Friday 17th of May 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    12-Jun-2007

صبري القباني.. الطبيب والإعلامي مؤسس مجلة (طبيبك)

الرأي -

تعد الثقافة الطبية، مكملاً إعلامياً مهماً لأي حركة تنمية إعلامية واجتماعية.. وهذا مجمل ما قامت به اشهر ولعلها اول مجلة عربية متخصصة في مجال الطب.

من لا يعرف مجلة 'طبيبك' الشهيرة التي تخصصت في مجال الصحة والثقافة الطبية لصاحبها الدكتور المعروف صبري القباني. فقد احتفلت مؤخراً بعيد صدورها الخمسين أي (اليوبيل الذهبي) وخصص احد اعدادها قبل عدة اشهر لهذا الحدث المميز.

د. سامي القباني ابن الدكتور صبري القباني والذي رحل قبل 34 عاماً قال: لقد نشأ والدي فقيراً واضطر ان يكدح ليل نهار حتى يحقق حلمه بالدخول لكلية الطب.. فامتهن بيع الجرائد وتعليم الطلاب، وسهر الليالي ينسخ الكتب المدرسية التي كان يستعيرها من رفاقه لأنه لم يمتلك ثمنها الى ان تخرج طبيباً في سن الخامسة والعشرين، والقباني الابن يرأس اليوم هيئة تحرير المجلة.

ولقد بنى ابي مستقبله بيديه الكادحتين وكان عصامياً بكل ما في النعت من معنى.. وبعد ان امضى خمس سنوات في العراق حيث كان كثير من الاطباء السوريين يتجهون بعد تخرجهم تلك الأيام الى هناك وعاد ليفتتح عيادته في حي السنجقدار بدمشق.. هناك كثر زبائنه ولمع اسمه وبدأت خصاله التي امتاز بها في النصف الثاني من حياته بالظهور.. ومن هذه الخصال كان نشاطه المتواصل ورغبته الدائمة في تجديد معلوماته واكتساب كل جديد في مهنة الطب.. ومنها ولعه في نشر المعلومة الطبية لكل قصي ودان.. فكان من المألوف تجمع الناس حوله في الحفلات وفي الطرق العامة وعلى مواقف الحدود يسألونه عن شكاواهم الطبية والصحية ويتلقون منه النصائح والوصفات المجانية.. ومنها حبه للناس وروحه الاجتماعية ومرحه حتى في احلك الاوقات مع تلك الابتسامة التي كانت لا تفارق وجهه.

لكن احب خصال ابي كانت عندي هي رغبته الفطرية في فعل الخير ومد يد العون للفقير والمحتاج دون ان يعلم احد. وكان د. صبري القباني مؤسس مجلة 'طبيبك' ايضاً يكتب المقالات وينشرها في المجلات المعروفة آنذاك، ويقدم كذلك البرامج الإذاعية الطبية ويجيب عن اسئلة المستمعين الملهوفين لمعرفة الاجابات حول الامراض والنصائح الطبية.

وعندما نصحه احد اصحابه بإصدار مجلة متخصصة تُعنى بكل ما يهم القارىء العربي عن صحته تجسدت في هذه الفكرة معظم اماني د. القباني واحلامه، فأعطى هذه المشورة الجديدة كل ما يملك من نشاط وحيوية، واودعها كل ما لديه من رغبة في العلم والتعلم، وانخرط في شؤون الناس وسعى لفعل الخير. وهكذا صارت المجلة (طبيبك) بعد اعوام قليلة من صدورها بمثابة ابنته الثانية يرعى شؤونها ويكدح من اجلها ويروج لها في قدومه وترحاله.

وحول ملاحظة هامة يبديها الطبيب الابن سامي القباني حول (الجنس) يقول: وباعتقادي ان مواضيع الجنس التي تطرقت اليها المجلة - وبشكل علمي - بكثرة في الصدر الاول من انتشارها كانت استجابة لطلب (بل الحاح) القارىء العربي الذي كان هذا الموضوع الشائك مغلقاً له في تلك الأيام (أي قبل (50) عاماً وتعبيراً عن اهتمام شخصي للوالد بهذه الشؤون.

اما مترجم المقالات الاجنبية الى اللغة العربية في هذه المجلة 'طبيبك' ومنذ انشائها وحتى الآن الاستاذ (حسن بحبوح) فيتذكر قائلاً: ذات يوم وقبيل صدور العدد الاول من مجلة طبيبك اعلن الدكتور صبري انه بصدد اصدار مجلة طبية وطلب من بعض الزملاء في قسم الاخبار الاسهام في اعداد الموضوعات الصالحة للنشر في المجلة وكانت الصحف والمجلات آنذاك تطبع بصورة شبه بدائية مقارنة بما هو حاصل الآن.

ومرت ايام قليلة بعد ذلك وصدر العدد الاول من المجلة ومع انني كنت مطلعاً على كثير من المجلات العلمية والطبية الغربية الا انني فوجئت بأناقة العدد الاول وادركت على الفور ان مجلة من نوع جديد قد شقت طريقها نحو الوجود في دمشق، وتوالى صدورها بحجمها وشكلها المعروفين وصارت منذ صدور العدد الاول تمد القارىء بفيض من المعلومات الطبية والادبية والاجتماعية.

ومما يسترعي الانتباه حقاً ان سوية المجلة لم تتغير طوال خمسين عاماً - لا فرق في ذلك بين العدد الأول والعدد الاخير.

هذا وقد صارت مجلة طبيبك بحق من آنق وأفيد المجلات العربية في العالم العربي، وتشهد على ذلك آلاف الرسائل التي تتلقاها المجلة من مختلف الاقطار العربية.. ومن الميزات البارزة اللافتة للنظر هو ديمومة صدور هذه المجلة طوال خمسين عاماً دونما انقطاع او اندماج.

اما (منيف حسون) احد محرري هذه المجلة فنقرأ له من كلمة مختصرة اذ يشير الى ان الدكتور صبري القباني كان صحفياً متمكناً بدليل ان توزيع مجلة (طبيبك) وصل قبل اربعين عاماً من الآن الى (90) الف نسخة وهذا رقم يكاد يكون (خيالياً) بمعايير ذلك الوقت وكان القباني تنويرياً جريئاً اراد لمجتمعه ان يواكب العصر في العلم والتطور والحياة.. وكان واحداً من ابرز الداعين الى مواجهة الصعاب بالتفاؤل والتمسك به. وكان اضافة الى هذا انساناً كبيراً يحمل في أعماقه توقاً لا حدود له لفعل الخير، يعالج معظم مرضاه مجاناً، ومن لم يستطع منهم تأمين الدواء اشتراه له من حسابه.