Thursday 18th of April 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    20-Nov-2007

«البعد الآخر» في التلفزيون المغربي ... حلقات خيال علمي في بلاد الظواهر غير الطبيعية

دار الحياة - الدار البيضاء - الحياة

يدخل النوع التجريبي من العمل التلفزيوني الدرامي في المغرب في كل مرة تجربة جديدة لم يكن قد عرفها من قبل. يحدث هذا منذ تكثفت بوادر الإبداع الذي دشنته السينما من جهة من حيث توفيرها الدعم اللازم للمخرجين والممثلين التجريبيين وخلقها بالتالي جمهورها ما انعكس إيجاباً على الإنتاج التلفزي، من جهة ثانية منذ شجعت القناتان التلفزيونيتان كتاب السيناريو على مدها بمشروعات الأفلام والمسلسلات.

وفي هذا الإطار قد قدم المخرج الشاب محمد الكغاط مشروع سلسة «البعد الآخر» الغرائبية التي تأخذ من سلسلات أفلام الخيال العلمي والعجائبي بعض عوالمها ومميزاتها، وتروم التعبير عبرها عن بعض المشاكل والعلاقات الاجتماعية في الوسط المغربي التي لها ظواهر غير طبيعية التي تسكن الذاكرة الجماعية. وقد تم قبوله المشروع من طرف القناة الثانية. لن يبدو هذا غريباً إذا ما عرفنا أن هذا المخرج متتبع نهم لأفلام الخيال العلمي وحامل لدبلوم في تكنولوجيا الصور الافتراضية ذات الأبعاد الثلاثية الأمر الذي مكنه من تعرف أدوات ومتطلبات كتابة درامية غير مطروقة كثيراً.

وكانت النتيجة أن انكبت خلية من كتاب السيناريو ومن المخرجين والممثلين من الرعيل الجديد على كتابة وإخراج ما يربو على أربع وعشرين حلقة أنجزت منها حتى الآن إحدى عشرة حلقة. ومن بين هؤلاء رشيد الوالي وإدريس الروخ ومراد الخوضي، على أساس أن يقوم فريق آخر من المخرجين بإخراج الباقي في كل مرة. وقد تطلب تصوير الحلقة الواحدة شهرين في مرحلة ما بعد الإنتاج لخلق الصورة في الشكل الفانتازي الذي يتوجب أن تكون عليه، أي العمل بالمؤثرات الخاصة، وتوظيف تكنولوجيا الصورة الرقمية الدقيقة.

ومنذ شهر رمضان ما قبل السابق وحتى الآن تم عرض تسع حلقات من هذه السلسلة نذكر منها « رغبة وندم» و « القناع» و» نفيسة» و» اللوحة» و» قيد النداء». وعلى رغم العوالم المستوحاة من مجال الخيال العلمي السينمائي والتلفزيوني العالمي، يدور جل وقائع الحكايات في أجواء مغربية خالصة بثقافتها الخاصة، وشخوصها المحليين، وخيالها المغربي الخالص في تناغم يبغي استنبات هذا النوع الفني في بيئة عربية.

وللاقتراب من حكايات السلسلة نورد الخطوط العريضة لبعض ما شوهد بالفعل. فحلقة «رغبة وندم» تدور حكايتها حول شاب يحاور صديقاً له عبر الانترنت، وفجأة تخترق شاشة الكومبيوتر سلسلة حروف ملونة تشكل حزاما، وتزحف نحو الخارج لتخنق الشاب أمام أعين صديقه في الجهة الأخرى بعيدا. ويتعلق الأمر، كما قد يخمن البعض، بفيروس معلوماتي كان أخ الضحية قد خلقه ولم يعد قادراً على التحكم به فصار يتعقب أفراد عائلته كلما دخلوا عوالم المراسلة الأنترنتية.

وتروي حلقة « القناع» قصة خادمة في أحد البيوت تقرر التحول إلى شرطية لمصالحة زوج وزوجة حول مشكل حضانة ابن لهما. فتظهر الخادمة في الشارع مقنعة الوجه تملك خصائص المصارعة والعراك على الطريقة الأسيوية وتقوم بالمهمة.

وحلقة «نفيسة» التي كتبها إدريس الروخ تروي قصة امرأة مريضة تسمى نفيسة تموت تحت تعذيب لصين كانا يودان سرقة الفيلا التي تقطن فيها. ولكي تنتقم منهما تخرج روحها منها وتتربص بهما فتُصيّر أحدهم لوحة والآخر قطعة من زجاج.

و تستطلع إحدى الحلقات «ثيمة» الرجوع في الزمن المعروفة. ففي دكان ساعاتي يحب جمع الساعات القديمة يتملى بتفحص ساعة عتيقة يوجد نفسه فجأة ينتقل إلى زمن سابق. وبما أنه مشلول الساقين رحل به الزمن إلى أوساط الحدث الذي جعله يفقد القدرة على المشي. يخبر صاحب الدكان الذي سبق له أن قضى فترة سجن سابقة، فيقرران الرجوع معا لتصليح أخطائهما السابقة.

إثارة

في شكل عام تتميز الحلقات بتضمنها الكثير من المشاهد المثيرة جماهيرياً من قبيل المعارك المنظمة بين العصابات، وأجواء الرعب والغرابة والتشويق، وتخيّر الأماكن الملغزة مثل المقابر وفضاءات الليل. كما أنها مرفقة بالموسيقى التصويرية المعروفة في مثل هذا الصنف من الأعمال الدرامية بمؤثراتها الصوتية، والمتميزة بقدرتها على تكثيف التشويق والتخويف والترهيب واللعب على أوتار عواطف المشاهد.

تدوم كل حلقة قرابة نصف ساعة من العرض، وجل أبطالها هم من الممثلين الشباب الذين استطاعوا التكيف مع خصوصية التشخيص التي يتطلبها الإخراج التلفزيوني بالطريقة الرقمية. وتجب الإشارة هنا إلى أن إحدى الحلقات وهي بعنوان « قيد النداء» سبق لها أن فازت بالجائزة الفضية في مهرجان القاهرة الثاني عشر للإذاعة والتلفزيون. وهي عن محقق يتحرى في أمر اختفاء رجل فيكتشفه بين زمرة أناس قرروا العيش في عالم آخر تسود فيه قيم أخرى أفضل فيقع تحت تأثيرهم بدوره.

وهذه السلسلة تدشن هذه الأيام موسماً آخر بعد أن لاقت نجاحاً جماهيرياً ونسبة مشاهدة طيبة. سلسلة جمعت في طياتها أغلب أسماء المشهد التشخيصي والإخراجي المغربي في سابقة هي الأولى من نوعها.