friday 26th of April 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    23-Sep-2007

شاعر سوري يرى ان التصوف هو سلوك في الحياة : عبد القادر الأسود: الشعر العربي في حالة تقهقر والنقاد لم ينصفوا

الدستور -

الدستور :- يرى الشاعر السوري عبدالقادر الأسود ان التصوف سلوك في الحياة وممارسة في الشعر ، والذين يدعون التصوف في الشعر هم بعيدون عن التصوف سلوكا في الحياة ، مؤكدا في حواره مع "الدستور" ان الشعر في الوقت الحاضر يتقهقر وحلت محله الدراما التلفزيونية.

والشاعر الأسود رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بإدلب حاليا ، وصدرت له العديد من المجموعات الشعرية نذكرمنها: تأملات ، عبير الخيال ، عبير المجد ، عبيرالبراعم ، قوافي المجد ، مهاد المجد اوبريت غنائي للكبار ، ولديه العديد من المخطوطات الشعرية والمسرحية.

ثمة احتراقات اولى لكل شاعر ،

ھ متى احترقت بنار القصيدة؟

- عند أول عشق عام 1977 أحببت فتاة شركسية لأول مرة ، وكنت في قصائدي أسميها سعاد وسعده ، وكانت تحب المطرب اديب الدائخ فأعطيته(100) أغنية ليغني وتسمع ، في بداية حياتي كان لدي هوس بالفكر والسياسة والدين هذه الفضائل الكبيرة وبقيت متابعا حتى عُمر متقدم الى أن وجدتني أحب لأول مرة ، وبعد ذلك كتبت كل انواع الشعر مثل الاجتماعي والانساني والوطني ، حتى أنني كتبت شعرا للأطفال وما زلت أكتب حتى هذه اللحظة ، رغم أنني متصوف منذ بداية حياتي وسلكت هذه الطريقة حتى آخرها ، ودخلت الخلوة وهي آخر المطاف للسالك وتتلمذت على اكثر من شيخ ، لذلك تميزت بالبعد الصوفي لا سيما في الغزل ، وثمة رسالة ماجستير تعد في لبنان يعدها الطالب وليد كنعان بعنوان (البعد الصوفي عند عبدالقار الاسود) ، هذه احتراقاتي مع بنار الشعر هذا الطائر الجميل الذي يحملنا الى فضاءات العشق والفرح الذي نصبو اليه.

ھ ذكرت بأنك شاعر متصوف ، هل حالة التصوف تمارسها فقط من خلال الكتابة ، ام انها سلوك في الحياة المعاشة؟.

- هو سلوك في الحياة وممارسة في الشعر ، ثمة الكثير من الشعراء الذين يدعون التصوف في الشعر فحسب وهم بعيدون عن التصوف سلوكا في الحياة ، وهذه مغالطة ، لأن التصوف هو الجانب الاحساني في الاسلام ، حيث ورد عن النبي(ص) الذي ورد عن عمر رضي الله عنه: بينما ونحن جلوس عند رسول الله(ص) فسألناه ماهو الاحسان فقال: ان تعبد الله كأنك تراه ، فالايمان معروف والاسلام معروف ،

ويهمنا هنا ان نركز على الاحسان ، الجانب الروحي في هذا الدين وهو ان تعبد الله كأنك تراه وهذا يقتضي ان يراقب الانسان في جميع احواله ، لأن حياة المؤمن اذا ما حسنت النية فيها عبادة كلها ، حيث يجب ان يكون المسلم مراقبا لله عزوجل في كل حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله ، اذن ليس كل من اورد بعض المصطلحات الصوفية في شعره او تحدث عن بعض رجال التصوف ، لأن التصوف نظرة شاملة الى الموجودات.

ھ انت شاعر كتبت القصيدة العمودية والقصيدة المغناة وتلحن تغني ، أين تجد نفسك في هذه الاشكال الفنية والابداعية؟.

- حقيقة اجد نفسي في هذه الفنون الثلاثة ، وإن كان الاسبق عندي هو الغناء لأني مارسته منذ نعومة اظفاري وهوالذي شدني الى حلقات الذكر والإنشاد ، أي وجدتني بعد ذلك متصوفا أكمل هذا الطريق ، وما أقلعت عن الغناء حتى هذه اللحظة ، لأنني أغني القصيدة وأنا ابدعها ، وفي البداية كنت أنسى بعض الكلمات والاشطر من الاغنية لأكملها من عندي ، وهكذا صعدت سلم الشعر.

ھ ماذا عن المسرح الشعري الذي كتبته للأطفال؟.

- لدي خمس مسرحيات شعرية للأطفال لحنت بعضها ولحن آخرون بعضها الآخر ، وقدمت في مهرجانات في سوريا في الثمانينيات ، تناولت من خلالها قيم وطنية وإنسانية وتربوية وأخلاقية ، وصدرت بعد ذلك في كتب ، كما كتبت اوبريت للكبار تتحدث عن ارهاصات ولادة السيد المسيح عليه السلام وقدمتها فرقة ديرصدينايا واوبريت ثانية قدمتها فرقة شبيبة إدلب.

ھ بما أنك مدرس ، هل لك اسهامات في هذا المجال؟.

- قمت بتأليف سلسلة مدرسية بلبنان لتعليم الخط العربي شعرا مرتبة بحسب ترتيب أحرف المعجم وتناولت الحرف بكافة احواله وموقعه في الكلمة او الوسط ، مقطوع ، موصول ، من خلال ثلاثة أبيات من الشعر ، الآن لدي مخطوط آخر في نفس الموضوع كثفت فيه أحوال الحرف ضمن بيتين فقط ، حيث تجد الحرف في اول ووسط وآخر الكلمة.

ھ كيف تصف لنا المشهد الشعري في سوريا مقارنة مع المشهد الشعري العربي؟.

- الشعر في الوقت الحاضر فيه تقهقر ، حيث حلّت محله الدراما على شاشات التلفاز ولا أظن الحالة في سوريا مختلفة عن بقية البلدان العربية ، وأعتقد ان هذه فترة ستمر وسيعود الشعر ديوان العرب ، وحديث مجالسهم كما كان ، وثمة قول لسيدنا عمر رضي الله عنه جاء فيه"لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحداء".

ھ كيف تنظر الى المسألة النقدية ، وهل درسك النقاد؟.

- لم ينصف النقد تجربتي ، لاسيما في الجانب الذي اعتز به وأتميز به وهو الجانب الصوفي ، حيث لم يفهمني اكثر الذين قرأوا لي او كتبوا عني ، وكل الذين كتبوا على قلتهم تناولوا قصائد وطنية وغزلية لم يسبروا أعماق الصوفية في شعري.

فالنقد بصورة عامة وفي الوقت الحاضر لم يواكب حركة الشعر ، هو غائب أو مغيّب ومعظم الذين تصدوا للنقد كانت بينهم وبين إبداع الشعراء هوة سحيقة.