Monday 6th of May 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    14-Feb-2008

عادل الروسان: الشعر الجيد يأتي بأي ثوب ومسابقاته المتلفزة مجرد موضة

الدستور -

الدستور :- يرى الشاعر الاردني عادل الروسان أن مسابقات الشعر الأخيرة مجرد (موضة) ولا تختلف عن مسابقات(السوبر ستار) ، مؤكدا أن الأسطورة جزء من التراث والمعتقدات وتؤرخ احيانا لزمن الظلم والقهر. الشاعر الروسان صدر له العديد من الاعمال الشعرية بالفصحى و النبطي نذكرمنها :"طريق الخلاص ، البعث الثاني ، تسلمي يا دار(شعر شعبي) وجدانيات من الشعر الريف والبادية ، نواقيس الزمن الاصم ، والرماد الحي". "الدستور" التقت الشاعر عادل الروسان وحاورته حول تجربته الشعرية وحول قضايا ثقافية اخرى.

ہ كتبت القصيدة العمودية والتفعيلة والنبطية ، أين تجد نفسك في هذه الاشكال الابداعية؟

- لقد انهيت الدراسة الثانوية سنة 1957 قبل اختراع التوجهي ، تتضح لك صورة الأدب المدرسي المقرر ايامنا ، كان الشعر العمودي المتوارث هو الواحد السائد ، بكل مقوماته منذ العصر الجاهلي حتى وقتذاك ، توراثه الشعراء بناء وادوات وتراكيب تسمو به او تهبط حسب مستوى كل شاعر ، واساتذتنا الافاضل المكلفون بتدريس مادة الأدب كانوا عشاق له في معظمهم ، تتلمذوا على أنفسهم مطالعة ومتابعة ، والقلة القليلة بينهم من كان يحمل شهادة جامعية متخصصة ، لكنهم كانوا متفانين في ايصال الرسالة لنا وبأساليب جميلة حببت الينا اللغة والشعر على وجه الخصوص ، وكانوا اصحاب الفضل في رعاية من يتوسمون فيه روح الشاعر ، يتعهدونه صقلا وتوجيها ، فمن اساتذتي الذين ادين لهم بالفضل الشاعر المرحوم(مصباح العابودي) الذي كان يجمعنا في بيته وعلى حساب وقته وراحته ، واستمطر الرحمة على روح شاعرين من اساتذتي هما:

الشاعر واصف الصليبي والشاعر احمد الشرع فهم من رسخ بذاكراتي حب الشعر العمودي ، غير اني أتقوقع امام المدارس الحديثة اللاحقة ، فقد نظمت على النسق الحديث مما قبله فكري واستساغته ذائقتي الفنية. اما صلب السؤال حول اين اجد نفسي بين الانماط والاشكال الشعرية التي كتبت فيها اقول: انا موجود فيها جميعا وبشكل متوزان على ان موقفا ما او حالة ما قد تفرض عليّ شعريا ارى أنه المعبر اكثر والمتسق مع هيبة الحال ، وتلك اجابة فيها ولها شجون.

ہ كثر في الآونة الاخيرة ما يسمى بمسابقات الشعر العربي ، هل تضيف مثل هذه المسابقات الى تجربة الشاعر شيئا؟

- مسابقات الشعر تلك مع الأسف مجرد(موضة) وتجارة ايضا ، باشرتها بعض الدول المترفة ومارستها بشكل لا يختلف عن مسابقات الغناء(السوبر ستار) ادارة وتحكيما وتجارة لأن المستفيد الثاني هي شركات الاتصالات المحددة للتصويت(للشعراء) فصار كل من يملك(الموبايل) حكما يرشح وينجح صاحب الحظوة من ابناء عشائر كثيرة العدد او يحمل جنسية دولة كثيفة السكان ، واللجنة (المستمعة) لاتملك من الحكم إلا القليل ، ومن باب الفضول تابعت بضع حلقات لمسابقات(شاعر المليون وشاعر العرب) ومسابقة قناة (نورمينا) الاردنية للشعر النبطي ، وشاهدت الآلاف ممن لا يملكون(شعرة) من ناصية الشعر ، يتهافتون كالفراش على الظهور لدقيقة واحدة على شاشة التلفزيون ، وشاهدت النهايات المذلة للشطب الهائل للمتسابقين ، انني ارثي صادقا للشعراء الشعراء الذين تواروا خلف فاقتهم وفقرهم محتفظين بماء وجوههم ولم تجرفهم موجة حب الظهور واللهاث على مبلغ هم الأحوج بين خلق الله اليه ، أما ما يمكن ان تضيف مثل تلك المسابقات للشاعر واقصد هنا الشاعر الشاعر فلن تضيف سوى حسرة توجع وألم على نفوس مبدعين كانوا يسمون فيما مضى(كتبة ديوان العرب) لا بل حفظته.

ہ القارىء لأعمالك الشعرية إجمالا يلاحظ أنك من الشعراء المخلصين لعمود الشعر العربي ، كيف تقرأ القصيدة في هذه المرحلة؟

- اذكر انني غير متعصب لبناء شعري بعينه وفي يقيني ان ليس كل شعر عمودي جيدا ، وليس كل شعر حديث سيئا ، الشعر هو الشعر الجيد في اي ثوب وشكل وصفة تجلى ، طالما ارتقى الى مستوى الجمال والكمال لغة وموسيقى وادوات ورسالة. للأسف الشديد اقرأ هذه الايام واستمع الى قصائد(هكذا يسمونها) لا تمت الى ما ذكرت من ضرورات الابداع بصلة ، يتمترس قائلوها خلف خندق الحداثة والتحديث ، وعتبي عندما اعرف ان بعض القائمين على تلك الصفحات من(الأميين) لغة وابداع ، وبالمقابل استمع واقرأ قصائد اقف لشعرائها اجلالا واكبارا ، فكل زمان فيه الغث وفيه السمين ، لكن الغث مع الأسف هو الأكثر وهو الأقدر على الظهور في هذا الزمن الذي يحاول اسياده خلط الحضارات ومزج الثقافات بطريقة تفقد كل ثقافة ذاتيتها وخصوصيتها.

ہ ثمة اعتماد كبير في تجربتك الشعرية على توظيف الموروث العربي والاساطير ، الى جانب اسقاطها على الواقع المعيش؟

- أذكر جملة قالها الشاعر الداغستاني (رسول حمزاتوف) مخاطبا الشعراء العرب :"لن تكونوا شعراء عربا حتى تقولوا شعرا عربيا ، فأنا داغستاني من القبعة حتى الحذاء" فهل قال الشعراء العرب يومها شعرهم بلغة أخرى؟ بالطبع لا ، لكنهم بشعرهم ذاك كانوا غرباء عن تاريخهم وحضارتهم ، اليس الشاعر هو لسان أمته حاملا همها ووجعها مدافعا عن قضاياها منتصرا لحقوقها. والاسطورة جزء من التراث والمعتقدات وتؤرخ أحيانا لزمن الظلم والقهر فيلجأ الاديب والشاعر الى الرمز هربا من السلطان وحذرا من المساءلة ، والاسطورة جميلة رحبة فضفاضة ، وتوظيفها يحتاج الى دراية بها وإحاطة ، فهي نوع ادبي مميز ، وما زلنا نطالع بإحترام وتقدير ، اساطير كل الشعوب وكل ما ذكرت اثثتها في قصائدي لتواكب الواقع.