Monday 29th of April 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    08-Sep-2005

عندما حل البوم التلفزة محل المنظار !

القدس العربي - 2005/09/08

يوم الاثنين الماضي ومع التاسعة ليلا، كانت السبعة التونسية تبث أغاني للمطربة نوال غشام، أغاني لهذه المغنية وللأخريات والآخرين التي لم تكف التلفزة التونسية عن بثها آلاف المرات لحين حلول مواعيد البرامج المعلن عنها... وموعد تلك الليلة كان الجريدة الاخبارية المنظار وقد أعلنت الجرائد التونسية وخاصة ملحق جريدة لابراس عن بثه هذه الليلة في موعده المعتاد (الساعة التاسعة ليلا)، موعد أصبح مثل هلال رمضان يتلاعب بأعصاب المواطنين.

جاءت التاسعة وتلاشت. وجاء أذان العشاء وذهب. وظهرت الفواصل البرمجية واختفت... ولم يكن هناك منظار ولا نحن فرحون... وها هي التلفزة التونسية تبث علينا برنامج ألبوم التلفزة الترفيهي الذي تعده وتقدمه المنشطة بية الزردي ويخرجه سامي شلغمي والذي كان من المقرر بثه ساعة بعد ذلك، أي مع العاشرة ليلا. هنا نكتشف أنه حينما تصبح تلفزة ما جهازا اعلاميا متخلفا، فهو يبث مع التاسعة ما كان مقررا بثه مع العاشرة. قد يقول قارئ: ما الفرق بين التاسعة والعاشرة؟ في برمجة تلفزية تعرف مشاهديها وتحترم وظيفتها الفارق كبير... ونحن العرب (ومنهم التونسيون)، لا مشكلة لنا مع الوقت كوننا لا نعترف بسلطانه. ما لم نقم به اليوم في موعده، نقوم به غدا ان شاء الله وان لم نقم به غدا، فتلك مشيئة الله وان لم نتمكن من القيام به فلا غالب الا الله . طالما حاضرنا أسود ومستقبلنا رمادي، نهرب الي الماضي المورد. ووسيلة الهروب المثلي لذلك هي الجريمة في حق الوقت. وما سبب الجريمة هذه؟ حينما علمنا أن موضوع المنظار كان العمل البلدي وما مدي احترام البلديات لحاجيات المواطنين... ونتيجة لمعرفتنا بتوجس التلفزة من كل حديث عن مسؤولية مسؤول، استنتجنا دون عناء أن دودة استأجرت لها مكانا في التفاحة. فحتي تقوم المبيدات التلفزية بقتل دودة الواقع، ارتأت قتل الوقت دون اعلام جمهور مشاهديها هي التي يعتمد عليها في اعلام المواطنين. فقدمت بثا وألغت آخر... بهذا البديل، بين المسؤول التلفزي أنه يعرف ما لا يرغب فيه السياسي: الواقع المعاش. وكما يقول فرويد: نحن لا ننسي موعدا نرغب فيه، أما الأمور التي تزعجنا، فاننا ننساها بسهولة. والواقع الذي يكون المنظار قد سجله عن تقاعس البلديات هو من الأمور المزعجة في نظر المسؤول التلفزي دون غيره والتي يجب أن ننساها والا ستعكر علينا ليلتنا. وما لم يفكر فيه هذا المسؤول ـ لفجئية الغاء البث (ساعة قبله لا أحد بالمؤسسة له علم بالالغاء ولا أحد يوم الغد له علم بأسبابه) ـ أن موضوع ألبوم التلفزة هو ذاته موضوع تلمت لحباب لبوكيل/البلدي منذ أسبوعين: استضافة المطرب قاسم الكافي. وهكذا، تكون التلفزة التونسية قد أتت علي الواقع بتكرار الترفيه تمشيا مع ما قاله أحد العاملين بالجهاز: هي حلقة مفرغة تدور فيها جل برامجنا